 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر |
 |
|
|
|
|
|
|
وبما أن أختي العزيزة خوخة مريضة , ندعو الله لها بالشفاء العاجل ، حدثتني أمس وكان صوتها مسكين جدا يبدو أنها تعاني من البرد شفاها الله وعافاها ، وسأكتب اليوم شيء تذكرته لإنعاش اليوميات حال حضور روحها الأصلية ، وليس لإحل محلها ، بل فقط أنعشها بقصة مؤثرة حدثت لي شخصيا منذ زمن ، أثار منام رأيته اليوم غبار الذكرى ، التي مر عليها اليوم أكثر من عشرين عاما بعام ، كنت خارج بلادي ، وكانت لي صديقة قريبة من قلبي هناك ، دق الهاتف في السادسة صباحا يخبرنا زوجها أنها قد انتقلت إلى مستشفى الولادة في حالة وضع صعبة ، فقد قرر جنينهما أن يترك رحم أمه ليأتي مكتشفا تلك الحياة التي لطالما سمع ضجيجها من خلف جدران عالمه الهادىء الحنون ، وما إن سمعت قمت فزعة من فراشي أفكر ماذا أفعل ، كيف أساعدها ، مع العلم أن نظام المستشفيات الخاصة بالولادة لا تسمح مطلقا بدخول أحد من أهل المرأة التي وفدت إليهم لمثل ذلك حتى تلد وتنتقل من مكان الولادة والإنعاش إلى القسم الخاص بزيارة الأهل والأصدقاء والذي تمكث فيه إلى أن تخرج سالمة بوليدها الحديث ، المهم جلست متقمصة دور الأم أفكر ماذا أفعل ، نعم الآن تذكرت كيف كانت تفعل أمي بعد الانتهاء من المخاض ، سوف افعل مثلها تماما واذهب إليها ، فدخلت مطبخي وأحضرت دجاجة وجهزتها ووضعتها على النار ، ثم تذكرت ترموس الحلبة الذي دائما وأبدا ، ومنذ عصر جداتي السابقات ، يجب أن يوضع بجانب المرأة حال وضعها ، وبالفعل بعد أن انتهيت خرجت من بيتي في الساعة السابعة والنصف ، متجهة إلى مستشفى الولادة التي لا أعرف مكانها تحديدا وتبعد عن بيتي مسافة ثلاثة كيلومترات تقريبا ، وحملت كل شيء معي ، وقررت الذهاب مكتفية بوصف الطريق من قبل صديقاتي في الهاتف ، ليس معي سيارة ولا أحد إلا الله ومشيت ، وكانت المستشفى في مكان شبه متطرف ، وقد اكتشفت بعد ما سلكت طريقا غريبا صامتا ليس به مخلوقات حتى القطط والكلاب أنني دخلت المقابر !! كان الطريق طويلا والشمس بدأت ترتفع حرارتها التي ما كانت تنخفض حتى أثناء الليل ، فلمن عاش بالخليج العربي دراية بذلك ، بقيت أتلفت حولي وأتساءل أين أنا الآن ؟! وكم تبعد المسافة أو تقترب من المستشفى ؟! لا أحد من هنا يمر لأسأله ؟! واتصبب عرقا ليس من حرارة الشمس بل من الخوف ، فكلما رميت بصري يمينا شمالا أمامي وخلفي ، لا شيء أرى سواي والمقابر ، وفجأة في إحدى لفتاتي ظهرت امرأة ترتدي إسدالا من أعلى رأسها إلى تحت قدميها تجره من طوله تكنس به الطريق ، لا يظهر منها شيء آتية من خلفي فوقفت أنتظرها ، برغم الرعب الذي ألقاه الإسدال على منظرها في ذاك الطريق تحديدا ، ولو أني قابلتها في مكان أخر لما كان ذلك حالي وقتئذ ، وكثيرا ما أقابل منها ، فذلك أحد الأزياء في بلادهم ، ما علينا ، انتظرتها وكانت خطواتها تسابق بعضها البعض ، تمشي مهرولة ، ولما اقتربت مني ناديتها من فضلك أين مستشفى الولادة من هنا ؟ كيف أذهب وإلى أين أتجه لأخرج من هذا المكان ؟ لم ترد ومضت في طريقها كأنني هواء مرت به ههههه ، يبدو أنه كان ينتابها من ناحيتي نفس التوجس الذي انتابني من ناحيتها ومضت ، قلت يا إلهي حتى التي أرسلتها إلي تخيفني خافت هي الأخرى مني ، ومضيت أنا الأخرى أحدث ربي أن ينتشلني من هذا الخوف والضياع ، وكنت أتبع خطوات تلك المرأة أيضا ، فهل أتركها لا ترد ؟؟! ولا تطمئنني ولا حتى أقتفي آثارها رغما عنها كدليل مجبر على مساعدتي ؟؟!!! طبعا لا وألف لاااا !! كنت أهرول لأستأنس بوجودها في ذلك الطريق المخيف الخاوي ، ولعلي أصل خلفها لمخرج ، وبالفعل بعد المشي والهرولة واحيانا الجري ، وصلت لأخر الطريق الذي خرجت منه على طريق من الأسفلت ، تسير فقط عليه السيارات لا البشر ، ولم يكن على إحدى جانبي الطريق ذبابة واحدة طائرة لأسألها !! ومازال الفراغ يحيطني لا يدلني على شيء ، حتى ظهرت لي إمرأتان مصريتان الجنسية ، قد خرجتا صباحا لعمل رياضة المشي ، كانتا تعرفاني من حضور بعض المحاضرات