رد: أدباء من المغرب العربي (1)
[frame="1 98"][align=justify]فقرة من روايته الأشهر: اللاّز:
(((- يوم حضر أجله. كان المرحوم يهجم ويعيط "زغردي أمي حليمة زغردي"
إنهم كعادتهم، كلما تجمعوا في الصف الطويل، أمـام مكتب المنح، لا يتحدثون إلا عن شهدائهم، والحق إنه ليست هناك، غير هذه الفرصة، لتذكرهم، والترحم على أرواحهم، والتغني بمفاخرهم.. فهم ككل ماضي يسيرون إلى الخلف، ونحن ككل حاضر، نسير إلى الأمام.. لعل هذا اليأس المطبق من التقاء الزمانين، ما يجعلنا لا نهتم إِلا بأنفسنا، أنانيين نرضى أن يتحول شهداؤنا الأعزاء إِلي مجرد بطاقات في جيوبنا، نستظهرها أمام مكتب المنح، مرة كل ثلاثة أشهر… ثم نطويها مع دريهمات في انتظار المنحة القادمة...
علق الشيخ الربيعي في نفسه، على ما التقطت أذناه، من تأوهات شيخين يقفان أمامه، وعجوز وأرمل، تقفان إلى جنبه، ثم سرح بصره الذابل في الصف الطويل أمامه...
إننا، كما عرفنا أنفسنا، مند خلقنا، "الشيشان" على رؤوسنا تكاد تقطر وسخاً، "البرانس" مهلهلة، رثة، متداعية، والأحذية مجرد قطع من الجلد أو المطاط، تشدها أسلاك صدئة، والأوجه زرقاء جافة.. ليس لنـا من الماضي إِلا المآسي.. وليس لنا من الحاضر إِلا الانتظار.. وليس لنا من المستقبل إِلا الموت.. نتآكل كالجراثيم، وليس غير...)))[/align][/frame]
|