التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,865
عدد  مرات الظهور : 162,382,463

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. > القصة القصيرة جداً
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20 / 06 / 2009, 48 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
محمود علي السعيد
قاص وشاعر

 الصورة الرمزية محمود علي السعيد
 




محمود علي السعيد is on a distinguished road

قرنفلة الحضور

[align=justify]
القصة القصيرة جداً جنس أدبي جديد أطل باستحياء وخفر على يد نفر قليل جداً في الثلث الأخير من عقد الستينات في رحاب بلاد الشام أخص قلب كنعان منها أولاً ثم اتسعت فتحة فرجاره لتشمل القطر السوري ولحقتهما تباعاً أرض الرافدين والكنانة وأمصار المغرب العربي مشيراً بتواضع جم وغبطة عارمة إلى تجربتنا الريادية السباقة (تقنية ومصطلحاً) في هذا المضمار والتي استوقفت العديد من الأقلام النقدية المومأ إليها بالمهج (د. نعيم اليافي ـ د. سمر روحي الفيصل ـ د. علي حافظ ـ د. محمود سالم محمد ـ يوسف سامي اليوسف ـ محمد علي شمس الدين ـ رياض نعسان آغا ـ خيري عبد ربه ـ محمد غازي التدمري ـ سلامة عبد الرحمن ـ طلعت سقيرق ـ زياد محمد مغامس ـ محمد الراشد ـ صفوان صفر ـ باسم عبدو ـ محيي الدين مينو ـ على سبيل المثال) واستمرت الخطوات على الإيقاع البطيء إلى أن بزغ عقد التسعينات فانفجرت مستودعات القص المبتسر وقامت الساحة الأدبية ولم تقعد وطفق سيل عارم من كتاب هذا الجنس ومشايعيه يغزو أعمق النقاط وأدق المرامي وتدفقت المجموعات الأنيقة وقد طرزت أغلفتها بمصطلح (قصص قصيرة جداً) (very short story) وأخذت المعارك النقدية تتصدر واجهة وسائل التوصيل وقنوات البث بين مؤيد ومعارض، شاجب ومبارك ومازالت حرارة وطيسها في ارتفاع، وسعة قفزاتها في تتابع وتواتر، وكان لمدينة حلب البيضاء القدح المعلى في رفد مجرى هذا الجنس العبق بجداول ثرة، كان بودي التعريج على ذكر الأسماء ولكن.. أقول دون مصادرة قناعة أحد والاستيلاء على درر مصرف مقتنياته أو النيل ولو بأوهى خيوط الإشارة من مرتكز خواطره، وعلو منصته، وتفتق قريحته: إن القصة القصيرة جداً أضحت جنساً أدبياً متفرداً باستقلالية طاغية، له قوامه الخاص وخصوصيته المرموقة ومذاقه الجلي ووهجه الدافئ الأليف، بمنارة مرئية للقاصي والداني، الأعشى والمبصر، من المتابعين الجادين أصحاب الذائقة المدربة والمنطق الصائب أربأ أن أقول: السابلة وإن لم يتقعد منهجه وترسو قوارب نظريته بشكل مطلق ونهائي، أعرج على بعض نقاط العلام التي يشترط تواجدها في أصلاب النصوص المندرجة تحت سقيفته من منظور خاص:
1 ـ التكثيف: وذلك بتوخي الاختصار والتلخيص اللافتين، والانتقاء المفرداتي الحاذق، والتوظيف الجمالي في عملية رصف اللبنات والمداميك في معمار الطرح التشكيلي.
2 ـ الزمان: برهة وقتية أو شذرة دقائقية أو لمسة دهرية أو زفرة واحدة فقط من عداد السيرورة والصيرورة الكونيتين أو قل: قبلة من شفة لحظة.
3 ـ المكان: مساحة تويجة قرنفلة أو قطعة ضوء شرختها أصابع راقية من قرص الشمس أو ضربة فرشاة مصور متألق أو صدر حبة مطر صيفي، أو رقعة جدار عتيق ومسند مخدة عشق أو..
4 ـ شعرية النص: امتطاء صهوة وسائل التبليغ الموارب التعبيرية من أنماط الصورة الفنية باعتماد الأقنعة والمجسات والانزياح بضروبه المتداولة (المجازي ـ الإيقاعي ـ اللغوي ـ الدلالي) بدءاً بتسنم قمم الخطف الاستعاري واللمح الكنائي والتشبيهي من تشظيات وجوه موشور البيان والمعطى الطباقي وخمائر التورية من صليات البديع الجمالية وليس انتهاء بالمجاز العقلي.
5 ـ الحجم: توخي الحجوم التي لا تتجاوز سطورها مساحة راحة الكف وإن كنت أجزم أنني غير معني الآن بتحديدها درءاً لغائلة الوقوع في مطب الرجم بالغيب والتطلع المستقبلي الرجراج، قصدية إيصال الشحنة وضخ المعلومة وتوقيع الرسالة بأقصر الطرق وأنجعها دون الاكتراث بالترهل المجاني والإطالة المملة والثرثرة اللفظية وذلك بتبني (أس الكتابة وأسلس القول).
6 ـ القفلة الحادة: من أبجديات جماليات القص القصير جداً وخلب مسروده القفلة الحادة الصادمة غير المتوقعة والضربة المدهشة القاضية (بالمفهوم الإيجابي) بغية استمرارية التوهج في قرارة المتلقي وتناسق دوائر القراءات الدلالية ولسع حرارة الأثر.
7 ـ الحدث: ليس بالضرورة القصوى والمطلب الملح تبؤر الحدث درامياً بوتيرة متأججة وتصاعد بنائي هرموني شاهق وتواشج سمفوني صاعق بل تكفي المفارقة الشكلانية والمضمونية والعزف على وتر التصادمات المفرداتية والأنساق اللغوية والموسقة الداخلية والخارجية بمهارة أنامل ورجاحة عقل ونصاعة وعنفوان موهبة.
ملاك القول:
القصة القصيرة جداً وشقيقتها التوأم قصيدة النثر (شريطة التميز والسطوع والتجذر) قدر كتابي لمن يتطلع إلى جنة القص القادم وفردوس الشعرية المكتظ بالياقوت واللحاق بقطار العصرنة المقلع بمتوالية هندسية أخشى أن أقول عددية صوب الهدف المرتجى والرنو المقصود فالضغط الجوي الحياتي ومتطلبات عصر الاستهلاك وتسليع المناقب والحيوات القابض بسادية على مفاصل الجبهات وجمرات مواقد الفصول لم يبق فرصاً سانحة أو بحبوحة مقعد جلسات لمطولات الوجبات العقلية والوجدانية، الروحية والجسدية)، المجردة والمشخصة (المقروءة والمرئية والمسموعة) وإن كنت أقر بصماً بمشط الأصابع أنه ليس القدر الوحيد وبالتالي ليس كل ما يلمع من سرديات القص القصير جداً الذي اجتاح الشارع العربي دون مصدات أو كوابح جوهراً فغالباً ما تصمي فؤادك أو تشد ذائقتك البصرية قطعة زجاج عجفاء أو كسرة معدن رخيص أفردتها عجلة العطالة في ركن مهجور.


