التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,388,781

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نور الأدب التخصصي > الأقسام > منتديات.التاريخ.والجغرافيا > التاريخ > تنقيح وتوثيق التاريخ
تنقيح وتوثيق التاريخ (هيئة إعادة توثيق وتنقيح التاريخ) بإشراف هدى الخطيب ود. منذر أبو شعر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12 / 06 / 2013, 13 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

خلافة معاوية بن أبي سفيان


كان معاوية بن أبي سفيان رجلا طويلا، أبيض جميلا، مهيباً
(تاريخ الإسلام 308 للإمام الذهبي محمد بن أحمد،ت: 748 هجرية).
وذكر الإمام النووي(يحيى بن شرف ،ت: 676 هجرية في شرح صحيح مسلم 8 /231 )، وابن القيم الجوزية (محمد بن أبي بكر،ت: 751هجرية في زاد المعاد 2/126) أنه أسلم سنة 8 هجرية يوم فتح مكة، والصحيح أنه أسلم في عمرة القضاء سنة 7 هجرية وكان يخفي إسلامه خشية أبيه،وجزم بذلك الذهبي.
واشتُهر عن معاوية بعض المسائل الفقهية:
1 فهو أوتر بركعة (فتح الباري7 /130 )،وحينما سُئل ابن عباس(عبد الله بن عباس،ت: 68 هجرية حبر الأمة وفقيهها) قال: إنه فقيه، وفي رواية إنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان ابن عباس والسيدة عائشة وعبدالله بن عمر وزيد بن خالد الجهني يوترون بواحدة(مسائل الإمام أحمد 1 /335) .
2 استسقى بمن ظهر صلاحه (المغني5/77 لابن قدامة عبد الله بن أحمد المقدسي ،ت: 620 هجرية).
3 جواز إخراج نصف صاع من البر في زكاة الفطر(زاد المعاد 2 /19).
4 استحباب تطييب البدن لمن أراد الإحرام(المغني 5/77 ).
5 جواز بيع وشراء دور مكة (المغني 6 /366 ).
6 التفريق بين الزوجين بسبب عجز الرجل عن إتيان زوجته (زاد المعاد 5/181).
7 وقوع طلاق السكران (زاد المعاد 5/211)وهو قول الجمهور،وذهب بعض أهل العلم ،وهو أحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد وإحدى الروايتين عن أحمد أن السكران لا يؤخذ بأقواله التي تضر بغيره.
8 عدم قتل المسلم بالكافر قصاصاً (المغني11 /466)، يعني الكافر الحربي وليس المُعاهِد الذمي.
9 حبس القاتل حتى يبلغ ابن القتيل (المغني11 /577).
وله 163 حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتفق
له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث ،وانفرد البخاري
بأربعة، ومسلم بخمسة.
** ** **
وموقف معاوية من خلافة علي معروف مشهور، أججت
اليهود السبئية والخوارج أواره، وكانت لهم اليد الطولى فيه،وفي حديث أبي مسلم الخولاني (عبد الله بن ثوب على
الصحيح ، ت:62هجرية) وإسناده جيد ،أنه قال لمعاوية:
أنت تنازع علياًّ أم أنت مثله؟ فقال: لا والله ،إني لأعلم أنه
أفضل مني وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أنَّ عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه، والطالب بدمه، فأتُوه فقولوا له ،فليدفع إليَّ قتلة عثمان وأسلم له.فأتوا علياًّ فكلموه، فلم يدفعهم إليه (سير أعلام النبلاء 3 /140،البداية والنهاية 8 /129 ،فتح الباري 13 /92).
فسار علي ومن معه من العراق حتى نزل صفين (وهي اليوم بالس قرب مدينة الرقة من الجانب الغربي من نهر الفرات) وسار إليه معاوية ومن معه في ذي الحجة سنة 37 هجرية فكانت موقعة صفين، وكان عليٌّ هو الأقرب إلى الحق من معاوية.
** ** **
وبعد مقتل علي في رمضان سنة 40 هجرية بويع لابنه
الحسن بن علي بالخلافة ،وأول من بايعه الصحابي قيس
بن سعد بن عبادة الأنصاري (وكان من الرسول صلى الله
عليه وسلم بمثابة صاحب الشرطة ،ت :سنة 59 هجرية)
، فقال له: ابسط يدك أبايعك على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه وقتال المُحلِّين.فقال له الحسن:على كتاب الله وسنة نبيه فإنَّ ذلك يأتي من وراء كل شرط. فبايعه وسكت،وبايعه الناس (المنتظم في سير الملوك5 /158 ،الكامل في التاريخ 3 /402).
وفي رواية الزهري (محمد بن مسلم ،ت: 124 هجرية):بايع أهل العراق الحسن بن علي بالخلافة، فطفق يشترط عليهم الحسن: إنكم سامعون مطيعون، تسالمون من سالمت
،وتحاربون من حاربت، فارتاب أهل العراق في أمرهم حين
اشترط عليهم هذا الشرط، وقالوا: ما هذا لكم بصاحب وما
يريد هذا القتال (الكامل في التاريخ5 /162،تاريخ مدينة
دمشق 4 /535).
فدفعوه لقتال أهل الشام.قال ابن سعد(محمد بن سعد البغدادي
