التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,832
عدد  مرات الظهور : 162,259,691

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > الجمهوريات العامة > جمهورية الأدباء العرب
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06 / 03 / 2010, 13 : 07 PM   رقم المشاركة : [31]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: عش رشيد الميموني الدافئ

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما
::
مررت ألقي التحية عليك أستاذ رشيد
لي عودة إن شاء الله
دمت بخير



مرحبا بك أختي ناهد في كل وقت و شكرا لمرورك البهي .. أبادلك التحية و أنتظر طلتك من جديد ، فالعش كما قلت من قبل فاتح ذراعيه لكل زائر .
شكرا لك ودامت لك المودة و التقدير .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 03 / 2010, 30 : 07 PM   رقم المشاركة : [32]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: عش رشيد الميموني الدافئ

[align=justify]

24

والآن ماذا تبقى لي سوى عشي وعصفوري الإثنين وما يحيط حوالي من هضاب و جبال غارقة في صمت قاتل ؟ و كأنما استوحشت وجومي واستثقلت شرودي و أنا أهيم على وجهي تارة عبر المروج المثقلة ماء بعد العاصفة الأخيرة ، وتارة بين الوديان الموغلة في الغابات الكثيفة ، أو على صخرة تعتلي قمة الجبل الجاثم في جبروت على الوادي الهادر .. تلازم صورتها البهية مخيلتي في حلي و ترحالي و أقضي وقتا في تأملها مغمض العينين فتتراءى لي كحورية تزهو بحسنها الأخاذ وبهائها المنقطع النظير ..
انتهى كل شيء .. على الأقل في المستقبل المنظور .. وصار علي أن أنتظر شهورا أو سنين ، و ربما دهرا قبل أن تجود علي الأقدار ببلسم يشفي جراح نفسي المكلومة .. بلقاء صار يبدو لي الآن أقرب منه للخيال أو بنسيان ينقذني من أتون هذا الذي يسمونه حبا .. ما الذي جعلني أقحم نفسي فيه كغريق لا يعرف من السباحة شيئا ؟.. ماذا جنيت على نفسي غير الوهم و الجري وراء السراب ؟ .. لماذا تركت غادتي ترحل ولم أتشبث بها رغم إلحاحها ؟.. ربما كانت فقط تجربني ، وحين رأت انسياقي مع رغبتها ، لم تجرؤ على تغيير قرارها ؟.. لكن كم كان علي أن أحلل و أفسر أدق تفاصيل تصرفاتها ؟.. ألا يكفي ما عانيته من فراق كاد يعصف بكل آمالي ؟ هذا إن لم يكن ذلك قد حدث بالفعل .. ثم ، لم أحمل نفسي دائما تبعات هذا الذي يحدث و أنا الذي أهفو دائما إلى اللقاء و أعزف عن الفراق ، بينما هي تكون دائما من وراء كل هذا الذي نعانيه .. أو على الأصح أعانيه أنا لوحدي ؟ .. أنى لي السلوان الآن وقد غدوت كالمجنون ، أعتلي القمم لأنظر إلى الأفق ؟
أنصت لعقلي فأجد نداء بالتعقل و نبذ الأوهام .. و أصغي لقلبي فأسمع نحيبا و توسلا فأترنم :
أنت قلبي فلا تخف
و أجب : هل تحبها ؟
و إلى الآن لم يزل
نابضا فيك حبها ؟
لست قلبي أنا إذن
إنما أنت قلبها ..