في إحدى المساجد ، المهم والحمد لله وصفوا بدقة المكان وركزوا على كلمة بدقة هذي ، لأن العيب كان في حظي وليس استيعابي للوصف ، المهم أخذت ما تبقي لي من عزم ومشيت حتى وصلت الصرح العظيم ذاك ، حقا إنها ليست مستشفي بل هي مدينة كبيرة جدا يتوه فيها الدليل ! ودخلت أخيرا من البوابة الرئيسية ، أو كما تخيلت ، ف المستشفى لها أبواب لا حصر لها من اتجاهاتها أربعة ، وبطول كل سور عدد من البوابات ، وأخذتني قدمي إلى مكان واسع جدا كالفناء العظيم أدى بي إلى مدخل ، أدى بي إلى ردهة واسعة ، أدت بي لأن أقف أمام غرفة كبيرة أحد جدرانها من الأعلى إلى الأسفل زجاج ومن خلفها كان ينتظرني أجمل وأصعب وأحن وأقسى مشهد ؟!!! سيدات مسنات عددهن ليس بالقليل ، كعدد ظروفهن أو أبنائهن الجاحدون ، لست أدري ، والله أعلم ، إلا أنني نسيت لما أنا خرجت من الأساس من بيتي ، ومن كنت أقصد ؟! حين تجمعن خلف الزجاج ينظرن إلي جميعا كأنني تحفة ، أو كائن فضائي ، ويبتسمن ويشرن لي ما بين إشارتين ، إحداهما تعني تعالي من بعضهن ، والأخرى تعني سلام ، وقفت كالبلهاء مبتسمة لهن أشير لهن كما يفعلن ، وأحاول بلغة الإشارة أن أعتذر عن المجيء أو الدخول لهم ، حيث أن بعض الممرضات أخبرتني أنه لا يصح أن أقف هنا ، وأنا ما كنت أعرف ما يصح مما لا يصح ، كنت منشغلة بقفص العصافير النادرة رؤيتي له ، بمعنى أصح لأول مرة أراه ، وقفت إلى ما شاء الله أتبادل الإشارات والابتسامات ، حتى أنني حين استدرت لأتذكر لما أتيت ؟ ! بكيت ...
والآن أنا متجهة بعد السؤال عن صديقتي وهل انتهت من عملية الوضع ؟ وهل انتقلت لمكان الزيارة ؟ المهم انهم أخبروني أنها في مكان العناية المركزة من بعد الوضع لمدة ستة ساعات، وبعد ذلك تنتقل لمكان الزيارة ، لكن هناك ممرضة أشفقت على حالي وقلبي وجعلتني أذهب إلى نافذة خلفية تطل على سريرها مباشرة لأحادثها سريعا وأطمئن عليها ، فذهبت وكانت سعادتها حين رأتني !! كم بكت فهي لم تتوقع أحدا يأتي في ذلك الوقت وتلك الساعة إلا والدتها إذا كانت في نفس البلد !! هي أخبرتني بذلك وهي تبكي ؟ فأدخلت لها الدجاجة المطهاة ، وترموس الحلبة ، ووصيتها كما كانت توصني أمي وجدتي ، لابد أن تأكليها كاملة بديلا عن الطفل ، فقد كانوا يوصونا نصا بذلك (يخرج الطفل نضع بدلا عنه دجاجة) ونشرب الترموس كاملا ، قلت لها لا تخيبي فيك ظني وتخرجي عن عاداتنا وتقاليدنا أفهمتي ؟؟! ضحكت وألقيت عليها سلامي وقبلاتي من خلف النافذة ورحلت ..
كم كنت سعيدة وأسعد منها ، إذ أنها وجدت من يعوضها في غربتها عن بعض إهتمام الأهل في تلك اللحظات ، كنت سعيدة أني فعلت !! فلمثل هذا اليوم لن أنسى أبدا !!
ما أيقظني عليه اليوم بكامل ذاكرتي بأدق تفاصيل اليوم هو رؤية ، قد صاحبتني فيها امرأة عجوز ، وكنت فيها أمشي على ماء البحر كأنه يابسا ، ويحملني دون أي شعور مني بالخوف ، ولا منه بسيولة الماء !! مشيت على الماء ولم تبتل حرفيا قدمي !! ولم أخف أبدا !! مع العلم أنني أخاف من البحر رغم حبي وعشقي له !! قصصت عليكم ذكرىات من ذكرياتي ، وبالنهاية أقول كما كانت تقول خوخزاد ههه
وأحبكم .
|
|
 |
|
 |
|
عزتي العزيزة .. شكرا لك؛ جميلة تلك التسمية الجديدة " خوخزاد" هيهيهيهيهيهي..
لاحظت إذن كيف صار صوتي مرعبا هيهيهيه، حدثتك كالوحش الذي في الحكايات.. بل كالحسناء التي تكون مع الوحش ( ابتسامة نخوة هيهيهيهيهيهي)
حسنا؛ شكرا لك على الدعاء؛ أنا ربما كنت أنعم بدفء السرير ليلا وإذا بي أخرج من غرفة لأخرى بملابس خفيفة ، لم أنتبه لنافذة تركتها أختي مفتوحة..... أخذت ضربة برد، وصفعة هواء ولطمة ريح، وبالمساء كانت الشمس حارقة وكنت خارجة فأخذت لكمة من الشمس أيضا... وكما يقول مثلنا المغربي " زيد الخل على بوكبار" قضى علي جوان في يوم واحد.. ونقلت العدوى إلى أحبابي بالبيت هيههيهيهيه... لو تسمعي آلاء اليوم، صوتها مختلف عن أمس... الحمد لله..
ما نقلته من ذكريات كانت جميلة ، وحين نقرأ كلمات أو ذكريات غيرنا كثيرا ما نجد أنفسنا بها..
شكرا لك على تنشيطك لليوميات..