،ت: 230 هجرية)،وإسناده حسن:بايع أهل العراق، بعد علي بن أبي طالب، الحسنَ بنَ علي، ثم قالوا له: سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا الله ورسوله وارتكبوا العظيم وابتزوا الناس أمورهم، فإنا نرجو أن يُمكِّن الله منهم. فسار الحسن إلى أهل الشام ،وجعل على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، في اثني عشر ألفاً ،وكانوا يسمون شرطة الخميس ( الطبقات الكبرى1/ 319).
وقال ابن كثير(إسماعيل بن عمر القرشي، ت: 774هجرية):
ولم يكن في نية الحسن أن يقاتل أحداً، ولكن غلبوه على رأيه(البداية والنهاية 8 /14).
فاجتمع جيش أهل الشام وجيش أهل العراق في الكوفة بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تُوَلِّي حتى تقتل أقرانها. فقال له معاوية: إنْ قَتَلَ هؤلاء هؤلاء، وهؤلاءهؤلاء ،مَنْ لي بأمور الناس ،مَنْ لي بنسائهم ،مَنْ لي بضيعتهم؟
(ضيعتهم: الأطفال والضعفاء، سُمُّوا باسم ما يؤول إليه أمرهم،لأنهم إذا تُركوا ضاعوا لعدم استقلالهم بأمرالمعاش).
فبعث إلى الحسن رجلين من قريش من عبد شمس: عبد الرحمن بن سمرة (ت: 51 هجرية)، وعبد الله بن عامر بن كريز(ابن خال عثمان بن عفان،ت:58 هجرية) وقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه ،وقولا له ،واطلبا إليه .
(أي: اعرضا عليه ما شاء من المال. وقولا له في حقن دماء
المسلمين بالصلح.واطلبا منه خلعه نفسه من الخلافة، وتسليم الأمر لمعاوية، وابذلا له في مقابل ذلك ما شاء).
فأتياه ،فدخلا عليه ،فتكلما ،وقالا له ،وطلبا إليه..فقال الحسن:فمن لي بهذا ؟ (أي من يضمن لي الوفاء من معاوية) قالا: نحن لك به (أي نحن نضمن، لأن معاوية كان فوَّض ذلك إليهما). فما سألهما شيئاً إلا قالا له: نحن لك به، فصالحه(فتح الباري13 /69).
ونص كتاب الصلح كما في كتب الشيعة:
هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب، معاويةَ بنَ أبي سفيان، صالَحَه على أن يُسلِّم إليه ولاية أمر المسلمين ،على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسيرةِ الخلفاء الصالحين، وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهداً ،بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين، وعلى أنَّ الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله ،في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وعلى أنَّ أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهْدَ اللهِ وميثاقه، وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء بما أعطى الناس من نفسه، وعلى أن لا
يبغي للحسن ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غائلة سراًّ ولا جهراً ،ولا يُخيف أحداً منهم في أفق من الآفاق، شهد عليه بذلك، وكفى بالله شهيداً (بحار الأنوار44 /65 لمحمد باقر المجلسي، من أئمة الشيعة الإثني عشرية زمن الدولة الصفوية،ت:1111 هجرية).
فالرغبة في الصلح كانت موجودة لدى الطرفين، سعى الحسن إلى الصلح وخطط له منذ اللحظات الأولى لمبايعته، وجاء معاوية فأكمل ما بدأ به الحسن.
لكن الخوارج، لم يعجبهم صلح المسلمين، وقالوا :ضَعُف الحسن وخار، فانطلق الجراح بن سنان الأسدي وانتظر مرور الحسن،فلما دنا منه طعنه في أصل فخذه ،فكاد يصل إلى العظم،وقال له أشركتَ يا حسن كما أشرك أبوك من قبل. واعتنقا ،وخرا إلى الأرض، فضرب ظبيانُ بنُ عمارة التميمي رأس الأسدي بآجرة فمات ،وحُمل الحسن إلى المدائن (عاصمة الساسانيين ،جنوب شرق بغداد)، ومرض الحسنُ من الطعنة أشهراً ثم بريء(الطبقات الكبرى1/ 323 ،أنساب الأشراف 444،الأخبار الطوال 216 ).
والمُلاحَظ في روايات صلح الحسن مع معاوية، كثرة رواياتها وتضاربها مع بعضها واختلاط ضعيفها بصحيحها ،وعدم الترتيب الزمني لوقوع الحدث.
(أمَّا الشيعة فتقول:الإمامة لا تخرج من أولاد علي بن أبي طالب،وإن خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقيَّة من عنده.والحسن إنما تنازل لمعاوية بالخلافة للمصلحة العامة مثلما صالح الرسول صلى الله عليه وسلم الكفارَ من قريش في الحديببة سنة 6 هجرية،ففي حديث زيد بن وهب الجهني ( ت:96هجرية)،عن الحسن قال: والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي، وآمنْ به في أهلي، خيرٌ من أن يقتلوني (الاحتجاج 158 /29 /2) فهو صلحٌ وليس بيعة، وتنازُلٌ عن حكومةِ الناس وليس تنازلاً عن الخلافة ، وفي حديثه لحجر بن عدي الكندي (ت :51هجرية)قال: وإنما فعلتُ ما فعلتُ إبقاءً عليكم (تنزيه الأنبياء 223 للشريف المرتضى علي بن حسين ،ت: 436 هجرية).
