التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,843
عدد  مرات الظهور : 162,298,764

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > أوراق الباحث محمد توفيق الصواف > رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف
رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف كتاب (( رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ )) للأديب والباحث الأستاذ محمد توفيق الصواف وهو عن " رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ بين الواقع والتَّطَلُّعات "

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 18 / 07 / 2016, 00 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

راهن العالم الإسلامي / إطلالة على منهج الكتاب

[align=justify][/align]لعل من بديهيات المنطق السليم أن الخطوةَ الأولى لإنقاذ أي غريق، معاينةُ حالة غرقه الراهنة، لتحديد درجة خطورتها، وكم من الوقت يستطيع الصمود ريثما يتمُّ إنقاذُه؛ ثم معاينةُ مكان غرقه، لتحديد عمقه، وماهية المادة التي يغرق فيها، قبل الشروع في إنقاذه.. إذ ليس في الماء وحده يغرق الإنسان، بل ثمة من يغرق في رمال الصحراء، وآخر في مستنقع لزج، وثالث في بئر نفط، ورابع في الهموم والمشاكل، وخامس في الترف والنعيم، وسادس في الديون، و...، و... ولكلِّ حالة من حالات الغرق هذه طريقةٌ خاصة في الإنقاذ، إذا لم يتم التزامها والتقيد بقواعدها، فقد لا تقتصـر النتيجة على الفشل في إنقاذ الغريق فحسب، بل ربما أصابَ الضـررُ منقذَه أيضاً، وربما أودى الفشل بحياة الاثنين أحياناً، المنقذ والغريق معاً.
[align=justify][/align]هذا إن كان المُراد إنقاذه فرداً، فماذا إن كان الغريقُ مجتمعاً أو أُمَّةً بكاملها؛ أيمكن إنقاذُ أيِّهما باتباعِ نفس الخطوات الواجبة لإنقاذ الأفراد؟
[align=justify][/align]إن الإجابة عن هذا التساؤل بـِ (نعم)، تعني أنَّ لإنقاذ أمِّة ما، من تَرَدٍّ تغرق فيه، طوعاً أو كرهاً، أو من شرٍّ يهدِّد مستقبلَها وربما وجودها، لابدَّ أولاً من تحديد نوعيَّة ما تغرقُ فيه، للتمكُّن من اختيار الأدوات والسبل المناسبة للنجاح في إنقاذها منه، ثم لابدَّ من دراسة واقعها الراهن، بأبعاده المختلفة، لتحديد مدى غرقها، وإلى أيِّ درجة من الخطورة بلغ..
[align=justify][/align]على افتراض صحة الاعتقاد بأن هاتين الخطوتين الأُولَيَّتين تشكلان معاً، منطقياً وواقعياً، المفتاحَ الصحيح والضروري للنجاح في إنقاذ أمَّة تغرق، ثم نَقْلِها، بعد إتمام إنقاذها، إلى وضع استشفاء يساعدها على التخلُّص من الآثار السلبية التي سَبَّبها لها الغرق، ويُمهِّد لتعافيها، تدريجياً، ومن ثَمَّ عودتها إلى حالة مماثلة للتي كانت عليها قبل إنقاذها، أو إلى أفضل منها، سأحاولُ، تالياً، إلقاءَ حزمة ضوء على كلِّ واحدٍ ممَّا أظنُّها المكونات الرئيسة الثلاثة للحال التي يغرق فيها المسلمون المعاصرون، وهي: (التشظي والضعف والتخلف)..
[align=justify][/align]اصطلاحياً، يعدُّ التَّشَظِّي نقيضَ التكامل، وبالتأكيد ليس التنوُّع سببَ تناقضهما، لأنه شرطُ حدوث كليهما وقوامُه، بل السبب يكمن في كيفية استثمار التنوُّع وآلياته، في مختلف المجالات الحياتية، كما يكمن في أهداف هذا الاستثمار على الصعد كافة. فإن تمَّ استثماره إيجابياً، كانت النتيجة تكاملاً مفضياً إلى القوة والتقدم والازدهار، أما إن استُثمِر سلبياً فلا شكَّ أن نتيجتَهُ الحتمية ستكونُ التشظيَّ المُفضي إلى الضعف فالتخلُّف.
