رد: سانام طويلا
قالت : يا أبي ، لِم أرى دائما مسحة الحزن على وجهك حتى وأنت تضحك ؛
ولم يا أبي أرى الغضب في عينيك ساعة غضبك وساعة لم تغضب ؟؟!
قلت ، ولأول مرة سأقول لأنك أصبحت تفهمين معنى الكلام ،
فمن عاش البؤس وتربى بين أزقة المخيمات ،
ومن عاش الفقر وعرف معنى الحاجة إلى رغيف خبز "حافي "
من أجبر على ترك مدرسته وحُرم من العلم
ومن لسعت جسمه سياط الجلاد وأُدخل زنازين الظلام
ومن رقد بين جثث متعفنة ولعقت القطط الشريدة جروحه
ومن حلم بأن يرى بين الرجال رجالا لا ينحنون وقت الشدائد
ومن عاش عمره بانتظار اللحظة " المناسبة " لتحرير أرضه التي
تأكلها المستوطنات كما تأكل السنوات عمره
من عانى كل هذا العناء تسألينه عن الحزن والغضب ؟!
احمدي الرب يا ابنتي على لطفه ورحمته الذي منحنا / منح جيلي /
الكثير وإلا كنا من بعد هذا مجموعة من القتلة أو المجانين أو الجثث
المتحركة أو كما يفعل الأنبياء يكتب عن الوجع عن آلام الناس بدمه !
فمن يلوم هذا الشاعر العظيم الذي ترجم كل معاناته ومعاناة
شعبه بمعلقات صارت ملحمة .
من يلوم هذا الذي كان يتوقع باكرا بأنه " سوف ينام طويلا ،
وقلبه المجروح فوق رصيف الدمعة يُصلب"
ومع ذلك، ما زال بمقدورك أن تتحمل يا طلعت .
أنا افهم الآن معنى قول بعض الناس:
أن المختارين يحملون عذابات البشر لأنهم مختارون.
ف بعد بكير يا طلعت .
|