وكان هذا الصلح في ربيع الأول سنة 41 هجرية، وسمي عام الجماعة،وصار معاوية خليفة للمسلمين لتسع عشرة سنة وثلاثة أشهر، (توفي معاوية سنة 60 هجرية،عن ثمان وسبع سنة ،لأن مولده كان قبل البعثة بخمس سنوات (الإصابة 6 /151 )،ويوم وفاته كان ابنه يزيد غائباً).
** ** **
وفي سنة 44 هجرية استلحق معاوية نسب زياد بن سمية بأبيه أبي سفيان فيما قيل (تاريخ الطبري5 /214)، ولم يتوسع الطبري في قضية النسب، فتعقبه ابن كثير(إسماعيل بن عمر القرشي 774 هجرية) فقال:هذا جميع ما ذكره أبو جعفر في استلحاق معاوية نسب زياد، ولم يذكر حقيقة الحال في ذلك..وكان أبو سفيان بن حرب سار في الجاهلية إلى الطائف فنزل على خمَّار..فقال له: قد اشتهيتُ النساء فالتمس لي بغياًّ. فقال له: هل لك في سمية ؟ فقال:هاتها ..فأتاه بها، فوقع عليها ،فعلقت بزياد، ثم وضعته في السنة الأولى من الهجرة( الكامل في التاريخ 3 /443 ).
(وعدَّت الشيعة استلحاق معاوية زياداً وجَعْله زيادَ بنَ أبي سفيان من موبقات معاوية.فهو أول استلحاقٌ جاهلي عُمل به في الإسلام، واستنكره الصحابة وأهل الدين(النصائح الكافية لمن يتولى معاوية 80 للحافظ محمد بن عقيل العلوي، أحد أئمة الزيدية ت:1350هجرية)، وكان أبو سفيان رأى زياد بن سمية في المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبه، فادَّعى أنه ابنه لأنه زنى بأمه، فأراد معاوية بعد ثلاثين سنة أن يثبت كلام أبيه (انظر شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار، للقاضي النعمان بن محمد المغربي ت: 363 هجرية من رجال الدعوة الإسماعيلية).
لكن الحسن البصري (الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، ت :110هجرية)،وابن سيرين (مولى أنس بن مالك الأنصاري، ت:110هجرية ،بعد وفاة الحسن البصري بمائة يوم)، وإسحاق بن راهويه (المروزي ،شيخ المشرق ،ت: 238هجرية)، وابن تيمية (أحمد بن عبد الحليم،ت: 728هجرية)،وابن القيم الجوزية (محمد بن أبي بكر،ت: 751 هجرية)،أجازوا الاستلحاق ،وذلك لأن عمر بن الخطاب كان يليط أهل الجاهلية بمن ادعاهم في الإسلام ، يلحقه بأبيه إذا استلحقه وأقرَّ بأنه خُلق من مائه (الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار182 لابن عبد البر : يوسف بن عبد الله ،ت: 463 هجرية).
** ** **
وفي سنة 51 هجرية توفي الحسن على الصحيح، واتهم بعض الأخباريين معاوية وابنه يزيد ،أنهما تسببا في وفاته بالسم ،بأسانيد ضعيفة، وهو قول بلا علم ،وشيء لا يصح( منهاج السنة النبوية 4 /469 لابن تيمية أحمد بن عبد الحليم ،ت:728هجرية، تاريخ الإسلام 40 للإمام الذهبي محمد بن أحمد ،ت:748 هجرية).
قال ابن كثير(إسماعيل بن عمر القرشي،ت:774 هجرية): وروى بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث الكندية أنْ سُمِّي الحسن وأنا أتزوجك بعده، ففعلتْ، فلما مات الحسن بعثتْ إليه ،فقال: إنَّا والله لم نرضك للحسن، أفنرضاكِ لأنفسنا ؟
وعندي أن هذا ليس بصحيح، وعدم صحته عن أبيه معاوية
بطريق الأوْلى والأحرى (البداية والنهاية 8/43).
** ** **
والمُلاحظ أنَّ معاوية كان يعتمد في سياسة قضائه على قوله صلى الله عليه وسلم: من أتاكم وأمْركم جميعٌ على رجلٍ واحدٍ يريد أن يَشُقَّ عصاكم أو أن يُفرِّق جماعتكم فاقتلوه.
وفي رواية عنه: أنه ستكون هَنَاتٌ وهَناتٌ (أي فتنٌ وأمورٌ حادِثة) فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميعٌ، فاضربوه بالسيف كائناً من كان (صحيح مسلم بشرح النووي12/241).
** ** **
وفي سنة 56 هجرية ،بعد وفاة سعد بن أبي وقاص آخر الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب للخلافة من بعده ،دعا معاوية الناس إلى بيعة يزيد ابنه من بعده، وجعله ولي العهد، وهو الصواب في سنة الترشيح.
قال ابن كثير(إسماعيل بن عمر القرشي ،ت:774 هجرية):
وكان معاوية لما صالح الحسن، عهد للحسن بالأمر من بعده، فلما مات الحسن قوي أمر يزيد عند معاوية (البداية والنهاية 8 /80 ).
ويقال إن المغيرة بن شعبة هو صاحب فكرة ترشيح يزيد بن معاوية لولاية العهد ،وهذا خطأ لأن المغيرة توفي سنة 50 هجرية قبل وفاة الحسن بسنة.قال الخطيب البغدادي(أحمد بن علي، ت: 463 هجرية):المغيرة مات سنة خمسين،
أجمع العلماء على ذلك (تاريخ بغداد 1 /191).