وأستعيد ذكرياتي فلا أجد غير الآلام و الأحزان رغم فترات من السعادة العابرة و الخاطفة مع غادتي .. هل تتلذذ بعذابي أم أنها تتعذب مثلي ؟ لم كل هذا ؟ .. لا افهم .. يقولون إن المرأة صعبة الفهم و نزواتها أكبر من أن تحصى .. ورغم ذلك استكنت إلى غادتي و سلمتها قلبي دون شروط .. و نسيت كل ما بدر منها من تصرفات كان يمكن لأحد غيري أن يقابلها بالمثل . لكني سلكت طريقا رمت به المودة و المسامحة .. وأصر هذا القلب المتمرد على التشبث بها و هذا الخيال بصورتها حتى لا أجد سبيلا للنسيان ..
كيف يا قلب ترتجي
طعنة الغدر في خشوع
وتداري جحودها
برداء من الدموع
لست قلبي و إنما
خنجر أنت في الضلوع ..
ترى أين تكون الآن ؟ وهل تعاني كما أعاني أنا من وطأة الفراق و الوحدة ؟ أم أنها وجدت ما تسلو به و أنا آخر من يشغل بالها في هذه اللحظة ؟ .. ألتفت من حولي فأجد كل شيء يرنو إلي بوجوم .. وكأن ابتسامتي الغائبة عن شفتي منذ الرحيل الأخير قد ألقت بظلالها على عشي و عصفوري و أيضا على الكوخ الذي صار مأواي الجديد .. نسيت أن أذكر أنني لزمت هذا الكوخ ثلاث ليال متتالية .. لأن العاصفة لم تفتر ولم يتوقف هديرها .. و لأنني كنت أشعر بالخجل و أنا أفكر في الخروج كعادتي تحت المطر .. كنت أخجل من نظرة الجدول و الشجر و المرج المليئة شماتة على خيبتي .. فلم أغادر الكوخ ولبثت أطل من نافذة صغيرة ، ملتفا بغطاء صوفي ، مسترقا النظر إلى الخارج و العاصفة في أوجها .. سرحت بنظري إلى أسفل الوادي و تأملته و هو يرغي و يزبد وكأنه يتوعد بالويل و الثبور كل ما اعترض سبيل مياهه الهادرة .. لم لا أكون مثله ؟ ماذا ينقصني كي أتحلى بهذه القوة بدل أن أظل هنا خانعا مستكينا أنتظر في عجز مقيت ؟ ..
لم أشعر إلا و انا أنتفض من فراشي الخشبي و ألقي عني الغطاء الصوفي ، ثم أرتدي ملابسي الشتوية المعلقة على نصف عمود ناتئ في أحد أركان الكوخ .. إلى أين ؟ وجدت بداخلي نداء خفيا يجذبني إلى حيث رحلت غادتي .. لكني طردت عن ذهني هذه الأفكار و وقفت بباب الكوخ أنظر إلى العاصفة .. سرني أنني مثل الوادي ..أغلي ثورة و وبداخلي هيجان لا يعرف الحدود .. اقتحمت ستار المطر الذي حجب عني الرؤية واندفعت تحت السيل العارم أغرس حذائي المطاطي في الوحل فأحس بالمتعة .. تركت كل شيء وسهوت حتى عن وكر العصفورين .. لكني حين تذكرت ذلك كنت مطمئنا إلى أن من خلقهما لن يتخلى عنهما .. و أنهما سوف لن يحتاجا إلي بعد أن ضمنا مقرا آمنا من العواصف .
إلى أين ؟ .. لا يهم .. لأسر فقط و لأتمش دون توقف . ولأندفع مع السيول المنهمرة من كل جانب . أحس بنشوة الانطلاق وبلذة الانعتاق من ذاك الوضع النشاز الذي لا يلائم طبيعتي التواقة للتحرر من أغلال الجمود و السلبية . فقط ، أنا محتاج في هذه اللحظة لمن أحدثه و ألقي على مسامعه ما يقض مضجعي ويقلق نفسي .
صديقي الراعي. ياللفرحة.. كيف غاب عني ذكره ؟ ولماذا لم أفكر في اللجوء إليه بدل أن أستكين لوحدتي ؟ وفي غمرة هذه الفرحة العارمة توقفت فجأة .. ماذا لو كان تفكيري في صديقي له وجهة أخرى غيره ؟ ألا يكون لا وعيي قد سلك طريقا ملتويا ليتملى بطلعة غادته و يستأنس بقربها ؟ .. فتر حماسي لحظة ووقفت أفكر غير مبال بالماء المنهمر من فوقي .. علي أن أحدد سبب وجهتي الجديدة .. إذا كانت مشاعري كما تخيلت فعلي أن أعود أدراجي ..لأن أعيش وحيدا أهون علي من أنس صديقي بينما نفسي تهفو لغيره .. بل تغتصب منه حقا من حقوقه و تقضي على أمله و إن كان هذا الأمل مفقودا ..
