التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,850
عدد  مرات الظهور : 162,326,666

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > رابطة نـور الأدب (مسجلة ومرخصة) > الأقسام > مكتبة نور الأدب
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 27 / 12 / 2009, 50 : 02 PM   رقم المشاركة : [11]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: محرقة غزة ونهاية الأسطورة .. كتاب من تأليف د. يوسف جاد الحق

[align=justify] <H1 dir=rtl style="MARGIN: 5pt 0cm">عاجلاً أو أجلاً ستزول

حقيقة أزلية أثبتتها وأكدتها وقائع التاريخ البشري القديم والمعاصر، تلك هي أن قضايا النصر والهزيمة ـ في مثل حالنا وقضيتنا ـ لا تتوقف على ما يملك الغازي، والمستعمر، والمحتل من قوة عسكرية، وإنما تعتمد في النهاية على أمرين:
أولهما: مدى ما يملك الشعب المعتدى عليه من إرادة وتصميم على المواجهة بحيث لا تتوقف مقاومته حتى تحقيق النصر.
ثانيهما: الصبر على المعاناة، والقدرة على التحمل، أي حتى بلوغ الهدف الأسمى ألا وهو اندحار الغزاة وبلوغ النصر المنشود وهو تحرير أرضنا المقدسة المغتصبة.
إن لنا في وقائع التاريخ، على مر العصور، ما يؤكد هذه الحقيقة الأزلية، فلقد رأينا الإمبراطوريات الكبرى، كلها بلا استثناء، والتي كانت تعتمد القوة وسيلة للسيطرة على الشعوب الغريبة عنها، باحتلال بلادها واستعباد شعوبها، انتهى بها الأمر إلى نهايات حتمية، هي الهزيمة، على أيدي تلك الشعوب، ثم الانحسار فالزوال، لتغدو فيما بعد، مجرد ذكرى مريرة عابرة مضت وانقضت.
رأينا هذا في إمبراطوريات روما وفارس قديماً، ثم الاستعمار الأوروبي ــ في القرون الخمسة الأخيرة ــ ثم الاستعمار الحديث كإمبراطوريات فرنسا وهولندا وبلجيكا وألمانيا والبرتغال في أفريقيا وآسيا، والإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغرب الشمس عن مستعمراتها. ولا ننسى استعمار إسبانيا لأمريكا الجنوبية. حتى أمريكا نفسها احتُلت لفترة طويلة من الزمن من قبل بريطانيا ــ أمريكا الشمالية وكندا ــ واستعمرت فرنسا في كندا ما يعرف اليوم بمقاطعة (كيوبيك) اللاتينية.
كما رأينا في عصرنا الراهن ما آل إليه الاتحاد السوفياتي وما كان له من نفوذ ومصالح في أوروبا الشرقية تحديداً.
فلماذا ـ والحالة هذه ـ تكون أمريكا ـ التي تعمل على فرض سيطرتها وهيمنتها بالقوة الغاشمة، كقطب أوحد على عالم اليوم ـ لماذا تكون استثناء..؟
وبالمثل، لماذا يكون احتلال (إسرائيل اليهودية)([1]) لبلادنا واستيطانها في أرضنا، وجلبها لقطعان من القراصنة الباحثين عن الملجأ، ثم الثروة واغتصاب حقوق الغير، ليقيموا في بلادنا مكاننا، نحن أصحابها منذ فجر التاريخ ـ بل ما قبله ـ وإسرائيل هذه لا تعدو كونها (قزماً) صغيراً مشوهاً في حسابات الدول والإمبراطوريات ، لماذا تكون هذه (الإسرائيل) استثناءً وخروجاً على القاعدة..؟
هذه (الإسرائيل) أُوجدت في المكان الخطأ، وأقيم كيانها كله على جملة من الأخطاء، بل الأمراض والعلل لابدّ آيلة إلى الزوال. والوقائع الجارية في الحقبة الأخيرة، تنبئ دونما ريب بهذا المصير.
منذ غادرنا فلسطيننا الغالية لم يغادرنا الأمل بزوال إسرائيل والعودة إلى الديار. ولكن الظروف والتطورات التي أعقبت النكبة جعلت ذلك الأمل ــ في وقت من الأوقات ــ يبدو ضرباً من الوهم، أو هو أشبه بأحلام اليقظة، لاسيما بعد أن حلّت بنا نكبة أخرى، لا تقل هولاً وخطراً، على الفلسطينيين والعرب من سابقتها في أعقاب هزيمة الجيوش العربية، واحتلال إسرائيل لأراضي عربية أخرى، (سيناء والجولان)، إضافة إلى ما تبقى من فلسطين في أيدي العرب، قطاع غزة والضفة الغربية، عام 1967 الذي أسموه عام (النكسة). وعلى إثره أمست المطالبة، ليس بالتحرير لكامل التراب الفلسطيني في (جولة ثانية) كما كان يقال في الخطاب النضالي ولكن بـ(إزالة آثار العدوان)، وهو مصطلح يعني استعادة الأرض التي احتلها اليهود عام 1967، وقد صدرت قرارات لهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن في هذا الشأن منها القرار 242 والقرار 338.
