التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,862
عدد  مرات الظهور : 162,370,596

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. > قصص الأطفال
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30 / 12 / 2008, 06 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
احمد رجب شلتوت
كاتب نور أدبي

 الصورة الرمزية احمد رجب شلتوت
 




احمد رجب شلتوت is on a distinguished road

الحمامة الشقية

الحمامة الشقية
إنتهزت الحمامة الشقية فرصة إنشغال أمها بإطعام الصغار وإبتعدت عن العش .
كانت قد دربت جناحيها على الطيران لكن لمسافات قصيرة . وكانت كلما أحست بالتعب فى جناحيها تستريح فوق جذع شجرة ثم تواصل الطيران .
كلما طارت من مكان إلى أخر تشعر بالسعادة لأنها ترى أماكن جديدة لم تحك عنها الأم .
السعادة أنستها نصائح أمها فواصلت الطيران حتى وجدت نفسها عند الشجرة الأخيرة قبل البحر . وقفت على أحد أفرع الشجرة وهى تنظر فى كل إتجاه فلا ترى إلا الماء . شعرت بالخوف وندمت لأنها لم تسمع كلام أمها . رفعت رأسها إلى السماء قائلة : يارب نجنى من محنتى وغربتى وأعاهدك ألا أُغضب أمى مرة أخرى فلو سمعت كلامها لما وجدت نفسى فى هذه المحنة .
فكرت الحمامة فى أن تعود لكنها خافت أن تضل الطريق . كما أن التعب يستبد بجناحيها ولن تقدر على العودة قبل أن تنال قسطا وافرا من الراحة .
لما هدأت الحمامة الصغيرة نامت لكن الهواء هز أفرُع الشجرة .. صوت إهتزاز الأوراق أقلقها ففزعت . طارت مبتعدة لكن إلى أين ؟ هى لاتعلم لنفسها وجهة أو طريق . حطت على الأرض .


نظرت إلى البحر فتذكرت عطشها . إقتربت من الماء لتشرب لكن كلما إندفع الموج بإتجاهها كانت تتراجع خائفة . تكررت محاولاتها الفاشلة حتى أدركها اليأس وقفت مكانها منادية .
يا أمى . أين أنت يا أمى ؟ أدركينى أنقذينى .

أمها لم تسمع فهى بعيدة ولا تعرف مكان إبنتها . فجأة إنتبهت الحمامة الصغيرة . سمعت صوت ضحكة . فمن يضحك ؟ بحثت عن مصدر الصوت ولم تفلح فى معرفة صاحبه إقترب الصوت منها :
أنا هنا . أين تبحثين عنى ؟
اين انت ؟
- أنا هنا فى الماء .
نظرت الحمامة الصغيرة بإتجاه البحر فرأت شيئاً لم تره من قبل يناديها .
-
تعال . لا تخافى تعال نلعب معاً .
خافت الحمامة ولم تعد . سألت بفزع :
من أنت ؟ أنا لم أر شيئاً يشبهك من قبل . إستمر صاحب الصوت :
-
ألم ترى السمك من قبل ؟ أنا سمكة صغيرة مثلك لكنى أسبح فى البحر . وأنت تطيرين فى الجو . أقتربى . أنا أعرف إنك حمامة . رأيت حماماً كثيراً فوق الأشجار لكن أنت لم تجيئى هنا إلا اليوم .

