رد: بين نزار قباني و بغداد سايح
ما اشبه الليلة بالبارحة
لكن لكل ليلة قمرها ولكل قمر هالته
قراتهما معا دفعة واحدة ثم عدت وقراتهما كل على حدة
فمسحت كثيرا من التعليقات التي كتبتها ولم ارض عنها وعدت لاكتب كلمة قالها الفيلسوف نيتشه
"انك لا تسبح في النهر مرتين"
ستقول لي في تعليقك تناقض اقول نعم ولا وبين نعم ولا
قصة اشبه بقصة لقاء محيي الدين بن عربي مع الوليد ابن رشد بمجلسه بقرطبة
مما ورد على لسان الكبريت الاحمر في احد كتبه:
"دخلت يوماً بقرطبةَ على قاضيها أبى الوليد بن رشد ، وكان يرغب فى لقائى لما سمع وبلغه ما فتح الله به علىَّ فى خلوتى ، فكان يُظهر التعجُّبَ مما سمع . فبعثنى والدى إليه فى حاجةٍ ، قصداً منه حتى يجتمع بى ، فإنَّه كان من أصدقائه ، وأنا (آنذاك) صبىٌّ ما بقل وجهى ولا طرَّ شاربى . فعندما دخلت عليه ، قام من مكانه إلىَّ محبَّةً وإعظاماً ، فعانقنى وقال لى : نعم ! قلت له : نعم ! فزاد فرحه بى لفهمى عنه ، ثم استشعرتُ بما أفرحه ، فقلت : لا ! فانقبض وتغير لونه وشك فيما عنده . وقال لى : كيف وجدتم الأمرَ فى الكشف والفيض الإلهى ، هل هو ما أعطاه لنا النظر ؟ قلت : نعم ولا ، وبين نعم ولا تطيرُ الأرواحُ من موادِّها والأعناق من أجسادها ! فاصفرَّ لونه" .
ايمن الركراكي المغربي
|