وكالعادة عن التلاعب البريطاني الماكر المعروف بالكلمات، بإشاعة الغموض في النص السياسي لكي يحتمل تفسيرات مختلفة. إذ نص القرار على (انسحاب إسرائيل من أراضٍ عربية)([2]). فهمها العرب على أنها سائر الأراضي التي احتلت، وتعمد اليهود تفسيرها على أنها تعني (جزءاً) فقط من تلك الأراضي وليس (كل) الأراضي. ومضى الجدال حول هذه ال(the) منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا. ولكن منطق القوة ــ في جانب إسرائيل والدعم الأمريكي والغربي لها ــ رجّح التفسير الإسرائيلي، ولم يتحقق أبداً انسحاب من أي أرض سوى (سيناء) مصر باتفاق كامب ديفيد بين بيجن والسادات، برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وما كان لتلك الاتفاقية من آثار مدمرة ما زلنا نعيشها حتى الآن. من أفدح خسائر العرب التي أسفرت عنها هذه الاتفاقية ــ الكارثة إخراج مصر، الدولة العربية الأكبر، من دائرة الصراع العربي ــ الإسرائيلي، فضلاً عما استجد من دعوات للتطبيع مع العدو، والتصالح معه، حتى دون استعادة الحقوق إلى أصحابها عرباً وفلسطينيين.
عودة إلى ما كنا بصدده فيما يتعلق بمسألة زوال إسرائيل المحتم.
أذكر أنني قرأت كتاباً، إثر هزيمة حزيران 1967 بعنوان (عاجلاً أو آجلاً ستزول إسرائيل) لعدد من الكتَّاب الفرنسيين([3]) يجمعون في مقالاتهم على زوال إسرائيل الحتمي، بناء على دراسات لمعطيات استخلصوا منها ما ذهبوا إليه من نتيجة.
لا أخفي أنني حسبت يومئذ أن هذه الكتابات تذهب بعيداً عن الواقع الذي أصبح قائماً، داعياً إلى الإحساس بالإحباط إثر تلك الهزيمة المهولة المنكرة التي غيرت مجرى الأحداث والتاريخ في المنطقة، بل ذهب بي الظن إلى أن كتَّاب هذه المقالات التي تضمنها الكتاب لا تعدو كونها: إما مجاملة للعرب أو إنها كانت كرهاً في إسرائيل، أو أي سبب آخر لدى كل منهم، أو هي تمنيات أكثر منها نتيجة بنيت على معطيات حقيقية كان الواقع القائم يدحضها تماماً.
الآن، وفي ظل المتغيرات على الصعيدين الدولي والمحلي (المقاومة)، لم تعد هذه الكتابات ومثيلاتها أوهاماً. فالذي يجري راهناً يبشر بزوال إسرائيل كحقيقة حتمية آتية، لا مراء فيها.
وهاهي ذي كتابات ودراسات وتحليلات يتوالى صدروها لكتَّاب أمريكيين، وغربيين، وحتى إسرائيليين تكاد تجمع كلها على هذه الحقيقة. وهؤلاء، حسب انتماءاتهم ورؤاهم لا يلقون الكلام جزافاً، أو إرضاء لهذه الجهة أو تلك، أو أن تكون كتاباتهم من قبيل التمني، كما قد يحدث من جانبنا، وإنما هم باحثون ودارسون وسياسيون لا يلقون الكلام على عواهنه في المسألة الإسرائيلية. بل أكثر من ذلك هم يجازفون بعرض آرائهم هذه، إذ يجلبون على أنفسهم سخط غلاة إسرائيل ومن يوالونها، ناهيك عن احتمالات تعرضهم لتهمة (اللاسامية)، العتيدة، وما إليها من أحاديث الإفك والبهتان والافتراء التي عرف بها اليهود وسائل لإسكات معارضيهم ومنتقديهم. يرهبونهم بالقول حيناً، وبالفعل الإجرامي أكثر الأحيان. من أقوالهم في هذا المقام.
يقول (يوسي بيلين) في صحيفة (يديعوت أحرونوت) في 21/3/2009 أنه أصبح (يشك في استمرار الوجود الإسرائيلي طويلاً). تصريح على قدر من الخطورة ما كان ليصدر عن إسرائيلي يعيش في إسرائيل، وليس خارجها، لو لم تكن لديه أسباب لهذا القول.
