الأحد 12 يناير 2025/10رجب1446
عامكم سعيد وأسعدكم الله بحياتكم
الساعة تشير إلى الثانية وثلاث وأربعين دقيقة بعد الزوال..
ها احنا جينا لا تقولوا ما جينا.. ها احنا جينا حلوا شراجمكوم
أنا هنا، واعذروا تأخري، فهو ليس تقصيرا مني لكن لدي مهمات كثيرة علي قضاؤها.. بالكاد أنهيت قبل قليل تصحيح الامتحانات، وكان علي تحضيرها، وإجراؤها، ثم تصحيحها وإدخال النقط في وقت محدد، لذلك كنت أجد صعوبة كبيرة في أن أكون هنا.. وعلي القيام بأمور أخرى لكني أزحت جبل الامتحانات أولا
وها أنا هنا أطل وإن بجملة كي لا تنسوني، فأحييكم وأتابع سردي..
قلت إني سافرت لتطوان، كان سفري بعد أول حصة كيميائي، تيسر السفر فجأة دون تخطيط مسبق، ولكني كنت بحاجة شديدة له، كنت قد قررت أن أجد دائما متنفسا أعيشه بحب، وقد اخترت الشمال لأني افترضت أن أجد فيه مسرحية شعرية إسبانية لم أجدها بمكناس، ولا بمكتبات ذهبت إليها أو طلبت من يسأل لي عنها بفاس، الرباط والدار البيضاء، كما كلفت ابن عمتي بأن يبحث لي عنها في طنجة، لكن دون جدوى..
كانت رحلتي إلى تطوان رفقة ماما، أسماء وآلاء من أجمل ما مر بحياتي من ذكريات.. أذكر أن بثينة أختي بحثت في النت، وحجزت لنا فندقا جميلا، ولكنه كان نواحي المدينة، هي فكرت أني قد أرغب في رؤية بضع شجيرات، وأستمتع بالنظر إلى مسبح..
ماما فرحت لأنني لا أبالي بالمرض، وأريد السفر..
مع أنها كانت مترددة بعض الشيء، وسمعت تشاور أفراد الأسرة وحديثهم عن عدم اعتيادي الأكل خارج البيت، إلا في أحايين متفرقة متباعدة، فكيف أسافر وأنا في فترة العلاج حيث يحرم المرضى على أنفسهم أطعمة كثيرة مما لذ وطاب.
ماما تقول، لنسافر عند أختي بالبيضاء، أو لنكتري بيتا حتى تتمكن من أن تطبخ لي الأشياء المفيدة والصحية، والأكثر حفاظا على المناعة.. لكن طبعي العنيد كان لا يرى غير فندق بتطوان، متجاهلا حتى الفندق المحجوز، والحمد لله أنه حجز دون أداء مسبق..
سافرنا، وكانت الطريق شيقة، كانت تلك أول مرة أركب فيها قطار البراق، ثم الحافلة التابعة للسكك الحديدية، فقد أخذنا القطار من مكناس إلى طنجة، مرورا بالقنيطرة، لاستبدال القطار العادي بالبراق هناك.. لم نحس بسرعة القطار مطلقا، حتى إننا كنا نتمكن من رؤية روعة الطبيعة، ومعرفة المدينة التي مررنا بها، ولأني كنت أرغب في استغلال أكبر وقت ممكن بالسفر، سافرنا صباح الأحد في وقت مبكر جدا.
حين كنا بالحافلة في مدخل الحمامة البيضاء، توقفت فجأة، وطال توقفها بضع دقائق لن تكن متوقعة، الجهة التي أطل منها عبر النافذة لم يتبين لي شيء لمعرفة السبب، ولكني كنت أتأمل خضرة المدينة، وورودها، والمسجد والمقهى ومكانها آخر لا أذكر ما كان، منتظرة أن أصل لأرى مجيد الحمامة الذي سبق أن مررت به مرة واحدة في المرة الوحيدة التي زرت بها تطوان قبل أعوام معدودة
(انتظروا سبب وقوف الحافلة وبقية الأحداث "ابتسامة" )
وأحبكم
وأحبكم [/quote]