رد: محرقة غزة ونهاية الأسطورة .. كتاب من تأليف د. يوسف جاد الحق
[align=justify] <H1 dir=rtl style="MARGIN: 5pt 0cm">كلمة ختـام
لا مشاحة ولا جدال في أن ما وقع علينا نحن الفلسطينيين، من عسف واضطهاد وعدوان أثيم على مدى ناهز قرناً من الزمان ما كان له أن يقع لو أننا رضينا التخلي عن رسالتنا المقدسة التي أخذناها على أنفسنا في الذود عن حياض بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
وإني لعلى يقين بأن الله اختارنا في سابق علمه لهذا الزمان الذي عمَّ فيه الفساد في الأرض لحماية بيته المسجد الأقصى، أول قبلتيه وثالث حرميه.. مسرى الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه من مكة المكرمة، من لدن بيته العتيق إلى المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، ليعرج من ثم إلى سدرة المنتهى في أعلى سماء.
اصطفانا الله، دون العالمين، للشهادة ذوداً عن مهد سيدنا المسيح بن مريم عليهما السلام القدس وبيت لحم والناصرة.
أعداؤه بالأمس، منذ ألفي عام هم أعداؤنا اليوم منذ فجر الإسلام. هم أعداء البشرية منذ القديم وحتى هذا الزمان، مشرعين عليها أسلحة الإفك والبهتان والتآمر والخيانة.
لكأن حكمة الله العلي القدير اقتضت إيجادهم على ظهر هذه الأرض ليميز الخبيث من الطيب.. ليبين الخير في جانب، والشر في جانب، هم مثاله وأنموذجه لكي تظهر الأشياء بأضدادها، كما هي حال النور والظلام.
دماؤكم الزكية، معشر الشهداء الأبرار، لم تذهب بدداً..
وأرواحكم الطاهرة لم تهدر عبثاً..
عذاباتكم الجسدية انقضت بانقضاء أيامها.. فيما عذابهم الروحي والنفسي المؤرق نهاراتهم ولياليهم لا انقضاء له.. ضنك عسير خانق قاتل يعيشونه ما بقي لهم وجود على الأرض وتحت السماء..
وإنكم لتعلمون أن زمن الطواغيت إلى زوال مهما امتد وطال.
والأرض لا يرثها غير الصالحين من عباد الله.
ولسوف تشرق الأرض بنور ربها في أفاقنا من جديد..
ولسوف يغمر نور الله مآذن قدسنا وقباب الكنائس فيها.
ومن كبد السماء في المدى سوف يطل بهاء سيدنا المسيح عيسى بن مريم عائداً ليقيم في الأرض عدالة السماء، فيمحق الظالمين أعداء الحياة والأحياء، ويثيب المؤمنين، الذين جاهدوا في الله حق جهاده، حياة رغيدة مطمئنة إلى أن تبلغ ملحمة الإنسان على الأرض نهاياتها.
أما أنتم يا أيها الأخوة المجاهدون، المرابطون، الذائدون عن مقدسات البشرية، وقيمها، ومُثلها العليا، أصالة عن أنفسكم ونيابة عنها بشراكم بالنصر فالنصر على أياديكم آت.. قريباً آت...
فالله ناصر من ينصره.. إذ يقول في كتابه الكريم:
]وكان حقاً علينا نصر المؤمنين[...
لستم وحدكم يا من نذرتم أنفسكم للشهادة في سبيل الله والأرض المقدسة.. تقوا أن لكم شركاء في العرب والمسلمين وذوي الضمائر الحرة الحية في كل مكان على ظهر هذا الكوكب.
فصبراً آل بيت المقدس وأكنافه فالخلاص أمسى قاب قوسين أو هو أدنى. وكل آتٍ قريب.
------------
تم .....
نشر في 27/ 12 / 2009 في نور الأدب
الذكرى الأولى للحرب على غزة
[/align]</H1>
|