وفي كتابه بعنوان (الدولة المارقة) يتحدث (وليام بلوم) عن أمريكا، واعتداءاتها على الشعوب، وبخاصة مساندتها لإسرائيل، ودعمها لها بلا حدود، مع أنها عبء على أمريكا، وأنها غير مخلصة حتى لأمريكا نفسها. وقد أكَّد بلوم([4]) بأن المخابرات الإسرائيلية (الموساد) متورطة في أحداث 11 سبتمبر عام 2001 التي أدّت إلى انهيار البرجين العالميين، وما تلا ذلك من دفع أمريكا إلى الحرب الباهظة التكاليف ــ بشرياً ومادياً واقتصادياً ــ على كل من أفغانستان والعراق تحقيقاً لمصلحة إسرائيلية صرف. يقول بلوم: (إن إسرائيل كانت تعرف مسبقاً بما سيقع ولكنها لم تعلم أمريكا بذلك. وهذا ما يدعو إلى الشك في أنها كانت ضالعة، بصورة أو بأخرى، فيما حدث). ثم يقول في مكان آخر ساخراً (لو كنت رئيساً لأعلنت للعالم أجمع وقف كل التدخلات الأمريكية نهائياً، ولأخطرت إسرائيل بأنها لم تعد الولاية (51) من الولايات المتحدة، بل إنها أصبحت من الآن فصاعداً بلداً أجنبياً).
حتى الفيلسوف (فوكوياما) ([5]) الذي تنبأ (بنهاية التاريخ) لصالح أمريكا منذ عقدين يعود اليوم ليقول (لقد انهارت الولايات المتحدة كمؤسسة)، وهذا الانهيار ما كان ليحدث ـ بطبيعة الحال ـ لولا مؤامرات عصبة المحافظين الجدد واللوبي اليهودي وتأثيرهم على صانع القرار في أمريكا وما أسفر عنه ذلك من انهيار وانكفاء لأمريكا، بحيث أصبح شغلها الشاغل الآن البحث عن كيفية الخلاص من ورطاتها العسكرية والاقتصادية والمالية.
وها هو ذا رئيسها الجديد (باراك أوباما) يعلن في خطاب تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة بأن (القوة وحدها لا تحمي أمريكا)، وهذا يعني بداهة بأن (القوة التي تعتمد عليها إسرائيل لن تحميها إلى الأبد). بل إن هناك ولايات أمريكية (عددها 11 ولاية) تنادي الآن برغبتها في الانفصال عن اتحاد الولايات المتحدة الفدرالي.
من نافلة القول أن الحالة الأمريكية تنعكس حتماً على الحالة الإسرائيلية، إذ لا حياة لإسرائيل دون دعم أمريكي مطلق الأمر الذي لن يستمر طويلاً في ظل التطورات والمتغيرات المتسارعة على الصعيد العالمي برمته، وعلى أمريكا نفسها بصورة خاصة.
ويتنبأ كثير من المراقبين بان اضطرابات اجتماعية واقتصادية متوقعة في السنوات الخمس القادمة في الولايات المتحدة تبعاً للأزمة المالية والاقتصادية التي تتفاقم يوماً بعد يوم، دون أن يعرف كل خبراء أمريكا من الاقتصاديين كيف يتحاشونها، وعن إيجاد وسيلة مضمونة النتائج لعلاجها. فالبطالة في ازدياد بأعداد هائلة، وصناديق التقاعد، والتأمينات الاجتماعية في حالة توقف وإفلاس. والقول نفسه يسري على الشركات والبيوتات المالية، كالبنوك وشركات التأمين، وشركات النفط، وصناعة السيارات، وصناعة السلاح، أي سائر مقومات الاقتصاد الأمريكي الرأسمالي.
وأمريكا لديها أكبر عجز في ميزانيتها العامة، وهي مدينة للصين بأربعة تريليونات (أربعمائة مليار دولار) ولليابان بنصف هذا المبلغ، وبمثله للاتحاد الروسي ومثله أو نحوه لليابان، وكذلك هي مدينة لدول أوروبا الغربية، ناهيك عما ضاع لديها لكثير من الدول من أموال، وفي مقدمتها دول النفط العربية التي فقدت جلَّ أرصدتها ومدخراتها واستثماراتها.
جئنا بهذه الشواهد كأدلة وبينات على الحالة الأمريكية، التي ستنعكس نتائجها على إسرائيل بغير ما جدال.
لنتصور ما يمكن أن يحدث في الداخل الأمريكي إذا ما تعممت هذه الآراء والدراسات والتقارير، وتبين الشعب الأمريكي مدى ما ألحقته إسرائيل بأمريكا، دولة عظمى وشعباً، من أذى، إضافة إلى خيانتها لبلاده برغم كل ما قدمته لها. حتى وجودها نفسه الذي ما كان له أن تقوم له قائمة لولا أمريكا. وما كان لهذا الوجود أن يستمر في هذه المنطقة وجوداً عدوانياً عاث فيها فساداً، وأقام فيها حروباً، وأعمل في أهلها قتلاً وتشريداً، ونشر في ربوعها الخراب، ما كان هذا كله ليحدث لولا حماية أمريكا لها ودعمه إياها في سائر الشؤون والشجون بما فيها المحافل الدولية. ولكن هذا كان له آثاره المدمرة على الولايات المتحدة الامريكية. اليهودية العالمية كانت السبب فيما حل، بأمريكا.
ومن أهم ما أعلن مؤخراً، مما يؤكد ما عرضنا له، هو ما أذاعته المخابرات الأمريكية([6]) نفسها من أنها (بعد دراسة دقيقة مستفيضة تعتقد بأن إسرائيل لن تبقى كدولة بعد عام 2020).
