التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,869
عدد  مرات الظهور : 162,402,616

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 04 / 2016, 24 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد خويطي
شهادة الإجازة الأساسية في اللغة العربيةـــ شهادات تقديرية في الشعر والأدب - يكتب الشعرــ القصة القصيرة ــ الومضة..
 





محمد خويطي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: khouiti.1433@gmail.com

حظيرة العلم !!!!

حظيرة العلم !!!..
روى الزوبعي قال حدثنا جعفر بن أبي حثالة، قال حدثنا الأقرع الهبطي، قال سمعت أبا أنيف (وسمي بذلك لدقة بالغة في أنفه) يقول: "كنت وأنا صبي لم أعرف من دنيا الناس إلا ما تتحدث به، وإلا ما يدور في مجالسهم ونواديهم ومجامعهم ومحافلهم، وما زال بي سماع أخبار أهل العلم وذكر نوادرهم وحكمهم مما لا أجد في نفسي له معنى تاما ولا تفسيرا كاملا إلا ما يلوح في وجه المتحدث به إذا هو انطلق وانشرح، وتهلل واستبشر، كأنما طبع وجهَه سحرُ الحكمة وصبغه جمال النادرة، حتى أكبرت العلم وأعظمت قدر أهله إعظاما..
فبلغ مني ذلك الإجلال أن سعيت سعيا لا يعرف الكلل إليه سبيلا، إلى ملاقاة عالم الزمان والمكان "محمد بن إغريس" وكنت سمعت من أخبار الناس: العامة والخاصة؛ أنه العالم العارف المتقن المتفنن، المدقق المحقق المتدسس المتمرس، قد ملك علم ثلة من الأولين وثلة من الأخير، فكان بذلك من السابقين السابقين متمكن من كل علم انتهت إليه الإنسانية، وبارع في كل فكر بلغه العقل الإنساني، فهو في الفقه والتفسير والأصول واللغة والفلسفة وما شئت من أبواب العلم وفصول المعرفة أعلم الناس إلا بقدره وأفقهمم إلا بعقله.
فكان مما كنت أحسبه النعمةَ السابغة والمنة الوافرة؛ أن هداني إليه فضل ذكائي، وتوقد همتي ومضاء عزيمتي، فقد حصلت على شهادة من أولي العلم وأرباب الفقه، مع إجازة خطية تمسى في ذلك العهد "الباكلورية" أو شيء هذا القبيل، من العلامة الذي يرجع إليه الأمر في معرفة الناس ودرسهم، موقعة بختمه توقيعا أشبه بالطريق التي سلكها في التحصيل العلمي وتسنم سنامه، وامتلاك ناصيته وأخذ زمامه، ذلك هو "أبو البِرْكات الضرضوري".
وفي عام "الكسوف والخسوف" وهو عام مبارك اجتمع فيه على الناس من خيرات السماء ظلمتين، رحلت إلى بلاد المشرفة بحظائر العلماء "قصر السوق" (قال الراوي: والحظيرة عندهم مثل المحظرة عند أهل شنقيط؛ ولعل هذا لا يخفى فحروف هذه من هذه، ثم استطرد في شرح واف للفوارقن والأشباه والنظائر، مما يدل على سعة طلاعه وعمق فهمه رحمة الله عليه )، فخرجت أطلب مجلس "أبي إغريس" فدلني عليه بعد لجاجة تعنت طالب عليه طيلسان شبيه بطيلسان "لويس" (قال الراوي: ولويس هذا شيء من الأشياء العجيبة، كان يلبس طيلسانا مسبلا، يكنس به الأرض من الخيلاء الأجوف، ثم ذكر الراوي معركة شديدة جدا طويلة جدا، فتتْه فتا ومزقته تمزيقا، ومسخته دمية شوهاء قد احترق وجهها وطمست معالمه ، وذهب الرواي في الحديث، وعرض لأطرافه وذكر الخصوم وأسلحتهم، وتشعبت به شعاب الكلام...).