[align=justify][/align]في ظنِّي أن هذه النتيجة تكاد ترقى إلى درجة البديهية، ولذلك أرى أنَّ محاولة البرهان على صحتها جهدٌ لا مُوجِبَ لبذله. مع ذلك، ولِمَن يُصِرُّ على الشكِّ في صحتها، أقول:
[align=justify][/align]بعيداً عن كل التعقيدات الاصطلاحية، وبمنطق عقلاني بسيط قائم على الملاحظة الحسيَّة وحدها، يمكن حتى للبدائي الأُميِّ الذي لم يستروِح رائحة الحضارة العلمية الحديثة مطلقاً، الاستنتاج بأن الضعفَ نتيجةٌ حتمية لتشظِّي كلِّ ما في الطبيعة من جمادٍ ونباتٍ وحيوان، سواء كان هذا الحيوان عاقلاً كالإنسان، بمختلف أشكال تجمعاته وأنماطها القديمة والمعاصرة، أو غير عاقل كسائر ما في الطبيعة من حيوانات سواه.. ولا أدلَّ على صحَّة القول بقِدَمِ هذا الاستنتاج من الصورة المجازية التي رسمها له الشاعر العربي بقوله:
تَأْبَى الرِّمَاحُ إِذَا اجْتَمَعْنَ تَكَسُّـراً وَإِذَا افْتَرَقْنَ، تَكَسًّـرَتْ آَحَاداً
[align=justify][/align]وبالمنطق العقلاني البسيط نفسه، يمكن الاستنتاج بأن الضعفَ الناجم عن التشظي يعدُّ السبب الرئيس لمعاناة الضعيفِ ثلاثة أمراض خطيرة جداً هي: الفساد والتخلف والتبعية.. ومنشأ خطورة هذه الأمراض يكمن في أنها، إذا طال الأمدُ عليها دون أن تُعالَجَ، أدَّت، في أغلب الأحيان، إلى ضياع من أُصيبَ بها فهلاكه فتلاشيه، هذا فضلاً عن الآلام الكثيرة التي تُصاحبُه ويعانيها، في مختلف مراحل إصابته..
[align=justify][/align]ربما ليس خطأً توصيفُ هذا التصوُّر بأنه ليس نتاجَ رغبة في ممارسة الصياغة البلاغية، بل هو نتاجُ الملاحظة الموضوعية لحركية انهيار الأفراد والمجتمعات، ولآليات عمل هذه الحركية، على أرض الواقع.. إذ تؤكد ملاحظة هذه الآليات أنَّ ثَمَّة علاقة، لا يُخطئها عاقل، بين تشظِّي أيِّ كائن وبين ضعفه وتخلفه، سواء كان هذا الكائن فرداً أو جماعة.. كما تؤكد ملاحظة هذه الآليات نفسها أن هذه العلاقة هي من النوع التفاعلي الذي يعمل وِفقَ جدلية تبادلية يمكن إيجازها بالقول: "إنَّ ما يُحْدِثُه التشظِّي من ضعف يجلبُ من التخلف، بقدرِ ما يُنتجُه التخلفُ من أسباب جديدة لزيادة الضعف"...
[align=justify][/align]وعلى هذا، يمكن الزعم بأن لا ضعْفَ في كلِّ ما اتحَدَتْ مكوناته، لأن اتحادَها يَحُول دون انتشار عوامل الفساد في الكيان المُتَشَكِّل منها ويُكسبه، بالتالي، مناعةً تَحُولُ دون تفسُّخه.. وكلَّما استطاع هذا الكيان أن يظلَّ منيعاً أمام عوامل الفساد والتفسُّخ، كلَّما استطاع أن يظلَّ قوياً قادراً على النمو والازدهار.. وعلى النقيض تماماً، تؤكد الملاحظة العلمية أنَّ الفساد لا ينتشـر ويتسع ويقوى إلَّا في الكيانات الضعيفة التي ليس في أجهزتها المناعية مضادَّات قادرة على وَقْفِ نشاطه والحدِّ من انتشاره، كما تؤكد أنه كلما زاد غياب هذه المضادات زادت احتمالات تَشَكُّلِ جدلية التفاعل المريعة بين الفساد وضعف الكيان المصاب به. أيْ تلك الجدلية المبنية على قيام كلٍّ منهما بتغذية التربة الملائمة لزيادة انتشار الآخر ونموِّه...