ما من أحد يسعه اتهام هذه الجهة بالتجني على إسرائيل، أو أنها تتمنى لها هذا المصير، فضلاً عن أن تسعى إليه. هي جهة موالية لإسرائيل ضالعة معها في سائر أنشطتها الإجرامية، هي الأداة الأمريكية الأهم التي كانت وما زالت قائمة على تأمين الحماية لإسرائيل منذ نشوئها. بل هي الجهة المكلفة بتوفير (الأمن) لإسرائيل سواء بمشاركتها في الحرب المباشرة على ما أسموه الإرهاب ــ أو في ميادين القتال والجاسوسية. وكثير من المطلعين لا يزال يذكر قصة السفينة ليبرتي Liberty عام 1967([7]). ولكن سيستمر الحال كذلك..؟
كما يمكننا أن نضيف إلى ما سلف بأن مثل هذا الجهاز المخابراتي عندما يقدم دراسة من هذا القبيل، فإنها تعتمد أسباباً ومعطيات أقرب إلى الرياضيات في دقتها وتحديداتها، أي أن هذا ليس رأياً سياسياً قائماً على الاستنتاج والتكهن، مما قد يصدق وقد لا يصدق، فضلاً عن كونه ـ وهو رأي بالغ الخطورة ـ لم يصدر عن جهات معادية لإسرائيل تتمنى لها هذا المصير. كما إنه ليس صيغة إنشائية من صيغ المبالغة العربية المعهودة..!
***
لما كان هاجس الأمن هو المؤرق للإسرائيليين، كياناً وأفراداً، على الدوام، منذ نشوء ذلك الكيان حتى جرائم محرقة غزة الأخيرة، فهل أمن الإسرائيليون الآن على أنفسهم من خوف..؟
الشواهد كلها تشير إلى عكس ذلك تماماً. بعد أن أصبحت صواريخ المقاومة في الشمال تطال تل أبيب، وصواريخ المقاومة في الجنوب طالت أسدود ويبنا، على مشارف تل أبيب الجنوبية فأنَّى للإسرائيلي أن يخلد إلى النوم مطمئناً قرير العين؟
وإذا ما فكر الإسرائيلي في أن صواريخاً قد تأتي من الشرق، عند الخاصرة الضيقة ما بين طولكرم والبحر([8]) فأي قدر من الفزع سوف ينتابه على مصيره..؟ ومن ذا الذي يضمن مستقبلاً ألا يقع هذا؟
الإسرائيلي اليوم ـ أكثر من أي وقت مضى ـ لا يأمن على مصيره. وكذلك الأمر لإسرائيل كياناً.
وليس لنا أن نغفل العامل الديمغرافي ـ الذي سبقت الإشارة إليه ـ والذي يشكل هاجساً مرعباً للإسرائيلي العادي، من جهة، وللكيان نفسه عامة من جهة ثانية. فإذا كان مجموع تعداد الأمة العربية ينوف على الثلاثمائة مليون نسمة اليوم، وأن هؤلاء يزداد عددهم بأكثر من مائة مليون نسمة في مدى عشر سنين فقط أمام زيادة ضئيلة في الجانب الإسرائيلي لا تتعدى في نفس الفترة، أكثر من مليون نسمة أدركنا الأبعاد الخطيرة لهذه المسألة.
صحيح أن الكثرة، أي التفوق الكمي وحده قد لا يعني الكثير إذا لم يترافق مع تفوق نوعي. ولكن من قال أن التطور والتقدم العلمي والتقني والثقافي لن يأخذ منحى إيجابياً في المستقبل لصالح العرب؟ ومن قال أيضاً أن الحالة التي عليها العرب اليوم، من ضعف وفرقة وخلاف، سوف تستمر إلى ما لا نهاية في ظل المتغيرات الراهنة والقادمة سواء في المنطقة أو على المستوى العالمي والدولي؟
هذا الجانب في حد ذاته، من أهم العوامل التي سوف تسهم في تقويض كيان العدو، ولا شك بأن إسرائيل تحسب له ألف حساب، ولعلها لا تدري كيف السبيل إلى معالجته، إن كان ثمة علاج!؟
أما هواجسهم حول احتمالات يأتي بها المستقبل، من قبيل حرب عدوانية تدفعها إليها حماقة قادتها ومغامراتهم المجنونة من أمثال الطغمة الحاكمة فيها اليوم ــ ثلاثي نتنياهو باراك ليبرمان ــ تشنها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليأتي عندئذ رد الجمهورية الحاسم، فلنا أن نتصور أي حال من الرعب يعيشها الفرد والكيان الآن على حدٍّ سواء. وسيكون لهذا آثاره الخطيرة على مسألة الهجرة المعاكسة. ومعظم الإسرائيليين يحملون الآن في جيوبهم جوازات سفر لجنسيات دول أخرى استعداداً للهجرة إليها إذا ما أزفت الآزفة.
فإذا ما وقعت الواقعة، على هذا النحو أو ذاك، فهل يبقى هنالك شك في أن الكيان آيل ــ عاجلاً أو آجلاً ــ إلى الزوال..؟ نتذكر هنا قول (جون فوستر دلاس) وزير خارجية الولايات المتحدة في الخمسينات في عهد الرئيس (دوايت ايزنهاور) بأن (إسرائيل وجدت لتبقى). لو بقي الرجل حياً لأصابته خيبة أمل كبيرة، إذ ها هي بشائر زوالها تلوح في الأفق وتجري واقعاً على الأرض.