اضطررت للتوقف مرات و سلوك طريق آخر معاكس كي أعطي لنفسي الفرصة و الوقت الكافي كي تحدد ما تصبو إليه حقيقة .. فما شعرت إلا بحاجة ملحة لصديقي مع أمنيتي أن أجده في الكوخ بدل منزله ، فكان هذا دليلا على أن ذهني منشغل فقط بصديقي و بما سوف ألاقيه منه من مؤازرة و دعم بفضل ما جبل عليه من رزانة و حكمة و تأن في إصدار أي حكم أو قرار .. صديقي بخلافي، و أنا أعترف بذلك ، رجل نضج قبل الأوان .. يرى الأمور ببصيرته ويحللها بكل هدوء بعيدا عن كل انفعال .. يعيش تجربته بألم .. لكنه ألم بلغ شأوا كبيرا في النبل و الشهامة .. ما أحوجني اليوم ، بل الآن ، لشخص مثله يدثرني برداء من الكلمات تسبغ على نفسي طمأنينة و سكينة و تبعد عن نفسي شعورها بالوحشة و القنوط ..
كنت أسير .. وجسمي يشتعل حرارة لا أدري إن كانت حمى أو دفئا يتنامى مع كل خطوة أخطوها نحو المنعرج الأخير المطل على الكوخ .. بيد أني انتبهت و أنا أضع يدي على جبهتي لأوقف تساقط قطرات المطر على عيني ، أنها ملتهبة أيضا .. بينما كانت أطرافي ومفاصلي تؤلمني .. الطريق أمامي يمتد طويلا بين أشجار البلوط و تملؤه بعض الحفر و أكوام التراب المبلل ، وهذا يعني أن خنزيرا بريا مر من هنا .. لا شيء يخيفني منه إلا إذا كان مجروحا ، أما في ما عدا ذلك فيكفي أن أتنحى جانبا و أترك له الطريق .. المشكلة في الأنثى وخاصة إذا كانت مصطحبة صغارها ، فهي تثور وتهجم .غريزتها تدفعها لحمايتهم .
ها أنذا أصل ، وهاهو الكوخ الوديع يتوسط الغابة على سفح الجبل .. لا أحد هنا .. أشعر بالانقباض بينما آلامي تزداد حدة و جسمي التهابا و ارتعاشا .. هل هي النهاية ؟ .. هل قضي علي أن أعيش آخر أيامي هنا منبوذا ؟ أشعر برغبتي في الرقاد و البلل يسري إلى كافة جسدي . تزداد الظلمة حلكة و تميد الأرض بي فأحس بالغثيان .. الألوان تختلط في ذهني و أسمع أصواتا لا أميز مصدرها ولا ماهيتها .. نداء و صياح ثم نباح أشبه بالعواء .. هي ولا شك ذئاب ستجد في جسدي النحيل فريستها في هذا الفصل القاسي .. الجوع سيجعلها تمزقني إربا إربا و تهرب بأشلائي في كل اتجاه .. كم رأيت من الذئاب بفروها الرمادي المهيب وأنا أعبر هذه الغابة ، فتفر لرؤيتنا و رؤية الكلاب معنا .. كانت عيونها تقدح شررا .. و آذانها منتصبة في قسوة بينما كانت تكشر عن أنيابها .. لكنها كانت تدبر لا تلوي على شيء . الآن لن تجد من يمنعها مني . لكني أراها في مخيلتي وديعة . ربما لأنها ستريحني من العذاب و تطفئ لهيب جسدي المتأجج حين تغرس أنيابها لتنهشه وتنهي فصلا هزليا من حياة عشتها متعلقا بخيوط واهية من السراب و الوهم .. لوقع أنيابها في لحمي أخف وطأ من هذا الإحساس بالمرارة و الإحباط .. النباح أو العواء يقترب .. تتصلب ضلوعي في انتظار أول عضة من أنياب الذئاب الجائعة .. بينما يغوص وعيي في متاهة لا نهاية لها .
[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 03 / 2010, 32 : 07 PM   رقم المشاركة : [33]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: عش رشيد الميموني الدافئ