[align=justify][/align]وبعبارة أكثر بساطة ووضوحاً، يمكن القول أنه كلَّما ازداد الفساد نشاطاً ازداد ضعفُ الكيان المصاب به، وكلَّما ازداد ضعفُه أصبحَ مرتعاً أكثر خصوبة لنمو الفساد وانتشاره فيه.. وكلَّما تسارع التفاعل بين عنصُـرَي هذه الجدلية، أيْ بين فساد الكيان وضعفه، ازداد تَعَطُّلُ معظم وظائفه الحيوية، وزاد تَعَطُّلُها في الحدِّ من قدرته على التطوّر والنمو، وكلَّما تراجعت هذه القدرة، جَنَحَ نحو التراجع التدريجي المُفضـي، في المحصِّلة، إلى تردِّيه وتخلُّفه عمَّا كان عليه من جهة، وعمَّا عليه الأقوياء المُعَافَوْن من أدواء التشظي والضعف والفساد، من جهة أخرى؛ أي من الأدواء التي يُؤلِّفُ مجموعُها الثالوثَ المسبِّب، أصلاً، للتخلف وتكريسه، بسائر أشكاله وألوانه التي يعود مجموعُها ليُساهم، بدوره، في تحويل الضعيف إلى عاجز لا يستطيع أن ينهضَ بأبسط حاجاته إلا بمساعدة الآخرين الذين يصبحُ، في النهاية، تابعاً لهم، طوعاً أو كرهاً.
[align=justify][/align]ومن الملاحَظ أنَّ التبعيَّة، بمختلف أطيافها، تجعل من التابع مغنماً للمتبوع، في البداية، خصوصاً إذا كان المتبوعُ صانَعها لتُمَكِّنَهُ من الاستيلاء على ما يملكه التابع والتحكُّم به.. لكن بعد اكتمال هيمنة المتبوع على كلِّ أو معظمِ ما لدى التابع، واكتمال تَحَكُّمِه في ممتلكاته وقراراته ومصيره، سرعان ما يغدو هذا التابعُ عبئاً يبدأ المتبوع بالتخطيط لإزاحته عن كاهله، بأيٍّ من الوسائل التي تُمكِّنُه من تجسيد تلك الإزاحة واقعاً.
[align=justify][/align]وربما ليس من المبالغة القول: إنَّ ثَمَّة تجاربَ واقعيةً وتاريخيةً لا تُحصـى، على مختلَف المستويات الحياتية، تؤكد صحة الافتراضات والاستنتاجات السابقة، ليس على صعيد الإنسان الفرد فحسب، بل على صعيد المجتمعات الإنسانية القديمة والمعاصرة أيضاً... فكم، في التاريخ، قديمه وراهنه، من كيانات وأنظمة وأمم زالت، جرَّاء تشظيها الذي ذهب بأسباب قوتها، ومَكَّنَ الفساد من الانتشار في مختَلَف قطاعاتها وبين غالبية شرائحها، مُهيِّئاً بانتشاره، المناخَ الملائمَ لتخلفها، ثُمَّ لتمكين عدوها من السيطرة عليها، ووَقْفِ تطورها ونموها، ثم إكراهها على أن تكون تابعة له، طيلة الفترة التي تسبق قراره بالقضاء عليها والتخلُّص منها..
[align=justify][/align]وفق هذه الرؤية، وعلى افتراض صحتها، ستحاول فصول هذا الكتاب، أن تَتَتَبَّع كيف أدَّى تشظي المسلمين المعاصرين، في مختلف ميادين الحياة، إلى إضعافهم في هذه الميادين كلها؛ ثم كيف هيَّأ ضعفُهم المناخات الملائمة لزيادة تشظِّيهم واستمراره من جهة، ولانتشار أوبئة الفساد والتخلف والتبعية، في سائر أوضاعهم ومعظم مجتمعاتهم، من جهة أخرى..
[align=justify][/align]وبعد، فهذه الإطلالة اللَّمْحيَّة على المكونات الثلاثة الرئيسة للحال التي يغرق فيها مسلمو اليوم، قد تُساعدنا في فهْمِ كيفية تحوُّلِ هذه المكونات نفسها إلى أبعاد رئيسة لصورتهم المعاصرة، بأوضاعهم الراهنة التي سيتمُّ تفصيل الحديث عن كلِّ واحد منها، في فصل مستقل من فصول هذا الكتاب الذي ستؤكد خاتمتُه أنَّ هذه الأبعاد الثلاثة لا تظهر جليَّةً في الصورة الشمولية لراهن المسلمين فحسب، بل في تمعُّن كلِّ واحد من أوضاعهم الرئيسة على حِدَةٍ أيضاً.. الأمر الذي يعني أن تلك الأبعاد مشترَكةً بين هذه الأوضاع جميعاً، كما يعني أنها ليست مجرد أبعاد خاملة، بل هي عوامل نَشِطَة فاعلة أيضاً، ساهم كلٌّ منها بمفرده، وبتفاعله مع العامِلَين الآخرَين، في تشكيل كلِّ جزء من أجزاء الصورة الشمولية لواقع المسلمين المعاصر، قبل أن تصير هذه العوامل نفسُها، في آخر مرحلة من مراحل تحوُّلها، من أكثر السمات المميِّزة لهذا الواقع بروزاً..