الدأب والالتزام الجماعي المنظم هو ما كان ينقصنا

أذكر فيما أذكر أنه سبق لي أن طالبت، منذ نحو من أربعين سنة، في مكتب منظمة التحرير الفلسطيني بدمشق أمام ومع عدد من الرفاق، رفاق المأساة والنكبة، بأن يعمد كل فلسطيني في بيته، وعلى الخصوص نحن الذين في منفانا الإجباري، وحبذا لو أمكن ذلك في كل بيت عربي حصالة نقود لأطفالنا يكتب عليها هذا القسم أو ما معناه:
(أقسم بالله العظيم ألا أنساك يا فلسطين ما حييت وأن لا أتردد في بذل جهدي ومالي ودمي من أجل تحريرك وليحل عليَّ غضب الله لو أني تهاونت في ذلك).
على أن يضع الولد الفلسطيني والعربي، منذ طفولته، في حصالته ما يمكنه من نقود، وحسب ظروفه وذويه المادية، ثم تذهب هذه النقود إلى صندوق يسمى (صندوق الدعم لتحرير فلسطين) مثلاً، لتوظيف النقود المتجمعة من النقد في مواصلة خدمة المقاومة وحرب التحرير.
بهذا تظل فلسطين ماثلة في أذهان الناشئة، حيّة حاضرة في عقولهم وقلوبهم، على مدى الأجيال المتعاقبة فلسطينية وعربية.
لو أن هذا حدث ونفذ لما رأينا ما نراه اليوم من حال العرب والفلسطينيين من فرقة وشرذمة في الصف وتضارب في الرؤية والفكر واختلاف على الهدف، إذ كان من شأنه تعميم ثقافة المقاومة والتحرير لدى أبنائنا منذ ذلك الزمن، وغرسها في نفوسهم منذ نعومة أظفارهم عقيدة إيمانية مقدسة لا حول عنها.
الدأب هو ما كان ينقصنا حقاً وكذلك الالتزام الجماعي حول وحدة الهدف (والصف) معاً ألا وهو التحرير بلا خوف من أي نوع حوله ولكن: أترانا تعلمنا الدرس بعد كل ما حدث؟ نرجو ذلك.