إطمأنت الحمامة الصغيرة فاقتربت لكن لما إقترب الموج تراجعت . ضحكت السمكة وطالبت الحمامة ألا تخاف لكن الحمامة ظلت خائفة . قالت للسمكة .
-
أنا عطشانة فساعدينى على أن أشرب
ردت السمكة
- إقتربى من الماء وأنا سأضرب الماء بذيلى فتتطاير القطرات ناحيتك . حاولى أن تلتقطيها بمنقارك حتى تشربى .
ظلت السمكة تضرب الماء بذيلها والحمامة تشرب حتى إرتوت .
حينئذ خطر للسمكة خاطر أخبرت به الحمامة .
ما رأيك يا صديقتى لو علمتنى الطيران مقابل أن أعلمك السباحة ؟
ردت الحمامة
- أنا أطير بالجناحين ولا أجنحة لك فكيف تطيرين .
قالت السمكة
وأنا أسبح بالزعانف وأنت بلا زعانف فكيف تسبحين ؟
فكرا سوياً فى حل ثم إتفقا على أن تأخذ السمكة أجنحة الحمامة لتطير بها مقابل أن تعطى زعانفها للحمامة حتى تستطيع السباحة
.
بدأ شكل السمكة بالأجنحة غريباً نظرت لصورتها المنعكسة على سطح الماء ثم ضحكت . خبطت بالأجنحة فى الهواء فإرتفعت . شجعتها الحمامة فواصلت التحليق حتى حطت على الشجرة . فزعت كل الطير من شكل الطائر الغريب . ولت الطيور مبتعدة . تعجبت السمكة . أرادت أن تلعب وتمرح مع الطيور لكن الطيور فزعت وفرت لتتركها وحيدة . نظرت من فوق الشجرة إلى الحمامة وجدتها لم تزل على الشاطئ . تخبط الرمال بالزعانف فلا سبحت ولا طارت . أدركت السمكة أنها أخطأت حينما إستبدلت بزعانفها أجنحة الحمامة .
فجأة وهى فى قمة حيرتها وندمها حطت بالقرب منها حمامة كبيرة . إقتربت منها وهى تحاول شم أجنحة السمكة . تأكدت من الرائحة فسألت السمكة :
-
هذه الرائحة المنبعثة من أجنحتك رائحة إبنتى الحمامة
خافت السمكة ولم ترد
.
ماذا فعلت بإبنتى وكيف أخذت أجنحتها ؟
ردت السمكة
:
-
أبدلتها بزعانفى .
واصلت الحمامة :
خذينى إلى إبنتى
طارتا معا
. بالقرب من الحمامة الصغيرة . بكت الصغيرة .
-
سامحينى يا أمى . أسفة لأنى لم أسمع كلامك
- ردى للسمكة زعانفها .
-
سألت السمكة .
لماذا لم تسبحى مثلى ؟
ردت بعفوية
.
-
خفت من الماء .
قالت الأم .
-
لأنك إستبدلت الزعانف فقط وظل قلبك قلب حمامة فخاف من البحر
ساعدت الأم إبنتها فى تثبيت الأجنحة وردت للسمكة زعانفها
. نصحتهما معا بعدم تكرار هذه الفعلة فقد خلق الله السمكة لتسبح وخلق الحمامة لتطير والحمامة لما فقدت أجنحتها لم تستطيع الطيران ولما ركبت الزعانف لم تستطيع السباحة . فالخالق لم يخلقها للبحر . شكرتها السمكة ووعدتها أن تعمل بالنصيحة بكت الحمامة الصغيرة نادمة . ربتت عليها الأم وعدتها ان تسامحها بشرط ألا تكرر الخطأ . وطارتا عائدتين إلى العش .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع احمد رجب شلتوت
 http/shaltout62.maktoobblog.com
shaltout_62@yahoo.com
احمد رجب شلتوت غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طوق الحمامة خولة السعيد ليالي.الأندلس.والحدائق.المعلقة 52 01 / 10 / 2021 39 : 11 PM
طفل على جناح اليمامة(للحكم) الحكم السيد السوهاجى قصيدة النثر 5 21 / 06 / 2014 02 : 01 PM
الطبيعيون .... بين الجهالة والجاهلية!! عبد المنعم محمد خير إسبير ديوان عبدالمنعم محمد خير إسبير 0 05 / 11 / 2012 07 : 06 PM
اليمامة المشردة ماجد وشاحي الشعر العمودي 8 22 / 02 / 2011 20 : 11 PM
فيض الدلالة في النص التامري الدكتور سمر روحي الفيصل نقد أدبي 0 20 / 06 / 2009 56 : 09 PM


الساعة الآن 48 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|