رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
[align=justify]
أشكر الأستاذة نصيرة على المعلومات الموسعة التي أثرت بها الملف حول المذاهب و الإتجاهات الـتأويلية في الإسلام. رغم أن المرجع واحد و رغم أن النبي واحد و رغم أن المقاصد واضحة، انقسم المسلمون إلى طوائف و مدارس متعددة، بعضها متنافرة. في هذا المشهد المتمايز تراودنا تساؤلات مشروعة: يمكن أن نختزلها في استفهامين أو ملاحظتين:
* هل كان العقل الجمعي العربي عاجزا عن التكيف مع الإرث النبوي؟ أ لا يمكن أن نفترض أن العرب يحتاجون إلى مرشد مطلق لتحقيق وحدتهم الداخلية و الحفاظ عليها، إذ بمجرد موت النبي نشب الخلاف حول خليفته، حيث اختار فريق من الصحابة أبو بكر الصديق و عارضه آخرون؟ لقد أكد النبي في مناسبات متنوعة للمسلمين أن التشبث بكتاب الله و سنته هو الوسيلة الوحيدة لحماية الجبهة العربية من التمزق، فما الذي حدث؟ اندلع الصراع و هو لا يزال جسدا طريا تحت الثرى؟ لماذا؟
* أستاذة هدى، إذا أضفت عبارة :"رضي الله عنه" إلى علي بن أبي طالب فلن أتردد في أضافتها أيضا إلى معاوية بن أبي سفيان. و لست لا سلفيا و لا وسطيا و لا أي وصف فئوي آخر. الرجلان أرادا الوصول إلى السلطة، فنشب صراع بينهما حسمه معاوية بن أبي سفيان، فما الذي يتميز به علي بن أبي طالب عن معاوية بن أبي سفيان؟ يقول الشيعة إن علي من آل البيت و أقول إن الإسلام ليس دينا عائلة محددة من المسلمين، إنه رسالة كونية.
وصول علي بن أبي طالب إلى الحكم طرح مسألة من يأتي بعده، كل المسلمين تأسيسا على تعاطفهم مع أهل محمد سيقبلون اقتراح تفويض السلطة إلى ذريته(أقصد ذرية علي، فمن مفارقات القدر أن مات كل الذكور الذين خلفهم النبي محمد). و ازدادت مسألة التوريث وضوحا لدى مطالبة الحسين بملك والده كأحد مبررات ثورته على يزيد بن معاوية.
الخلاصة المركزة أن الإسلام ليس دين عائلة محددة، كما أنه لا يوجد معيار غير الحصافة العقلية و المردودية الوطنية و القومية و الإنسانية للمفاضلة بين الناس.
هكذا هو اعتقادي.
لك تحياتي أستاذة هدى.
[/align]
|