الحكاية الثامنة من الفلبين:أسطورة جبل ماليندغ و الملكة التي نسيت الحب
إلى جزيرة بعيدة سنرحل , ندخل قصرا و نرنو من برج عالي ..
ببساط نور الأدب سنطير إلى الفلبين ,التي هي عبارة عن أرخبيل جزر, لنتعرف على أسطورة الجبل البركاني ماليندغ malindig والحكاية الثامنة.
الحكاية الثامنة: أسطورة جبل ماليندغ و الملكة التي نسيت الحب.
يحكى أنه في غابر الأزمنة حكمت جزيرة الماريندوك في الفلبين ملكة قاسية .
كانت جميلة جدا وكان اسمها ماريا ماليندغ لكن نظرا لقسوتها لم يجرؤ أحد على التقرب منها أو طلب يدها.
إن أزعجها أحد أو لم يمتثل لأوامرها ،أمرت بقتله .
في يوم من الأيام هبت عاصفة قوية دامت ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع صفا الجو وبدا البحر رائعا هادئا وكان بإمكان سكان الجزيرة أن يشاهدوا ثلاث سفن ملكية ضخمة مبحرة بأشرعة ناصعة البياض ورايات ملونة.
ومن قصرها تأملت الملكة مارياـ ماليند غ ومستشاروها السفن وتساءلوا محتارين عن إمكانية أن تكون السفن لأعداء أو محاربين.
بقوا على هذا الحال حتى رأووا قاربا صغيرا ينزل من كل سفينة وبكل قارب رجال يتوسطهم رجل حسن المظهر يلبس ثيابا جميلة تدل على الغنى و الثراء.
أرسلت الملكة وزيرها إليهم فاستقبلهم وقال:"نحن مِن ماريندوك نرحب بكم في بلادنا لكننا لا نعلم أي ترحيب يليق بكم لأننا لانعلم من أنتم".
تقدم أكبر الثلاثة سنا وقال: أنا الملك لاكـي حاكم الإقليم الشرقي من مو الشاسعة وهذان رفيقي الملكين ماننغا وبانغيكوغ".حينئذ إنحنا الرجلان الآخرين ليضيف الملك لاكي:'لقد قطعنا مئات الأميال مبحرين لنجد ملِكة جمالها لا يوصف".
"لقد دفعتنا العواصف إلى جزيرتكم والآن نعلم أنها المملكة التي نبحث عنها ونتمنا أن يفوز واحد منا بالملكة الجميلة".
هكذا اصطحبهم الوزير إلى القصر و كل واحد منهم يحمل خدمه هدايا كثيرة وثمينة للملكة.
حين دخل الثلاثة القصر صعقوا بجمال الملكة ماريا ماليندغ لكن دقائق كانت تكفيها للتطلع إليهم .
حين تحدث الملك لاكي عن سبب قدومهم شعرت الملكة بقليل من الدفأ والعاطفة في قلبها لكنها لم تستلم لهما لأن طبعها كان الحذر وعدم الوثوق بالآخرين ومضت تطرح أسئلة كثيرة على ضيوفها.
قال الملك لاكي : في مملكتنا العادة هو أن نتنافس ومن يفوز, يفوز بيد العروس"
ردت مارياـ ماليندغ:'وفي مملكتي كلمتي هي القانون".
تدخل الملك بانغيكوغ وقال:'آسف ،جلالتك، لكني لاأستطيع أن أخالف عادات شعبي وإن لم تكن ستجرى منافسة فسأرحل من جزيرتك للأسف و أعود من حيث أتيت".
ردت مارياـ ماليندغ:"ليكن هذا إذن ستتسابقون بالسفن الشراعية والأسرع سيكون من نصيبي".
كانت الملك تتمنى فوز بانغيكوغ لأنه أصغر الملوك وأكثرهم شبابا و في اليوم الموالي كانت المسابقة.
أشرقت شمس يوم صاف جميل و انطلق كل من الملوك مبحرا بسفينته الشراعية والملكة ترقبهم من برجها العالي.
سرعان ما اشتد غضب الملكة ماريا ـ ماليندغ وهي تلاحظ أن الملك لاكي يتقدم وهي تتخيل أنها أجمل الملكات و ستكون من نصيب ملك عجوز.
حاولت أن تجد خطة ليفوز بانغيكوغ فنزلت إلى المعبد وبحثت في المعبد عن عبارة تجعل الريح تدفع سفينة بانغيكوغ إلى الأمام كي يفوز.
لكنها لم تجد شيئا يساعدها فبدأت تكسر كل مافي المعبد .اهتزت الأرض فجأة وهبت عاصفة قوية؛ أظلمت الجزيرة وصار سكانها يهربون في كل إتجاه ولا يدرون إلى أين المفر والزلزال والعاصفة يطاردونهم.
في غضون ساعة عاد كل شيء إلى ماكان عليه ،أشرقت الشمس وهدأت العاصفة لكن أمرا واحدا تغير:
اختفى قصر الملكة ماريا ماليندغ وظهر مكانه جبل .
كان الجبل يشبه الملكة وهي تعلو البرج وتتطلع إلى المسابقة و مكان السفن الثلاثة ظهرت ثلاث جزر صغيرة .
سمى الناس الجبل باسم الملكة و الجزر باسم الملوك الثلاثة.
النهاية
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|