[align=justify][/align]إن مجمل ما سبق، قد يَشِي بأن منهج البحث في هذا الكتاب لا يسعى إلى رسم صورة شمولية سكونية هدفها استقصاء كل ما يعانيه العالم الإسلامي الراهن من سلبيات وتعدادها، بقدر ما يسعى إلى رسم صورة تضيءُ أبرز أوضاعه، وأهم العوامل التي أوْصَلَتْ كلَّ وضعٍ منها إلى حالته الراهنة التي صار إليها، وآليات فِعْلِ تلك العوامل وتفاعلها في إنتاج هذه الحالة، وذلك كخطوة لابدَّ منها لتشخيص أدوائه، قبل المبادرة إلى اقتراح أيِّ دواء يُظَنُّ به القدرة على شفائه منها.
[align=justify][/align]ولأن بيان عمل آليات التفاعل هذه يستحيل دون وصفٍ أوَّليٍّ محايد للعناصر الرئيسة الداخلة فيه، وهي الأرض وما عليها من سكان، وما يحتويه باطنها من ثروات، فقد تمَّ تخصيص الفصل الأول من هذا الجزء لتقديم قدر من المعلومات الإحصائية المحايدة التي يساعد مجموعُها في التعرُّف على راهن جغرافية العالم الإسلامي وسكانه وثرواته.
[align=justify][/align]أمَّا الفصول التي تليه، فقد حاولَتْ تقديمَ مُقَارَبَاتٍ توصيفية لِمَا عليه أوضاع المسلمين الراهنة، فكرياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وثقافياً، ولِمَا تعانيه هذه الأوضاع جميعاً من تشظٍّ وضعف وتخلف، ثم لِمَا أنتجه هذا الثالوث المُدَمِّر من سلبيات، غَرِقَ فيها مسلمو اليوم، على مختلف الصُّعُد، ومازالوا يغرقون.
[align=justify][/align]ولأنَّ بضدِّها تتميَّزُ الأحياءُ والأشياءُ والأوضاعُ وتتضح، لم تَخْلُ فصولُ الكتاب من لمحات، حيثما اقتضت ضرورة البحث، تُقارِن ما عليه مسلمو اليوم من أحوال متردِّية بنقيضها، أي بما كان يمكن أن يكونوه، لو أنهم أحسنوا استثمار ما حَبَاهم الله به من ثروات بشـرية وطبيعية وجغرافية متميِّزة. الأمر الذي يعني أنه تمَّتْ معاينةُ أوضاع العالم الإسلامي المعاصر وعرضُها، من زاويتين متناقضتين: واقعية وافتراضية...
[align=justify][/align]فمن الزاوية الواقعية، تمَّ تناولُه كعالَمٍ مُتنوِّع تَنَوُّعَ تَشَظٍّ وتنابذ، أدَّيا إلى تصدُّعه فيما مضـى، ثم إلى زيادة تمزيقه وتجزئته ليتحوَّل، بعد سقوط آخر نماذج وحدته، ممثَّلاً بالخلافة العثمانية، إلى بلدان ودول وكيانات: مفكَّكَة سياسياً، متعدِّدة عرقياً، متباعدة اجتماعياً، منغلقة على نفسها لغوياً وثقافياً، متنابذة دينياً ومذهبياً، متصارعة فكرياً...
[align=justify][/align]أما من الزاوية الافتراضية النقيض، فقد تمَّت معاينةُ العالَم الإسلامي، كعالَمٍ مُتنوِّع تَنَوُّعَ تكاملٍ.. وقد اعتمدَتْ هذه المعاينة، في جانبٍ منها، على إشارات إلى تمكُّنه، في مراحل سابقة قليلة من تاريخه، من جَعْلِ تنوُّعه، في جوانب كثيرة، تنوُّع تكامل، كما تُبيِّنُ معاينةُ ما كانت عليه أوضاعه، في أَوْجِ قوة الخلافتين الأموية والعباسية مثلاً؛ ثم في أوجِ انتصاره على تمزُّقه الداخلي وعدوِّه الخارجي (المغولي فالصليبي)، في العصـر المملوكي؛ ثم بعد تحوُّله إلى قوة عظمى وحيدة في العالم، في أوجِ قوة الخلافة العثمانية.
[align=justify][/align]واعتمادُ معاينة العالم الإسلامي، من هذه الزاوية، على استحضار ما كانه، في مراحله السابقِ ذكرها، يهدف إلى تأكيد افتراضِ كونه مازال قابلاً لأن يعود، مرة أخرى، في المستقبل، عالَماً متنوِّعاً تنوَّعَ تكاملٍ مُوَحِّد لا تنوَّعَ تشظٍّ مُمَزِّق...
[align=justify][/align]وبتعبير آخر: إن تجسُّدَ تكاملِه واقعاً، لعدةِ مراتٍ، في مراحل مضت، وإن لم يكن ذلك التكامل مثالياً، كما كان يُفترَضُ أن يكون، حَسْبَ التصوُّر الإسلامي المُستنبَط من آيات القرآن الكريم والتجربة النبوية المدينية تحديداً، فإنه يظلُّ مؤشراً على إمكانية إنجازِ تكاملٍ، ولو مقارِب لما مضى، في المستقبل.
وبين هاتين الإطلالتين، من زاويتين مختلفتين، على العالم الإسلامي الراهن، تضمَّنت فصولُ هذا الكتاب إشارات إلى أهم العوامل والأسباب الداخلية والخارجية التي أدَّت إلى ما آلت إليه حالُ مسلمي اليوم من ترَدِّ، وإلى العوامل والأسباب التي ما تزال تَحُوْلُ دون خلاصهم من ذلك التردِّي، على الرغم من توفُّر كل الإمكانيات اللازمة لإنجاز هذا الخلاص، افتراضياً على الأقل.

