رد: يوميات في حب نور الأدب
الليلة الرمضانية الثانية، أو دعوني أقول: السحور الثالث ببلادي المغرب..
قبل رمضان تغيبت أياما، لأني كنت متعبة بعض الشيء، مع أن ذلك لا يمنعني من أن أكون معكم إلا أني أحسست فعلا أن الأحرف التي يمكن أن أجمع بها بعض الكلمات لأكون جملا قد غادرتني وصار عصيا علي إمساكها، زادني ألما أن أفارق شجرة الليمون التي كنت أستظل بأوراقها أحيانا ، فأكملت تحت ظلالها " أصابع لوليتا" وبدأت " الساعاتي" .. قد كان وداعنا صباح يوم الإثنين بعد أن تجاوزت الصفحة 100 من الساعاتي، غادرتها، وشعرت بها تطالبني بالعودة.. بل قد فعلت ، أحسست بدمعة تريد أن تبقي أثرها على تراب الشجرة كما أسقطت علي الشجرة بعض وريقاتها كأنها تقول لي كلماتها الأخيرة قبل أن أغادر ذلك اليوم، ومع هذا كنت قاسية معها، أخبرت الشجرة أني لن أعود أبدا لذاك المكان، أني سأتخلص مما عشته بذلك المكان، لن أحتفظ بأي ذكرى من هناك سوى بذكراها، ابتسم بعض الليمون مرددا، أنت لا تنسين كثيرا من الأحداث حتى لو كانت مؤلمة أو قاسية، تساءلت حينها مع الشجرة وأختها، مع زهرات الليمون وحبات الليمون الصغيرة، ترى هل يمكن ان أتذكر هذه اللحظات بابتسامة وأضحك على الأيام واللحظات التي قضيتها هنا في غضب أنتظر أية لحظة انفجر فيها على ذلك المزعج؟ فلا أنفجر ويكفيه صمتي لأراه هو غاضبا أو أسمع صوته صارخا... أف.. أف منه ، ذهبنا .. كنا ثلاثة كنت أود بأية طريقة أن أخلص نفسي من لقائه مرة أخرى فقبلت بيوم الإثنين مع أني لم أكن أريده بداية، فقط لأنه أقرب يوم سيجعلني أرتاح من حمل ثقيل، كان هدفي منه إسعاد ماما وابنتي فقط، كانت هذه أول مرة أقرر فيها أن أسعد ماما ولا أنجح بذلك، داخت بي الأرض بما رحبت.. تسرعت!! أكيد، لكني لم أكن أطيق أن أزيد وقتا آخر، تعرف! كيف يمكن أن تشعر وقد عزمت على النجاح في مهمة هدفك بها أن تزرع فرحا في روح أمك، فلا تحقق هذا الهدف؟ تعرف ما كمية الدموع التي يمكن أن تنسكب حينها؟ كنت مستعدة لكل شيء لكن فجأة وجدتني لا أذكر شيئا ، ربما لا أعرف حتى ماذا أفعل أو ماذا يجب أن أفعل، شعور لم أحسه من قبل مرة، أكانت دعوة أحدهم علي؟! أكان ضغط الدم قد انخفض أكثر من انخفاضه الذي اعتدته؟ وتلك الرعشة التي أصابتني بعد إدراكي أني فشلت ما مصدرها؟ حتى أنا لم أعرفني حينها، بعد لحظات أو بعد ساعات فقط بدأت أسترجع أخطائي والصواب الذي أضعته، لكني أبدا لم أدرك لماذا حين احتجْتُني لم أجدني؟ أكانت غضبة من شجرة الليمون التي قسوت عليها وأخبرتها أني لن أعود أبدا لترجعني إليها رغما عني؟! لا أعرف، لا أعرف ودموعي ما زالت تنسكب، لا أعرف ورغم أني حجّرت الدموع وحولتها صخرا ما زالت تتفجر، ....... حتى عملي لم أذهب إليه ذلك اليوم، وعندما عدت الثلاثاء كان المحبون يسألون عني ومنهم من اتصل ليطمئن قبل عودتي، ما تزال قلوبهم بريئة كما كنت في سنهم، قلبي لم يعد بريئا، فها قد فشل ليؤدي ثمن جرمه، ممكن؟! أف.. صرت أهذي أكثر من المجانين، كنت جالسة بمكتبي حين تقدمت مني تلميذة مساء الثلاثاء بأول حصة بعد أن عدت لعملي، وأهدتني وردة رائحتها طيبة جدا، شممتها ووجدت الابتسامة وحدها ترجع إلي كما يجب أن تكون لا كما ألزمها أن تكون لحظات الحزن، حتى إن إحداهن قالت لي ذاك الإثنين " سعداتك متفائلة ومامقلقاش" لم أجبها باللحظة ذاتها فقد كنت الوحيدة التي تشعر بحشرجة صوتي، وكنت أحس النار المشتعلة بداخلي، والدموع المتصلبة لكنها ما استشعرت فيّ ذلك..
عادت ابتسامتي الثلاثاء مع أعزائي ، قال أحدهم وقد عرف أن زميلته هي التي أعطتني تلك الوردة الجميلة:
" أستاذة أنت لا تستحقين وردة بلاستيكية سأهديك وردة حقيقية طبعية" أجبته بأن الوردة حقيقية ورائحتها طيبة زكية، فرد لكنك لا تستحقين وردة، أنت يا أستاذة تستحقين بستانا كاملا...
تناسيت حينها ألم الإثنين.. ضحكت مع الأحباب، وبفضلهم حتى لنور الأدب قد عدت باسمة..
ولو أن نصوصا كثيرة تنتظر أن أعود إليها أغلبها لأرد على عزة عامر
وأحبكم
|