يا عمَّتي كمْ أنا في الهمِّ غارقة .... منْ ذا الذي ينقذ المهموم من غرقِ؟
عتبة ومطلع قصيدة بنفس حكائي ينفتح على مرجعية القول والشكوى .. تنطوي على نقل خبر والإخبار بحرف نداء يؤدي دلالتي التنبيه و الاستغاثة .. وداخل بيت شعري تشترك اللغة والمخيلة في رسم ملامح الشخصية المحورية وأحاسيسها وتشكيل أبعادها ..
تنبيه للقارئ أن الشاعر في حالة إصغاء وجداني ..جعله ينقل بصدق فني دون قناع ولا ستار ،
.. ليمارس دور الشاعر "الراوي"..
استهلال بحرف نداء و استحضار لشخصية محورية " الأديبة هدى نور الدين الخطيب " أضفى طاقة سردية وحركة درامية بطقوس خاصة قائمة على الإيجاز والتكثيف .. إيجاز لأحداث عميقة .. عمق صدقها وعمق واقعيتها .. وعمق الحزن .. الذي ألم بأصحابها ..!!
هي شخصية فاعلة مؤثرة ومتأثرة .. لها دور مركزي في توجيه حركة "السرد "الشعري ، وفي نقل مشاعر ومعاني مركزية لها صلة قوية بالشخوص الرئيسية ...
أنجبتِ لي في الدُّنا شبلاً فأسعدني ... وكان في الروح ينبوعاً من الألقِ
روحانِ في جسدٍ لو غابَ عن نظري ...كغيمةٍ البدرِ والليلاء في الغسقِ
لكنهُ غابَ والويلاتُ تجلدني ........... كالسوط مزَّق أحلامي من الأرقِ
قرأتُ أشعاره سِفـْــراً وملحمة ........... حفظتها درراً بل عانقتْ عبقي
موسوعة العلمِ والآداب جعبتهُ ....... قد كان فيها يراعاً خط في الورقِ
بكيتهُ . لنْ تجفَّ العين دمعتها ............ ولمْ أزلْ بدموعي دائم القلقِ
راقبتُ عودتهُ ياليت يسمعني ......... فالقلب في علِّةٍ قد زاد في الخفقِ
في كلّ يومٍ أرى أنسامهُ ابتسمتْ ........ والقلب شاهده يدنو إلى رمقي
يا ربِّ أكرمْ صديقي يومَ محشرنا ..... واجعلْ لنا كلّ ما نبغيه في طبق
استحضار وحضور له تداعياته وأسبابه ..واسترجاع لأحداث ذات مرجعية واقعية تركت أثرا واضحا من جراء الفراق والغياب ..
فراق لا يشبه أي فراق .. هو فراق الروح التوأم ، فراق الطفولة النقية ، فراق الضحكة الصافية ..فراق النقاء والمحبة .. والجمال ..فراق ثريا الإبداع .. فراق الوطن ...
""
بالأمس كان لي وطنٌ فسيح بفضاءاته الرحبة وثريات نجومه المتلألئة، بعنفوانه وجماله وإنسانيته الفريدة وحنانه الربيعي الذي كان باستطاعته أن يحيل جبال الثلج الكندي في منفاي إلى مروج خضراء وبساتين مزهرة مثمرة...
بزهره وحبقه وعطره وثماره، ببلابله وعصافيره وفراشه ونحله وعسله، بأنهاره وينابيعه...
بإنسانه الاستثنائي في كل شيء، بطهارته وطفولته الأزلية النقية، بإبداعه وفكره وذكاءه الوقاد، بقيمه الراسخة ومبادئه الثابتة، بنبله وكرمه ومحبته...
وطني طلعت سقيرق
قالوا عنه غابَ
قالوا رحل ولن يعود والحياة ستخلو من طلعت!
قالوا أني لن أسمع صوته الحنون الدافئ بعد الآن ورنة ضحكته
قالوا حين أحزن وحين أتعب وحين أغضب أو أحبط لن أجد طلعت يطبطب على جراحي ويهون عليّ شقاء الحياة، كما اعتدت واعتاد كل من حوله في أن يرمي عليه أحماله حتى اعتبرناه جميعنا جبل صلب لا يتعب، نستند إليه ويحتوينا بقلبه الكبير المتعب....
طلعت سقيرق عندي دنيا بكل ما فيها وكل الدنيا لو اجتمعت في إنسان لا يمكن أن تعوضني عن طلعت" 1-
********************
1-طلعت سقيرق وطني ودمي وصديق عمري الأغلى / بقلم الأديبة هدى نور الدين الخطيب
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]