([1])لم يعد ضرورياً التفريق بين اليهود والصهيونية بعد أن أصبحت (الدولة اليهودية) معلنة من قبل الإسرائيليين ومن رئيس الولايات المتحدة السابق (جورج دبليو بوش) كدولة دينية عنصرية تقوم على الهرطقات التلمودية الحاقدة على البشرية.

([2])القرار 242 الذي صاغه اللورد كارادون البريطاني وحذف ال التعريف ليحتمل المعنى التفسير الذي تبتغيه إسرائيل. فبدلاً من أن يجيء النص متضمناً (ال The) جاء هكذا: (wifhdrawal From ocupiced lands)
بدلاً من: (THE ocupiedlauds).

([3])يضم الكتاب خمسة عشر مقالاً، صادراً عن داري الآداب والعلم للملايين اللبنانيّين في طبعة أولى عام 1968.

([4]) أكد وليام بلوم هذه الحقيقة بالوقائع والبراهين التي قلما يرقى إليها الشك.

([5]) فوكوياما من أصل ياباني يعتد بآرائه في الدوائر السياسية الامريكية. جدير بالذكر أنه عدل عن كثير من آرائه مؤخراً نتيجة للتطورات والمتغيرات الجارية على الصعيد الدولي.

([6])عن السي أي إى CIA الأمريكية في 15 آذار 2009.

([7])السفينة الأمريكية ليبرتي للتجسس التي قصفها الطيران الإسرائيلي إبان حرب عام 1967 وقتل نحو أربعين من بحارتها عمداً لأن إسرائيل أرادت التعتيم على عملياتها الإجرامية آنذاك، ومنها قتل الأسرى المصريين، فأرادت إخفاء ذلك حتى عن أمريكا ومخابراتها. والسي آي إي نصحت الإدارة بالتكتم على ما جرى خشية إثارة الرأي العام الأمريكي. وهذا ما حدث بالفعل منذ ذلك الحين وحتى اليوم.

([8])هذه الخاصرة لا تزيد على خمسة عشر كيلومتراً في نقاط تفصل الضفة عن البحر الأبيض المتوسط.


[/align]
</H1>
طلعت سقيرق غير متصل  
قديم 27 / 12 / 2009, 54 : 02 PM   رقم المشاركة : [12]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: محرقة غزة ونهاية الأسطورة .. كتاب من تأليف د. يوسف جاد الحق