- قال أبو أنيف: قلت للطالب: (وكان اسمه "سِيمُو" وهو اسم لا أشك أنه أعجمي أشبه بوجه صاحبه) = لو تكرمت فدللتني على مجلس "ابن إغريس".
- قال "سيمو": في نبرة حادة صاخبة، حنقا يرغي ويزبد، ويضرب برجله الأرض في حركة نزقة أشبه ما تكون بعقله، وعيناه تكاد تثب علي من شدة الغضب: ألم تعرف نفسك في أي مقام تتحدث وعن أي رجل؟ !
- قلت: والدهشة تملأ جوانبي، والفرق يأكل قلبي، كأنما اطلع الناس على عورتي: "عن محمد بن إغريس" أسأل، فهل لي منك أن تجيبني؟
- قال سيمو: وعلم أني لم أعرف قصده، وأني أَجْهل من دخل هذه البلاد المشرفة، والتفت إلي التفاتة من فاته شيء فرجع يقص آثاره ويتبن موضعه، ورنا كأنما يشبع عينيه من النظر لهيأتي العتيقة، ثم انبعثت من وجهه نصف ابتسامة، لا يفهم منها من ينظر إليها إلا أن صاحبها يحتقرني ويراني مثالا للتخلف الفكري و"الظلامية" المتجمدة، ثم قال لي : أيها "الفقيه" (قال الراوي: يقصد ازدراءه) = لعلك لم تعرف أن سيدي العلامة الجليل الذي تسأل عنه " دكتور"..
قال أبو أنيف : فكتمت خلف وجهي ضحكة ساخرة، ظننت أنه يقصد " دستور" فالتوى لسانه على عادة الأعاجم إذا أرادو أن يتكلموا بما ليس من لغتهم.
- ثم قلت له: وكيف يكون دستورا؟
- قال "سيمو": أيها الفقيه، هي دكتور وليس دستورا، إن الدكتور في اصطلاح أهل هذا العصر الذي أحسبك ليست من أبنائه، بل من أجداده الهلكى، قد لفظك قبرك.. = تعني الكمال العقلي والمنتهي العلمي، ومعنى ذلك أن الدكتور يعلم كل شيء يكون...
قال : فقاطعته ويدي تهم أن ترد كلامه في جوفه، خشيت أن يصل به الكلام إلى أن الدكتور يعلم الغيب ومقادير الزمان والمكان. فقلت له وأنا أصرخ في وجهه وقد بدا لي كالذبابة أو هو أحقر..
-دلني على مجلس الدكتور واسترح من منظري ومنطقي..
- فأشار بأصبعه : هناك.. ثم مضى ويتأفف، ويقول من أين حشرت علينا هذه "الظلامية"..
قال : ثم دخلت حظيرة معالي الدكتور، فرأيت ناسا بين يديه كأن على رؤوسهم الطير، قد تعطلت أعينهم إلا من النظر إليه ، وأسماعهم إلا من الإصغاء إليه، وعقولهم إلا من تلقي مخرقته، والافتنان بتعالمه، ورأيت رجلا (قال الراوي: الرجل هنا لبيان الجنس) نحيف الجسم، أصلع مثل غطرسته، يتحرك تارة حركات طائشة عابثة كأنه زئبق، ويقف وقفة كبرياء فاجر فجور غاية صانعيه. كأنما نسر واقف على جيف..
يتبع..

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
محمد خويطي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
!!!!, العمل, حظيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجزاء من جنس العمل ناهد شما نصوص للقراءة الحرة 8 21 / 02 / 2025 36 : 10 PM
هذا هو العلم ميساء البشيتي حق العودة وحقوق الأسرى 6 06 / 10 / 2015 58 : 01 PM
أفضل العلم العلم بالله تعالى عمر الريسوني مكارم الأخلاق 0 18 / 09 / 2015 54 : 05 PM
العلم طلعت سقيرق القصص 4 15 / 10 / 2012 20 : 10 PM
عشق النور في مساحة حظيرة قدس تتدلى الساعة .. الشيخ محمد البيومي الهاشمي محمد حسني البيومي الهاشمي بسـتان الشــعر 2 12 / 12 / 2010 22 : 11 AM


الساعة الآن 17 : 02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|