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 06 / 2013, 01 : 10 AM   رقم المشاركة : [2]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: خلافة معاوية بن أبي سفيان

[align=justify]تحياتي لك دكتور منذر والشكر الجزيل لجهودك في هذه الدراسات الهامة

أحتاج جداً من بعد اذنك التوقف طويلاً عند معاوية ابن أبي سفيان
هل تسمح أن نناقش ما له وما عليه واغتصابه الحكم، خصوصاً وأنه ليس من المهاجرين، وما جرى بينه وبين سيدنا علي كرم الله وجهه هنا في هذا الملف أو ترى فتح ملف منفصل نخصصه للنقاش وابداء الرأي ؟؟
تقبل أعمق آيات تقديري واحترامي على على إنجاز هذه الدراسات الهامة[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 06 / 2013, 46 : 03 PM   رقم المشاركة : [3]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: خلافة معاوية بن أبي سفيان

الأستاذة الأديبة هدى الخطيب سيدة وجه النور:
يجب أن نحاول أن يكون النقاش بعيداً عن (الحساسية) و(الأفكار المسبقة)، فنحاول أن نتناول الحدث (حدثاً) مجرداً، غير غافلين عن عنصر (الزمن) و(البيئة) الذي حدث فيها.
وما دمنا استطعنا وصف الخبر،واستطعنا استبعاد زيفه وأهواءه، وإسطورة حكاياته،فنستطيع بناء الصورة من جديد.
وبالطبع، يبقى الباب مفتوحاً، ما دامت النية صادقة، تبغي اليقين، دون عصبية أو أفكار مسبقة..
فبالحوار الهاديء ،قد نستطيع إضاءة عتمة فترة هامة ،كثر فيها التجاذب والأخذ والرد.