[align=justify]

25


صحوة الموت ما أرى
أم أرى غفوة الحياة ..
كانت إغفاءة أشبه بسبات عميق ..أو ربما كانت كذلك .. رأيت نفسي في مواضع و أماكن غريبة .. ولاقيت أناسا لم يخطر ببالي قط أني سوف ألتقي بهم يوما ما .. لكن ما أرعبني حقا هو زيارة عصفورتي وحيدة دون رفيق ووقوفها على حافز الكوة الصغيرة .. كانت مضرجة بالدماء كما رأيتها يوم وجدتها جريحة .. كان الدم يقطر منها فيخصب ريشها و جانبا من حوصلتها . تناهي إلي أنينها و لم يكن زقزقة كعهدي بالطيور، لكنه كان نحيبا . كانت تترنح والريح تعبث بها .. حاولت النهوض لكني لم أستطع .. وفي لحظة تحولت العصفورة إلى غادتي .. فزاد رعبي و أنا أرى الدم لا يزال ينز منها .. صحت مرتعبا لكن الصوت انحبس في حلقي .. وتجمدت أطرافي .. بينما كان العواء يبتعد .. هل خافت الذئاب من حضور غادتي ؟ أم أنها انقضت عليها و حملت أشلاءها بعيدا في الغابة .. لم أعد أراها . اختفت فزاد ألمي و رعبي .. كنت أحس بجسمي ملتهبا .. لكن جبهتي بدأت تنتعش .. لمسات باردة تمسح العرق المتصبب عنها فتنتعش و ينتعش معها جسدي .. وشيئا فشيئا أخذت عيني المغمضتين تتفتحان لتلفي ضبابا يحجب الرؤية عما حولي ، بينما كانت جبهتي تزيد انتعاشا .. تتراءى لي يد ممسكة بقطعة قطن وهي تمسح عن جبهتي العرق ..
يتلاشى الضباب قليلا فأميز جدرانا غير جدران الكوخ .. ويبدو لي وجه باسم من فوقي فأكاد أنتفض فرحة .
غادتي معي .. وتسعفني بالماء البارد على جبهتي .. يا ليتها كانت يقظة و ليس حلما .
تململت في مكاني محاولا القعود ، لكن صوتا رخيما أتاني من فوقي يدعوني لمتابعة الرقاد .. صوت مألوف عندي .. لكنه ليس صوت غادتي .. أصابني إحباط ، لكني أحسست بالنشاط يدب في أوصالي وحمدت الله أن الذئاب لم تنهش جسدي .. كنت أتمنى ذلك من قبل ، لكني الآن متلهف للحياة .. أريد أن أعرف ماذا حصل و أين أنا .. ولمن هذا الوجه الجميل الذي يشبه وجه غادتي ..
أستطيع القول أني رغم حالة اللاوعي التي كنت أستفيق منها فإن حواسي كانت تنشط بشكل سريع ، وامتلأت خياشيمي برائحة أعرفها حق المعرفة .. هي خليط من رائحة الحليب و روث الماشية .. ثم شد انتباهي منظر المنديل المخطط بالأحمر و الأبيض فاستكانت نفسي وشملني شعور بالطمأنينة بأني بين أيدي أمينة .. الآن عرفت أن تلك الفتاة ما هي إلا غادة صديقي و أن هذه الحجرة هي حجرتها .. إذ رغم طابع البداوة التي يغلب عليها فإنها حملت لمسة أنثوية واضحة .. لكن كيف وصلت إلى هنا ومن جاء بي من الكوخ حيث كنت أمر بما يشبه الاحتضار ؟
لم يطل بي الانتظار .. إذ سرعان ما عاد الوجه الباسم يتأملني بحنو و يسألني :
- كيف تجد نفسك اليوم ؟
- بخير و الحمد لله .. لكن كيف وصلت إلى هنا ؟
- استرح الآن .. يبدو أن منزلنا لم يعجبك ..
- حاشا لله .. لكني استغرب ..
- سيأتي أبي بعد قليل و يخبرك .. أنا سأذهب إلى الحقل الآن .
كدت أسألها عن صديقي لكني أحجمت تجنبا للإحراج . لكن من هيئتها و لمعان عينيها و أيضا من استعجالها للخروج دون أن تخبرني بما حدث أوحى إلي أنها ستلقاه هناك .. دعوت لهما في سري و اطمأنت نفسي إلى أن الفتاة لا تزال ولهة بصديقي العزيز .. ما اشد شوقي للقياه و معانقته ..
الحجرة شبه مظلمة ولا أدري له هو المساء بدأ يجثم على البلدة أم أنه الصباح الباكر .. أشعر بالجوع يقرص معدتي بينما رائحة الشاي المنبعثة من خارج الحجرة تستفز خياشيمي .هي ولا شك وجبة المساء "لامرييندا". لكن صياحا و نداء أميز من خلاله دعوة للغذاء .. ما هذا ؟ هل تأخروا بالأكل إلى هذا الوقت أم ماذا ؟
يدخل الأب بقامته الفارعة و هو يبتسم .. ما أشبه ابنته به . وما أشبههما بغادتي ؟ أحس بالألفة نحوه ، لكن إحساسا بالانقباض يتملكني كلما رنوت إلى عينيه النجلاوين .. هل لأنهما تذكرانني بغادتي ؟ أأصبحت أمقت ذكرها إلى هذا الحد ؟ أم أنه فقط شعور بالاستياء النابع عن الفراق الذي ظلت تتمسك به حتى ونحن في أوج ألفتنا و انسجامنا ؟
تناولنا الغذاء .. الدنيا مظلمة في الخارج . سحب و أمطار .. كان الله في عون من يعمل في الحقل . ما أشد ما يقاسيه صديقي الآن وهو مع قطيعه وحيدا في الغابة .. بينما أنا هنا قرب غادته أتنعم بالفراش الوثير و الغطاء الصوفي .
الأب رجل لطيف رغم خشونة صوته و أوامره التي لا تنتهي .. لا أحد يجرؤِ على مناقشته سوى حليمة .. عرفت أن اسمها حليمة حين ناداها والدها فأقبلت وقد ابتل منديلها المخطط . تبدو مدللة لديه .. ونظراته لا تخفي إعجابه بدرايتها بأشغال البيت ، فهي الآمرة الناهية بعد أمها ..