[align=justify][/align]وبعد،
[align=justify][/align]فلظنِّي بأن مضمون هذا الكتاب، في معظمه، كان محاولةً للتوصُّل إلى إجابات مقنعة عن جملة تساؤلات أثارها في عقلي، بدايةً، تعاظمُ تلك الحملة المعاصرة ضد الإسلام، الحملة التي يزعم قادتُها وأتباعهم أنه السببَ الوحيد لما يعانيه مسلمو اليوم من تشظٍّ وضعف وتخلُّف..، وجدتُني أقفُ موقف الشاكِّ في صحة هذا الزعم، لا بوصفي مسلماً، بل كباحث يرفض عقلُه الذي حرَّره الشكُّ من التعصب المسبق لأيِّ رأي، قبولَ ما يزعمُه أيُّ أَحَدٍ، في أيِّ شأن، دون مناقشة زعمِه وِفق معايير البحث الموضوعي ومنهجه وآلياته...
[align=justify][/align]ولرغبتي في ألَّا يكون قارئي مجرد متلقٍّ سلبي، حتى لآرائي وتصوراتي ونتائج بحثي، يقبلها على عواهنها، دون نقاش أو شكّ، بل مشاركاً يتميَّز بالقدرة على التحرُّر، بالشكِّ المُحرِّضِ على البحث، من التبعية العمياء لكلِّ ما يقرأ ويسمع ويُشاهد، رأيتُ أن أطرحَ، بين يديه، وقبل الشـروع في قراءة هذا الكتاب، أبرزَ تلك التساؤلات التي أثارها في عقلي إصرارُ كثيرين، اليوم، على اتهام الإسلام وحده، دون أيِّ عامل آخر، بالتسبُّب في تشظي أتباعه وضعفهم وتخلفهم، آملاً أن تثير هذه التساؤلات نفسُها، في قارئي الكريم، ما أثارته فيَّ، من مُحرِّضات على البحث عن إجابات منطقية ومقنعة، ثُمَّ أن تُحرِّضه إجاباتي، بعد ذلك، على مناقشة ما جاء فيها، بانفتاح، قبل أن يقبلَها أو يرفضَها، فأبرأُ بنقاشه لها من إثم تضليله، أمام الله وأمام الناس ونفسي..