وننتظر الآراء كافة، علماً أنني انتهيت من كتابة مقال آخر عن يزيد بن معاوية، وأظنه أكثر أهمية من معاوية.
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15 / 06 / 2013, 32 : 03 PM   رقم المشاركة : [4]
سلمان الراجحي
مهندس الكترون يهتم بالتاريخ العربي والإسلامي ويكتب الشعر

 الصورة الرمزية سلمان الراجحي
 





سلمان الراجحي will become famous soon enoughسلمان الراجحي will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: العراق

رد: خلافة معاوية بن أبي سفيان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

لنرجع قليلا الى خلافة الامام علي (عليه السلام)...

ماهو الهدف الستراتيجي من نقل مقر الخلافه الاسلاميه من المدينه الى العراق.؟

وهل الامام علي وخليفة المسلمين عرضه لمثل هذا الاشكال.؟

قد يكون السبب لمنع معاويه من التوسع بأتجاه مكه والمدينه وقد نجح بذلك...وهذه نظره عصريه للموضوع كما أعتقد...

تحياتي وتقديري
توقيع سلمان الراجحي
 كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا

ترمى باحجار لتعطي أطيب الثمر
سلمان الراجحي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 06 / 2013, 55 : 12 PM   رقم المشاركة : [5]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: خلافة معاوية بن أبي سفيان

