رد: أوراق الزمن
الأديبة الراقية هيام ضمرة
حين ينفتح القاص على الكون يلفى لقطات كثيرة تستحق منه التأمل ليعيد اكتشاف أى الحالات التى تروقه وتنسجم مع وجدانه فى شكل يحمل خصائص الشرط الفنى وتقنيات الخطاب القصصى, هنا يكون القاص قد خلق عالما موازيا من الفن يتسم بالشكل الجمالى وهو بديل للعالك الفزيقى المحيط فيحقق البهجة على مستوى النص ومستوى لذة القراءة عند المتلقى
وقصتك هذه التى تخرج من رحم احداث عادية ومتواترة وهى حكاية مسافرات رصدن عفن السلطات المنوط بها تيسير الامور لصالح الوافدين المفترض فيهم امهم أشقاء والتى عكست توقعات الوافدين وكسرت بهجتهم وكانت القاصة واعية فى ان قدمت للحدث الريئسى فى القصة باحداث تمهد لتحول البهجة الى سرور مثل وقوع إحدى الصديقات على السلم الكهربائى وهو نوع من التمهيد الجميل وغير المحسوس لكارثة التعامل الصادر من موظفى المطار والجميل ايضا ان تحول القاصة هذه المعاناة الى تجربة كونية تشبه مورد المثل فى التراث العربى القديم هذه التجربة تحفظها اوراق الزمن ولحظة التنوير التى انتهت بها القصة تنفتح على عنوان النص فيجعل متن القصة أشبه بالقصيدة المدورة فالعناون يتوالد داخل النص وينمو فى اروقة زمنية تتماهى فيها احداث تؤكد هذا البعد الزمنى على مستويين
احدهما بعد زمنى فنى وهو زمن كتابة النص وزمن تلقيه والخر بعد زمنى فيزيائى يضفى على النص دالاة التخلف او التقدم بين الشعوب ويفرق بينها أيضا فازم هنا لاعب دورا فاعلا فى تشابك الاحداث وتطويرها ووهج الصراع وفتوره وتعدد وجدانات الابطال فى السفر واثناء المؤتمر وبعد العودة وتلك الكاميرا القصصي التى تعاملت مع ابطال القصة من الداخل لا من الخارج فقط
كل هذا يؤكد وعى القاصة الحاد بكيفة توجيه خطابها القصصى وبناء قصتها دراميها فى شكل لافت ودعم هذا ايضا تلك اللغة الفنية الشفافة الرائقة المختزلة والموحية والتى اختصرت المسافة بين السايق التركيبى للجملة السردية والدلالة فى رشاقة فنية حتى أننا يمكن ان نلمح الدلالة على وجه الخطاب اللغوى فى القصة
لك كل محبتى وتقديرى ايتها القاصة الجميلة
|