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 08 / 2016, 32 : 09 AM   رقم المشاركة : [2]
ريمه الخاني
أستاذ بارز / أدباء نور الأدب / تكتب القصه الشعر الدراسات والمقالات
 





ريمه الخاني is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: راهن العالم الإسلامي / إطلالة على منهج الكتاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتور، عنوان لافت يشوقنا لمعرفة المحتوى بالتفصيل، ولكن السؤال هنا:
ماذا أضفتم للتاريخ الذي نعرف ونلاحظ من أمور لم يتطرق لها أحد من قبلكم؟
مع التحية والتقدير.
ريمه الخاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 08 / 2016, 08 : 09 PM   رقم المشاركة : [3]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: راهن العالم الإسلامي / إطلالة على منهج الكتاب

إطلالة مباركة أستاذة ريمة.. وشكراً لمرورك وتعليقك..
أما بالنسبة لسؤالك فإن الإجابة عنه هي الكتاب بكامله، لذلك أتمنى عليك، وأنتِ الأديبة الأريبة، أن تقرأي ما نشرتُه منه إلى الآن، وما سأُتابع نشره لاحقاً، إن شاء الله، وسأكون مسروراً غاية السرور بمعرفة رأيك فيما قرأتِ مفرَّقاً، وفي الكتاب مجموعاً..
ولك مني كلَّ الاحترام والتقدير..
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 11 / 2016, 36 : 01 AM   رقم المشاركة : [4]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: راهن العالم الإسلامي / إطلالة على منهج الكتاب