[align=justify] <H1 dir=rtl style="MARGIN: 5pt 0cm">كلمة ختـام


لا مشاحة ولا جدال في أن ما وقع علينا نحن الفلسطينيين، من عسف واضطهاد وعدوان أثيم على مدى ناهز قرناً من الزمان ما كان له أن يقع لو أننا رضينا التخلي عن رسالتنا المقدسة التي أخذناها على أنفسنا في الذود عن حياض بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
وإني لعلى يقين بأن الله اختارنا في سابق علمه لهذا الزمان الذي عمَّ فيه الفساد في الأرض لحماية بيته المسجد الأقصى، أول قبلتيه وثالث حرميه.. مسرى الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه من مكة المكرمة، من لدن بيته العتيق إلى المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، ليعرج من ثم إلى سدرة المنتهى في أعلى سماء.
اصطفانا الله، دون العالمين، للشهادة ذوداً عن مهد سيدنا المسيح بن مريم عليهما السلام القدس وبيت لحم والناصرة.
أعداؤه بالأمس، منذ ألفي عام هم أعداؤنا اليوم منذ فجر الإسلام. هم أعداء البشرية منذ القديم وحتى هذا الزمان، مشرعين عليها أسلحة الإفك والبهتان والتآمر والخيانة.
لكأن حكمة الله العلي القدير اقتضت إيجادهم على ظهر هذه الأرض ليميز الخبيث من الطيب.. ليبين الخير في جانب، والشر في جانب، هم مثاله وأنموذجه لكي تظهر الأشياء بأضدادها، كما هي حال النور والظلام.
دماؤكم الزكية، معشر الشهداء الأبرار، لم تذهب بدداً..
وأرواحكم الطاهرة لم تهدر عبثاً..
عذاباتكم الجسدية انقضت بانقضاء أيامها.. فيما عذابهم الروحي والنفسي المؤرق نهاراتهم ولياليهم لا انقضاء له.. ضنك عسير خانق قاتل يعيشونه ما بقي لهم وجود على الأرض وتحت السماء..
وإنكم لتعلمون أن زمن الطواغيت إلى زوال مهما امتد وطال.
والأرض لا يرثها غير الصالحين من عباد الله.
ولسوف تشرق الأرض بنور ربها في أفاقنا من جديد..
ولسوف يغمر نور الله مآذن قدسنا وقباب الكنائس فيها.
ومن كبد السماء في المدى سوف يطل بهاء سيدنا المسيح عيسى بن مريم عائداً ليقيم في الأرض عدالة السماء، فيمحق الظالمين أعداء الحياة والأحياء، ويثيب المؤمنين، الذين جاهدوا في الله حق جهاده، حياة رغيدة مطمئنة إلى أن تبلغ ملحمة الإنسان على الأرض نهاياتها.
أما أنتم يا أيها الأخوة المجاهدون، المرابطون، الذائدون عن مقدسات البشرية، وقيمها، ومُثلها العليا، أصالة عن أنفسكم ونيابة عنها بشراكم بالنصر فالنصر على أياديكم آت.. قريباً آت...
فالله ناصر من ينصره.. إذ يقول في كتابه الكريم:
]وكان حقاً علينا نصر المؤمنين[...

لستم وحدكم يا من نذرتم أنفسكم للشهادة في سبيل الله والأرض المقدسة.. تقوا أن لكم شركاء في العرب والمسلمين وذوي الضمائر الحرة الحية في كل مكان على ظهر هذا الكوكب.
فصبراً آل بيت المقدس وأكنافه فالخلاص أمسى قاب قوسين أو هو أدنى. وكل آتٍ قريب.


------------
تم .....

نشر في 27/ 12 / 2009 في نور الأدب
الذكرى الأولى للحرب على غزة
[/align]
</H1>
طلعت سقيرق غير متصل  
قديم 27 / 12 / 2009, 02 : 03 PM   رقم المشاركة : [13]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: محرقة غزة ونهاية الأسطورة .. كتاب من تأليف د. يوسف جاد الحق

أتابع بكل شغف ولهفة هذه الحقائق المؤلمة - المرعبة و الرائعة أيضا مادامت تنير الطريق أمام إمكانية تلمس السبيل إلى الانتصار عملا بمبدإ "معرفة عدوك نصف الطريق إلى الانتصار"
شكرا أخي الغالي الأستاذ طلعت و كل الامتنان للكاتب د. يوسف جاء الحق على هديته القيمة لمنتدى نور الأدب .
تحية حب ووفاء .
رشيد الميموني غير متصل  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة قصيرة ’’ البركان ‘‘ تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم فاطمة يوسف عبد الرحيم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 7 11 / 02 / 2014 19 : 01 AM
بــرغـــي - قصة - يوسف جاد الحق د.يوسف جاد الحق الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 2 15 / 04 / 2011 33 : 02 PM
"محرقة كاتب" قصة قصيرة /تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم فاطمة يوسف عبد الرحيم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 6 09 / 09 / 2010 35 : 01 PM
الأصدقاء ـــ قصة: يوسف جاد الحق د.يوسف جاد الحق الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 1 08 / 06 / 2010 48 : 03 AM
لمَ سفكت دمي؟ تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم فاطمة يوسف عبد الرحيم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 6 08 / 05 / 2010 55 : 08 PM


الساعة الآن 29 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|