[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
محمود علي السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 06 / 2009, 42 : 02 AM   رقم المشاركة : [2]
ناهد شما
مشرف - مشرفة اجتماعية


 الصورة الرمزية ناهد شما
 





ناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: صفد - فلسطين

رد: قرنفلة الحضور

الأستاذ الفاضل محمود / حفظك الله


أشكرك على هذه المعلومات القيمة عن التعريف الشامل للقصة وذكر هؤلاء عمالقة النقد الأدبي وحقاً هم في غنى عن التعريف



(د. نعيم اليافي ـ د. سمر روحي الفيصل ـ د. علي حافظ ـ د. محمود سالم محمد ـ يوسف سامي اليوسف ـ محمد علي شمس الدين ـ رياض نعسان آغا ـ خيري عبد ربه ـ محمد غازي التدمري ـ سلامة عبد الرحمن ـ طلعت سقيرق ـ زياد محمد مغامس ـ محمد الراشد ـ صفوان صفر ـ باسم عبدو ـ محيي الدين مينو



معلومات قيمة قد يفتقدها الإنسان عن تطور القصة التي ظهرت في الثلث الأخير من عقد الستينات وامتدت من ارض كنعان لتشمل القطر السوري ثم أرض الرافدين والكنانة وأمصار المغرب العربي مهما تعمقنا وقرأنا يبقى الأدب كبير والنقد أكبر والقصة أوسع



ننتظر المزيد


دمت ودام يراعك
توقيع ناهد شما
 
سأنامُ حتى ساعة القلقِ الطويلِ وأفتحُ العينينِ من أرقٍ
يدي إنْ أقفلتْ كلّ الأصابع كي تشدّ على السرابِ
أعودُ مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ
كم تمنيتُ الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني
صوتُ ارتطامي بالزجاج المستحيل على المرايا
أشتري منكمْ صلاتي فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ
وامنحوني كأسَ أحلامٍ تشظـّى في الظلامِ
عبرتُ نحوي كي أردّ قميص وقتي للزمانِ
فتهتُ في وجع النخيلِ ولمْ أنمْ إلا قليلا ..
الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق
ناهد شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30 / 06 / 2009, 33 : 12 AM   رقم المشاركة : [3]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: قرنفلة الحضور

أشكرك أستاذي الكريم على هذا المقال الثري بما ورد فيه عن القصة القصيرة جدا التي رغم قصرها و حجمها لها شروط وتستلزم قدرات و ابداعا لنجاحها.
تحياتي
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غياب في الحضور محمد جوهر الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 13 04 / 03 / 2020 23 : 02 AM
دلالة القافية بين الحضور والغياب -3- د. رجاء بنحيدا دراسات أدبية 6 27 / 11 / 2018 40 : 11 AM
دلالة القافية بين الحضور الغياب -1-/د. رجاء بنحيدا د. رجاء بنحيدا دراسات أدبية 11 04 / 11 / 2018 15 : 12 PM
مدائن الحضور والغياب طلعت سقيرق النقد 1 29 / 08 / 2009 25 : 03 PM
بناء الجسور بين العالمين الغربي والإسلامي.. مازن شما الاتحاد الأوروبي العربي للديمقراطية و الحوار 0 02 / 01 / 2008 03 : 08 PM


الساعة الآن 28 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|