حدثني الرجل كيف اكتشف صديقي الراعي وجودي بالكوخ و أنا مغمى علي .. وكيف حملني على ظهره إلى البلدة .. وكيف التقى به في الطريق و اقترح عليه إيوائي بمنزله .. صديقي قبل مرغما ولم يجرؤ على معارضة سيده .. كان يريد أن يحتفظ بي في حجرته .. غادته أقنعته أيضا أنني سوف ألاقي العناية اللازمة عندها .. ما أشد ما تثير في حالة صديقي من شجن .. تمنيت لو كان هنا بجانبي أستمتع بحديثه و يستمتع هو بالقرب من غادته و التملي بطلعتها بدل الضنك و الكدح في هذا الفصل القاسي .
- هل لي أن أرى صديقي ؟
البغتة تعلو محيا الإثنين .. هو ينظر إلي باستغراب لكون حالتي لا تسمح لي بالخروج في هذا الجو البارد و أنا على هذه الحالة من الوهن .. وهي تتشاغل بالنظر إلى إبريق الشاي وقد احمرت وجنتاها من جديد ..
- ما الذي تقوله يا ابني .. نحن لم نصدق بعد أنك عدت إلى الحياة .
أطلق ضحكته الهادرة وهو يفتل شاربيه الضخمين ، ناظرا إلى النافذة بالقرب منه ..
- عما قليل سوف يسقط الثلج .. أنا أعرف هذا الجو .. لم نعشه منذ سنوات طويلة .. سوف يكون علينا تخزين المؤن .. كل الطرق ستقطع وسنعيش منعزلين عن العالم .. لكن لا تخف .. لن نموت جوعا .. الحمد لله .. الخير وفير ..
وهناك .. حيث الصغار ذوي الشعر الأشقر و العيون النجلاء ؟ كيف يعيشون .. وكيف سيتحملون هذا الشتاء الذي لم يعهدوه منذ زمن .. أتخيل أجسادهم المقرورة و هي تتعرض لسياط البرد القارس ، وليالي الزمهرير الطويلة .. وتتمثل لي سحنة صديقي و قد علاها الهم و الألم .. تغلبني دموعي فأخفيها عن مضيفي .. لكن نظرة من حليمة جعلتني أتأكد من اطلاعها على حالتي .. هي أيضا تبدو حزينة رغم اصطناعها للمرح ..
- علي أن أقابل صاحب الشاحنة التي ستزودنا بالمؤونة قبل أن تقطع الطريق .. استرح و لا تخرج .. أنت في ضيافتنا حتى تمل منا .. أما صديقك ، فسوف يأتيك قريبا .. اطمئن .
وأطلق ضحكته الرنانة التي تردد صداها عبر المنزل الشاسع ثم خرج .. تزحزحت من مكاني أروم الاقتراب من النافذة .. منظر جميل و حزين في نفس الوقت .. شبه هالة بيضاء تلف المكان رغم اكفهرار الجو .. هو الثلج . بدأت نذفه تتساقط بهدوء فتكسو الأرض حلة بيضاء .. وسرعان ما يختفي شكل الجبال و تتداخل مع السماء فلا أعرف مداها ولا أميز موضع قممها .
حليمة ترفل كالفراشة من مكان إلى آخر .. تهيئ كل شيء .. في حركتها ما يشي بالحبور .. وكأني أستمع إلى صدى فرحتها بداخلها .. لم تكن تتخيل أن يلج صديقي عتبة بيتها .. كان يأتي ويلتقي بسيده قريبا من المنزل ليتحادثا في شأن الماشية ، أو ليأخذ أجرته .. اليوم سيكون بإمكانه الجلوس معي في هذه الحجرة الأنيقة .. أشعر بالسعادة .. هناك حركة غير عادية في المنزل .. الكل يعدو .. ماذا يحدث ؟ .. أتطاول بعنقي نحو النافذة دون أن أرى شيئا .. فتأتي حليمة مسرعة و تجدني نصف مغطى .. وتضحك ..
- عنزتنا ولدت توأمين .. هذا فأل حسن ..
- هل هي العنزة ذات القلادتين ؟
سألت دون أن أعي ما أقول .. نظرت إلي باستغراب وقد تورد خداها .. هل تعلم بما أسره إلي صديقي عن العنزة ؟ .. جاء دوري ليصعد الدم إلى وجنتي .. طأطأت راسي و نظرت إلى النافذة ..
- مبارك عليكم هذه النعمة .. و أفاض الله الخير عليكم ..
- شكرا لك .. لو كنت معافى لرأيت العنزة و التوأمين .. لكن لا تهتم .. سوف أجيء إليك بهما حالما يشتد عودهما .. اشرب الشاي مادام ساخنا ..
وما بين انتظاري للقاء صديقي و قبوعي في هذه الغرفة الأنيقة أجد نفسي ساهيا عن سبب وجودي هنا و مغادرتي لعشي .. هل هي بداية النسيان ؟ .. هل أستطيع نسيان كل شيء ؟ .. إذا كان هذا صحيحا فمعناه أن الحب زائل لا محالة من قلبي .. و أنه – أي هذا القلب – سيكون عليه أن يعيش ،على غير عادته ، خاليا من عاطفة الحب التي لم أكن أتخيل نفسي يوما ما مجردا منها .. وحين أقول الحب .. لا أعني أنني صرت ذا قلب جامد . فمجرد النظر إلى هؤلاء الناس وهو يحيطونني بحفاوتهم دون مقابل ، ثم سعيهم و كدهم و تآلفهم الرائع يشعرني بدفء الحب و عذوبة الحب ..
هل أنا على موعد مع فترة فراغ عاطفي ؟ .. وهل ستكون لي تجربة أخرى غير تلك التي لم أجن منها سوى المعاناة و الإحباط ؟
[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 03 / 2010, 12 : 06 AM   رقم المشاركة : [34]
ناهد شما
مشرف - مشرفة اجتماعية


