رد: يوميات في حب نور الأدب
سلام ومحبة
الثلاثاء 15 نونبر 2022 / 20 ربيع الآخر 1444
شارع القدس. الرياض. مكناس .. المملكة المغربية
مرحبا يومياتي
مرحبا أحبتي
مرحبا...
قضيت أياما وأنا أشعر بالدوار كلما حاولت أن أقرأ شيئا كان ورقيا أو إلكترونيا، حاولت التغلب على ذلك، و دائما أطلب من ربي أن يمنحني القوة، ربما لأول مرة شعرت بقوة " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" ..
أجد أن هذه القوة التي يراها فيّ الآخرون وأنا أغالب مرضي هي قوة غرسها الله بروحي ، زرعها وسقاها هو الحي القيوم .. " لا قوة إلا بالله تعالى "
فجأة أعلم أني مصابة بسرطان لمدة طويلة دون أن أنتبه لذلك.. اعتدت منذ عرفت نفسي أن أكره المرض، وأن أصارعه، حتى يهرب دون أن يظهر للآخرين، لكنه أحيانا كان يغلبني ويظهر ويجعلني أتعب، مررت بظروف مرضية عصيبة لأكثر من مرة ، كانت أمي هي السند والقوة، لدرجة أني كنت مرة فقدت القدرة على المشي، وكانت هي من تحملني، لتنقلني من مكان إلى آخر، وها أنا أراها اليوم تضعف أمام مرضي هذا، فأجدها حائرة تائهة بدموعها ، والأكيد أنها تذكرت من نعرفهم ممن أصيبوا بالمرض فعانوا ما عانوا هم ومن يهتم بهم، منهم من شفي بفضل الله ، ومنهم من لم يكتب لهم ذلك .. صعب جدا أن تدرك الأم ألم ابنها، فهي تتألم أكثر منه.
أعرف أن أبي يبكي في ركن كأنه يختبئ من دموعه ومن الناس، أخواتي بدا حبهن بشكل جعلني أكون أكثر قوة ، و أردد بثقة: " الذي حفظني وأنا أحمل مرضي لسنوات سيحفظني وأنا أحاربه " ، ومثلما كنت أعيش قبل أن أدرك ما أنا فيه، سأعيش ما قدر الله لي أن أعيش، وربما يكون المستقبل أفضل. لن أستسلم لمرضي، سأعمل وأخرج وأدخل وأتحدث وأضحك ...
هكذا قاومت خولة بداخلي كل دمعة رأتها بعيون الأحبة، وجعلتها مصدر حب أكبر وقوة أعظم.
هكذا حين قالت لي سيدة لا تخبري أحدا بمرضك لأنهم سيحبطونك ابتسمت ورأيت أني فعلا لم أخبر إلا الأقرب والأكثر سؤالا عني، لكن خبر مرضي انتشر وذاع، وصار من لم أفكر يوما أني قد أتواصل معهم إلا بمناسبة معينة ، يسألون عني في اليوم الواحد أكثر من مرة، يحاولون الاطمئنان علي .. فجأة وجدتني قد أحببت مرضي لأنه أظهر لي أحبة كثيرين بعضهم بدا بحياتي مجرد عابر ، لكن المرض بين أن العبور كان متينا، لدرجة أنه قد احتفظ بأثره وظل راسها ليعرف كيف يعود، أو كيف يتحول من عابر إلى مقيم ..
دمعات الأحبة كانت قوة لي ، سؤالهم، دعاؤهم، اتصالاتهم، رسائلهم، حضورهم، تفقدهم، ....
فعلا ؛ الحب قوة، والصداقة أيضا كنز ثمين، لن أنسى أي موقف لأصدقائي .. كل أصدقائي الطيبين، كل أصدقائي دون استثناء .. بل حتى بعض معارفي، الذين لم أعرفهم إلا قبل أسابيع قليلة صاروا يتواصلون معي بشكل شبه يومي ...
أ ليس هذا من فضل الله؟!
تعرفون ؟! صرت أحب الله أكثر ... عندي يقين أن هذا السرطان الذي أنا بحره ما هو إلا ابتلاء سيزول سريعا، ابتلاء به تمحى ذنوبي .. أحس بالألم، وأقول: " أحبك ربي.. أحبك كثيرا" ..
وأحبكم
|