[align=justify](( فلظنِّي بأن مضمون هذا الكتاب، في معظمه، كان محاولةً للتوصُّل إلى إجابات مقنعة عن جملة تساؤلات أثارها في عقلي، بدايةً، تعاظمُ تلك الحملة المعاصرة ضد الإسلام، الحملة التي يزعم قادتُها وأتباعهم أنه السببَ الوحيد لما يعانيه مسلمو اليوم من تشظٍّ وضعف وتخلُّف..، وجدتُني أقفُ موقف الشاكِّ في صحة هذا الزعم، لا بوصفي مسلماً، بل كباحث يرفض عقلُه الذي حرَّره الشكُّ من التعصب المسبق لأيِّ رأي، قبولَ ما يزعمُه أيُّ أَحَدٍ، في أيِّ شأن، دون مناقشة زعمِه وِفق معايير البحث الموضوعي ومنهجه وآلياته... ))[/align]
[align=justify]وهذا ما وجدته ، وما وقفتُ عليه بنفسي ، في كلّ ما عرضته من كتابك !! أحببتُ فقط أن أزور عش الدكتور الصواف بتفرّاعته لأثبتَ لك بأنني مررتُ على كلّ ما كتبتَه حتى الآن..فأهلا وسهلا بي في ضيافة أوراق الدكتور الصواف ! (ابتسامة)[/align]
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 11 / 2016, 36 : 09 PM   رقم المشاركة : [5]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: راهن العالم الإسلامي / إطلالة على منهج الكتاب

[align=justify]وهذا ما وجدته ، وما وقفتُ عليه بنفسي ، في كلّ ما عرضته من كتابك !! أحببتُ فقط أن أزور عش الدكتور الصواف بتفرّاعته لأثبتَ لك بأنني مررتُ على كلّ ما كتبتَه حتى الآن..فأهلا وسهلا بي في ضيافة أوراق الدكتور الصواف ! (ابتسامة)[/align]

[align=justify]أخي الحبيب محمد الصالح..
أهلاً وسهلاً بك في بيتك..!!! ويسعدني جداً هذا التفاعل مع كتاباتي من مثقف في مثل قامتك.. فهذا شرفٌ لي.. وما يسعدني في هذا التفاعل أكثر من أيِّ شيء آخر أنَّه صادق لا مِراء فيه ولا مَلَق.. هي ذي صحبة المثقف الحقيقي تُفيد وتُسعد في آن معاً..
لا عَدِمتَك أخاً محباً وصديقاً صادقاً وصدوقاً...[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أهلي, إطلالة, الإسلامي, الكتاب, العالم, راهن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
راهن العالم الإسلامي/خاتمة الفصل 3/ثقافة المسلمين القدامى، وثقافات العالم الإسلامي ال محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 0 06 / 08 / 2020 23 : 02 PM
راهن العالم الإسلامي/الفصل 3/تكاملُ الثقافات في العالم الإسلامي أم صراعُها؟ محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 7 10 / 11 / 2016 27 : 12 PM
راهن العالم الإسلامي/الفصل 2/تأثير تشظي العالم الإسلامي في تخلف معتقدات سكانه محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 3 04 / 10 / 2016 18 : 02 AM
راهن العالم الإسلامي/الفصل 2/الفقرة 3/صواف محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 3 13 / 09 / 2016 00 : 10 PM
راهن العالم الإسلامي/الفصل 2/الفقرة 2/صواف محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 4 04 / 09 / 2016 05 : 12 AM


الساعة الآن 11 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|