 الصورة الرمزية ناهد شما
 





ناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: صفد - فلسطين

:sm5: رد: عش رشيد الميموني الدافئ


أنت قلبي فلا تخف
و أجب : هل تحبها ؟
و إلى الآن لم يزل
نابضا فيك حبها ؟
لست قلبي أنا إذن
إنما أنت قلبها
كيف يا قلب ترتجي
طعنة الغدر في خشوع
وتداري جحودها
برداء من الدموع
لست قلبي و إنما
خنجر أنت في الضلوع
صحوة الموت ما أرى
أم أرى غفوة الحياة ..

رائع أستاذ رشيد وكأني أقرؤك لأول مرة
لا أدري ما هو السبب ؟
هل هو غيابك جاء بإبداع
أسطرك تزيد البوح جمالاً
سطر من الحزن من شهوة البوح
رائع ما تسطره وأنتظر المزيد
متمنية انت تكون الأحداث القادمة
مغلفة بالأمل والأخبار السعيدة
دمت بخير
توقيع ناهد شما
 
سأنامُ حتى ساعة القلقِ الطويلِ وأفتحُ العينينِ من أرقٍ
يدي إنْ أقفلتْ كلّ الأصابع كي تشدّ على السرابِ
أعودُ مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ
كم تمنيتُ الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني
صوتُ ارتطامي بالزجاج المستحيل على المرايا
أشتري منكمْ صلاتي فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ
وامنحوني كأسَ أحلامٍ تشظـّى في الظلامِ
عبرتُ نحوي كي أردّ قميص وقتي للزمانِ
فتهتُ في وجع النخيلِ ولمْ أنمْ إلا قليلا ..
الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق
ناهد شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 03 / 2010, 45 : 10 PM   رقم المشاركة : [35]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: عش رشيد الميموني الدافئ

أختي الغالية ناهد ..
يسعدني أنك متتبعة لما أكتب وفي هذا تشجيع لي و تحفيز لليراع كي يستأنف ما خطه من قبل ..
كوني دوما بالجوار ..
لكل المودة ..
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11 / 03 / 2010, 52 : 09 PM   رقم المشاركة : [36]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: عش رشيد الميموني الدافئ

