ليت أنا وأنت ِ كبعيرين
*** مهداة إلى الأديبة سلوى حماد تاكيدا ً على طرحها الجميل في موضوع ( وردة ريلكة ) ***
الأديبة الغالية ميساء
اولاً اسمحي لي ان اشكرك على الإهداء المميز ،
أسئلتك ميساء اسئلة مشروعة جداً
كم شخص ٍ فينا يذهب إلى لقاءه الأول يحمل بين يديه باقة ً من الورود أو حتى .. وردة ؟
مازال هناك من تعني لهم الورود شيئاً ولكنهم قلة، أصبح اللقاء الأول عبارة عن لقاء لإستعراض المؤهلات المادية
كم عاشق ٍ منا يذهب لملاقاة حبيبته حاملا ً لها بين يديه ورده ؟
وكم حبيبة تصاب بالإكتئاب عندما يهديها الحبيب باقة ورد ولا يدغدغ عينيها ببريق قطعة ذهبية كهدية؟
كم زوج ٍ منا حضر ذات مساء حاملا ً بين يديه باقة من الورود المحببة لقلب زوجته .. أم أولاده .. رفيقة عمره ودربه ؟
من تجربتي الخاصة وتجارب صديقاتي باقات الورد نستقبلها في المناسبات الخاصة فقط (عيد ميلاد – عيد زواج – عيد الحب ...في أعياد تانية؟؟؟)
ولكن هل كل الزوجات يستقبلن الورود بنفس المشاعر؟
أذكر هنا حدث حصل أمامي في هذا السياق
أحضر أحد الأزواج الرومانسيين باقة ورد لزوجته يوم عيد ميلادها، اخذتها ووضعتها جانباً بلا إهتمام وتجولت عينيها بسرعة باحثة عن شيئ آخر بين يديه، وعندما تأكدت أن باقة الورد هي كل شيئ ، تغيرت ملامحها وأرتسم الغضب وقالت " ضيعت فلوسك عالورد اللي راح يذبل في يومين لو جبت لي شيئ آخر أستفيد منه أفضل؟
تخيلوا حالة الزوج، جرعة إحباط من العيار الثقيل
هل نحن شعب لا يفهم لغة الورود ؟
حقيقة ميساء نحن كباقي شعوب الأرض لدينا أحاسيس ومشاعر وربما أكثر دفئاً من شعوب أخرى ولكننا أبتلينا بالأزمات والهزائم التى كسرت بداخلنا اشياء كثيرة ، العيون هي العيون في كل مكان ولكن رؤيتنا للأشياء تختلف ويأتي هذا الإختلاف لطبيعة تكوين كل شخص فينا.
لمَ لم نتساءل بيننا وبين أنفسنا لغاية الآن لماذا خلقت الورود ؟ ولمن خلقت الورود ؟
الورود آية من أيات الله على الأرض، عندما أتأمل حديقة مطرزة بالورود أشعر بإنه لو اجتمع كل فناني الأرض لا يمكن أن يجمعوا الجمال كله بلوحة كاللوحة الطبيعية، هذه اللوحة الربانية التى أهداها الله لعباده جميعاً.
استذكرت فجأة قصة أبيات الشعر للشاعر (كثير عزة ) " ليت أنا وأنت كبعيرين " وكيف تمنى الشاعر وقتها لو أنه وحبيبته بعيران يسرحان في الحقول والمراعي ويرميهما الناس بالحجارة وهما يركضان من الخوف .. الخ هكذا كان يتخيل الشاعر الحب في قصيدته .
ترى هل هذا النمط من الحب وُرثَ إلينا ؟
هل نتوارثه جيلا ً بعد جيل ونرفض أي نمط آخر؟
أبيات الشاعر كثير عزة " ليت أنا وأنت كبعيرين" تعكس مدى تأثير البيئة على سلوكياتنا وطريقة تفكيرنا ، كان العرب في البادية ينظرون للإبل على إنها أجمل المخلوقات وأثمنها لما لها دور في حياتهم ، وكانت تقاس قيمة الشخص بعدد ما يملكه من أبل، لذلك لا أستغرب ان اختار كثير عزة هذا التشبيه.
نحن الآن في عصر المستجدات والمتغيرات فلنحاول أن نبدأ بالتغيير أن نحمل بين أيدينا وردة لامرأة .. أية امرأة .. سنجد أن هناك ألف امرأة تنتظر هذه الوردة .
أضم صوتي لصوتك ميساء ، لنبدأ التغيير ، لنعود الى إنسانيتنا ، لنقطف من سحر الطبيعة ومضات ونزرعها في عمق روح من نحب لتنبت مشاتل من المشاعر الجميلة التى بلا شك ستنعكس إيجاباً على كل شيئ ،
أيها الرجل وردة كل يوم لمن تحب لها مفعول السحر
ايها المرأة وردة ممن تحبين هي الأثمن
أشكرك ميساء على الإهداء مرة أخرى والأسئلة المميزة ، اختيارك موفق لإنه جاء في سياق الموضوع المطروح
مودة لا تبور
سلوى حمّاد