26
[align=justify]
كان اليوم مشهودا .. لا أدري هل كنت أكاد أطير فرحا لرؤية صديقي الراعي وهو يهل علي من باب الغرفة الضيق ، أم أني صدمت للهزال الذي اعتراه .. عانقته وكل كياني ينتحب .. أطلت العناق حتى لا يلحظ دمعي .. ثم نظرت إليه مليا .. عينان غائرتان ، وجفنان حفتهما هالتان سوداوان .. رباه .. كم تغير . جلسنا على حافة السرير ونحن صامتان .. ثم سألته متصنعا المرح :
- أين كنت كل هذه المدة أيها – ثم همست – العاشق الولهان ؟ .. ألم تأكل صدرك الغيرة و أنا هنا ؟
ابتسم ابتسامة باهتة و هو يرنو عبر النافذة إلى الخارج وقال :
- البركة فيك .. على الأقل أنا مطمئن إلى أنها بيد أمينة ..
- هيا حدثني عن كل شيء .. إيه .. نسيت أن أشكرك على ما تحملته من أجلي .. لولاك لكنت مت هناك ..
- الفضل لله تعالى و ما أنا إلا سبب ..
تحدثنا طويلا بينما كانت حليمة تدخل علينا بين الفينة و الأخرى لتحمل إلينا إبريق شاي أو لتأخذ شيئا من الغرفة .. وفي كل مرة ألاحظ أن صديقي يطأطئ رأسه و يغض بصره .. بدت واضحة حالة اليأس و القنوط التي وصل إليها وتمنيت في قرارة نفسي أن أفعل شيئا من أجله .. تخيلت أنني أنهض مسرعا و امسك بتلابيب الأب متوسلا إليه أن يبارك الحب الذي يجمع الاثنين .. و أتيه في حلمي الوردي فأراها متأبطة ذراعه و هما يبتسمان في سعادة . لكني أعود إلى واقعي فأجدني عاجزا عن فعل شيء .. همست في أذنه :
- ألم يحن الوقت لكي تفوز بعنزتك المدللة ؟
بدا سؤالي غريبا وذا صدى غير مألوف .. لم يبتسم كعادته .. بل سرح من جديد ناظرا إلى الأفق ، ثم التفت إلي فجأة قائلا :
- دعك من هذا الآن .. واحك لي عما جد من جديد لديك ..
- ماذا تنتظر من واحد يلازمه النحس وسوء الطالع ؟ فشل وإحباط و .. لاشيء .
- لماذا لا تتغلب على حالتك هذه بالكتابة في انتظار أن تلتقي بها ؟ كنت تحدثني عما كنت تكتب لها من أشعار ..
وكأنما أيقظتني فكرته من سبات عميق . انتفضت وقلت على الفور :
- عندك حق .. لكن أصارحك أنني لم أعد آمل في لقاء جديد .. ثم .. ماذا سأكتب الآن لها و قد غادرتني عن طواعية ؟
- المهم أن تكتب .. لتخفف عما بك ..
- بشرط ..
نظر إلي مستفهما فقلت :
- أن تأتي كل يوم إلى هنا لكي نقرأ سويا ما كتبت .. ما رأيك ..
كنت أحاول أن أجد طريقة ما لأجعله بالقرب ممن يحب .. لكنه نظر غلي نظرة لن أنساها ما حييت .. نظرة امتزج فيها الألم و اليأس .. وقال :
- ومن أدراك أننا يمكن أن نلتقي يوميا هنا ..
- أنا أعرف أن هذا سيسبب لك حرجا و أن لك أشغالا ستمنعك ..لكن .. ممكن أن نحدد أوقاتا بالقرب من المنزل ..
من جديد ينظر إلي تلك النظرة الرهيبة وقال بوهن :
- ربما هناك أشياء خارجة عن إرادتنا .. المهم أنني مطمئن على حالتك .. سأودعك الآن ..
رنت كلمة الوداع في أذني حتى خلتها طنينا يسبب لي دوارا .. ما ذا يعني ؟ .. هل سيرحل من هنا ؟
- بل قل إلى اللقاء .. سنلتقي عما قريب .. أليس كذلك ؟
- كل بمشيئة الله ..
- ونعم بالله ..
تعانقنا من جديد و لا أدري لم أحسست أنني أودعه فعلا و أن هذه اللحظات هي آخر عهدي به .. قلت له دون أن أحاول إخفاء دموعي هذه المرة :
- أنا لن أنساك ابدا ، فلا تنسني ..
وانصرف تتبعه نظراتي ويرتمي قلبي من ورائه .. وحين تدخل حليمة بالشاي يبدو لي شحوبها و سهوم عينيها .. نظرت إلي مليا وأنا أمسح دمعي بكم قميصي .. تشجعت و قلت :
- مسكين .. كأنه لم يخلق إلا للمعاناة ..
لم تجب ولكني أحسست أن داخلها كان يصرخ مؤيدا قولي .. ولتبدد أجواء الحزن الذي ران على الغرفة قالت و في نبرتها ما يشبه الإجهاش بالبكاء :
- هل تحب أن ترى العنزة و صغيريها ؟
- أجل ..
- لكن عليك بالتدثر جيدا لئلا تصيبك نزلة برد ..
عند عتبة الباب .. كانت العنزة تقف في وداعة و بقربها صغيراها .. انحنيت و لامست جبهتي خطمها فجعلت تتشمم وجهي وأنا أداعب الصغيرين اللذين التصقا بها .. تارة يتمسحان بها وتارة يقبلان على ضرعها بكل قوة .. نظرت إلى عينيها الوديعتين و خلتني أرى فيهما حليمة . كان الجو قد بدأ يصفو في الوقت الذي ابيضت فيه جوانب البيت بالثلج .. ووجدت نفسي أخاطبها في همس :
- ما أشقاك أيتها الجميلة ، و ما أتعس من يحبك .. كتب عليكما الشقاء مثلي .. لكني لست مثلكما .. على الأقل أنتما تستطيعان رؤية بعضكما البعض .. أما أنا فقد اختارت هي الفراق .. قد تعود وقد لا تعود .. صرت أخشى عودتها لأنها تكون نذيرا بالفراق من جديد .. لم أعد أثق بوعودها ولا بمبررات غيابها .. هي تحاول الهروب في كل مرة و أنا اعتدت على ذلك ..أحاول أن أنسى رغم أن هذا صعب ، بل أقرب للمستحيل . أرجوك .. كوني لطيفة معه كما أنت دائما .. هو يحبك فأحبيه . لن تجدي قلبا يضاهي قلبه طيبة و حنانا . لن تكوني سعيدة إلا معه .. "
العنزة مستمرة في تشمم جبهتي لكني أنتبه فجأة إلى قدمين مسمرتين إلى جانبي .. حليمة تنظر إلي بفضول .. ترى هل سمعت ما كنت أهمس به للعنزة ؟ .. لا شك في ذلك .. فعيناها ترمشان دامعتين و قد تورد خداها وجدا و تأثرا ..
[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11 / 03 / 2010, 15 : 10 PM   رقم المشاركة : [37]
رولا نظمي
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية رولا نظمي
 





رولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of light

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: عش رشيد الميموني الدافئ

ما أروع ما خطته يدك الكريمة أستاذي الفاضل رشيد الميموني
وما أروع الوصف الكامن بين أسطر الربيع والوصف الذي أرغمتنا على الدخول فيه والتمعن بمعانية الخلابه وما أجمل الكوخ الذي استوحيته من نسج خيالك الخصب
أنا سعيده لدخولي ومعرفة عشك الدافئ.
دام قلمك العاطي للروح النديه في داخلك أستاذي الكريم
ودمت برعاية الله وحفظه
رولا نظمي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11 / 03 / 2010, 45 : 10 PM   رقم المشاركة : [38]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

رد: عش رشيد الميموني الدافئ

رائع جداً هذا البوح رغم مايغلفه من الحزن والألم والفراق , أشعر
وكأن بُعدك عن المنتدى أفرز هذا البوح الجميل , في عشك الدافئ .
بانتظار المزيد أستاذ رشيد , تقبل محبتي وتقديري .

توقيع بوران شما
 بيننا حب أمامنا درب وفي قلوبنا أنت يارب
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11 / 03 / 2010, 29 : 11 PM   رقم المشاركة : [39]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: عش رشيد الميموني الدافئ

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي
ما أروع ما خطته يدك الكريمة أستاذي الفاضل رشيد الميموني
وما أروع الوصف الكامن بين أسطر الربيع والوصف الذي أرغمتنا على الدخول فيه والتمعن بمعانية الخلابه وما أجمل الكوخ الذي استوحيته من نسج خيالك الخصب
أنا سعيده لدخولي ومعرفة عشك الدافئ.
دام قلمك العاطي للروح النديه في داخلك أستاذي الكريم
ودمت برعاية الله وحفظه

الأخت العزيزة رولا ..
أسعدني جدا انضمامك إلى زوار عشي الدافئ لتزيدي في دفئه و حميميته .. فمرحبا بك و لك أن تزوريه متى شئت فهذا يشرفني و يبهجني ..
أتمنى أن يبقى بوحي هنا في مستوى ذائقتك الأدبية ..
تقبلي مني كل المودة و التقدير ..
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12 / 03 / 2010, 05 : 12 AM   رقم المشاركة : [40]
ناجية عامر
زجالة / تكتب الشعر الزاجل والمحكي باللهجة المغربية

 الصورة الرمزية ناجية عامر
 





ناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: عش رشيد الميموني الدافئ


لا زلت متتبعة لما يخطه قلمك أخي رشيد و مستمتعة بحروفك التي تتبث لنا ثقافتك الواسعة و تميزك الرائع في السرد

ما أحر ساعة الفراق أخي رشيد خصوصا عندما تودع أعز الناس و أقربهم لقلبك.

دمت متألقا أستاذي الغالي
توقيع ناجية عامر
 
خير خليل لك من ذكرك الله اذا نسيت وأعانك على ذكره اذا ذكرته

آحذر الحكيم ان أهنته و العاقل ان أحرجته و المجنون ان مازحته و اللئيم ان أكرمته
ناجية عامر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تربويات رشيد الميموني خولة السعيد الدراسات 6 04 / 07 / 2020 42 : 11 PM
قراءات في فضاءات أ. رشيد الميموني Arouba Shankan جمهورية الأدباء العرب 15 30 / 03 / 2020 42 : 12 PM
عندما أشتاق لك يا رشيد الميموني جمال سبع رسائل في مهب العمر 18 04 / 04 / 2012 02 : 01 AM
هل نسيتم رشيد الميموني ؟ حسن الحاجبي مجلس التعارف +أمثال وطرائف 2 27 / 04 / 2011 58 : 04 PM
(عش رشيد..)للكاتب رشيد الميموني دينا الطويل نقد أدبي 29 28 / 08 / 2010 21 : 12 AM


الساعة الآن 45 : 06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|