الأستاذة الأديبة هدى الخطيب،أخي الأستاذ سليمان الراجحي:
إن حادثة التحكيم التي وقعت بين سيدنا علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وماسبقتها وماتبعها من أحداث، جعلت للمبتدعة ميداناً لنشر الخلاف والفرقة، وكان من أعظم تلك الوسائل: نشر الروايات الباطلة التي تصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطالبي الدنيا ،أو(بالمغفلين) !
فإذا أردنا إعادة قراءة التاريخ ،كان لزاماً أن نأخذ الأخبار من مصادرها الموثوقة ،(مع العلم أنَّ كثيراً من علماء التراجم والسير ذكروا الروايات بأسانيدها، فمنهم من
بيَّن مواطن الضعف في الرجال إن كانت ضعيفة،وصحح الرواية إن كانت صحيحة، ومنهم من اكتفى بذكر السند - وفي هذه الحالة لابد من تتبع رجالات الإسناد من كتب
الرجال للتحقق من صحة الخبر- ) .
وتعتبر الكتب التالية من أهم المصادر التاريخية،(وهي حسب وفيات المؤلفين):
1- الطبقات الكبرى لابن سعد (محمد بن سعد البغدادي: 168هجرية - 230 هجرية) ويعد من أقدم المصادر التاريخية ،ومؤلفه يذكر الروايات بإسنادها،لكن فيه بعض
الروايات التي لا تصح .
2- تاريخ خليفة بن خياط (العصفري،ت: 240هجرية) ومروياته التي في الفتن سليمة.
3- كتب السنن المعتمدة:
صحيح البخاري (محمد بن إسماعيل: 194 هجرية - 256 هجرية).
صحيح مسلم (مسلم بن الحجاج النيسابوري: 206 هجرية- 261 هجرية).
سنن ابن ماجة (محمد بن يزيد القزويني: 209 هجرية- 273 هجرية).
سنن أبو داود( سليمان بن الأشعث السجستاني: 202 هجرية- 275 هجرية).
سنن الترمذي( محمد بن عيسى: 210 هجرية- 279هجرية).
سنن النسائي(أحمد بن شعيب: 215 هجرية- 330 هجرية).
سنن الدارقطني (علي بن عمر: 306 هجرية- 385 هجرية).
ولم يلتزم بالحديث الصحيح إلا الإمام البخاري والإمام مسلم.
4- مسانيد الحديث الشريف:
مسند أحمد بن حنبل (أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني: 164 هجرية- 241 هجرية).
مسند الدارمي (عبد الله بن عبد الرحمن: 181 هجرية- 255 هجرية).
مسند أبي يعلى الموصلي (أحمد بن علي التميمي: 210 هجرية- 307 هجرية).
المعجم الكبير: سليمان بن أحمد الطبراني (260 هجرية- 360 هجرية).
5- تاريخ المدينة لابن شبة (عمر بن شبة النميري: 173 هجرية- 262 هجرية)،وفيه روايات مهمة عن الفتنة الكبرى،لكن مروياته غير مكتملة لعدم اكتمال المخطوط الأصلي للكتاب.
6- تاريخ الطبري (محمد بن جرير الطبري: 224 هجرية- 310 هجرية)، لكنه حوى الكثير من الروايات والأخبار التي لا تثبت، لاكتفائه بذكر الإسناد دون تبيين أحوال رجاله.
7- الاستيعاب في معرفة الأصحاب :ابن عبد البر (يوسف بن عبد الله القرطبي 368 هجرية- 463 هجرية).
8- العواصم من القواصم: ابن العربي (محمد بن عبد الله: 468 هجرية- 543 هجرية)، وهو من أنفع الكتب في الرد على شبهات المبغضين للصحابة .
9- تاريخ مدينة دمشق: ابن عساكر (علي بن الحسن: 499 هجرية- 571 هجرية)،وهو يذكر إسناد كل خبر .
10- المنتظم في تاريخ الملوك: ابن الجوزي (عبد الرحمن بن علي: 510 هجرية- 597 هجرية).
11- الكامل في التاريخ : ابن الأثير (علي بن محمد الشيباني: 555 هجرية- 630 هجرية).وكتابه في التراجم: أسد الغابة في معرفة الصحابة.
12- منهاج السنة النبوية: ابن تيمية (أحمد بن عبد الحليم: 661 هجرية- 728 هجرية).
13- سير أعلام النبلاء ،وتاريخ الإسلام : الإمام الذهبي (محمد بن أحمد 673 هجرية- 748 هجرية) وهو إمام في الجرح والتعديل، وحرص في كلا كتابيه على تعقب الروايات وبيان وجهها ،في الغالب الأعم.
14- البداية والنهاية:ابن كثير(إسماعيل بن عمر القرشي: 700 هجرية- 774 هجرية)، وقد تتبع الروايات وبيَّن حالها ،في الغالب.
15- مقدمة ابن خلدون: ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد: 732 هجرية- 808 هجرية) .
16- الإصابة في تمييز الصحابة، وفتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر (أحمد بن علي العسقلاني: 773هجرية- 852 هجرية).
** ** **
وسنعاود بإيجاز سرد حادثة التحكيم لأهميتها:
لما فرغ علي بن أبي طالب من أمر البصرة ،وأعطى أهلها بيعتهم له فاستقام له الأمر فيها ،رأى أن الشام يجب أن تبايعه ،فأرسل جرير بن عبد الله البجلي(ت:51 هجرية) ومعه كتاباً لمعاوية يطلب منه البيعة ،ويذكره بما حدث في الجمل ،فلما وصل جرير أعطى لمعاوية الكتاب ،فأرسل معاوية يستشير رؤوس الشام ،فأبوا البيعة إلا بأخذ الثأر أولا ، فمعاوية على قوة في الشام، ولن يفرط في هذه القوة إلا بالانتقام لمقتل عثمان، لأنه ابن عمه وولي دمه.
وقد تحدد موقف بني أمية من بيعة سيدنا علي منذ حمل النعمان بن بشير الأنصاري (ت: 65 هجرية) قميص عثمان وهو ملطخ بدمائه ومعه أصابع نائلة بنت الفرافصة الكلبية زوجة عثمان،ووضع القميص على المنبر في الشام ليراه الناس ،والأصابع معلقة في كم القميص ،فندب معاوية الناس للأخذ بثأر عثمان والقصاص من قتلته.
وقام مع معاوية جماعة من الصحابة في هذا الشأن ، وكان علي يقول: تبايع، ثم
ننظر في قتلة عثمان.
وما ذكره بعض المؤرخين من روايات أن علياً أرسل بشير بن سعد الأنصاري (والد الصحابي النعمان بن بشير) وسعيد بن قيس الهمداني وشبث بن ربعي التميمي وعدي بن حاتم الطائي وغيرهم ليكلموا معاوية ويطلبوا منه الرضوخ لعلي، وما جرى بينهم من مناقشات وسباب ولعان وشتمٍ لمعاوية ،واتهامٍ لبعض الصحابة في التورط في دم عثمان، وأن معاوية تباطأ في إرسال العون طمعاً في أن تكون الخلافة له . فكذب كله ليس له أصل.
فسبب القتال بين أهل الشام وأهل العراق يرجع - كما قلنا قبل قليل- إلى تباين المواقف بينهما:فأهل العراق يدعون إلى علي بالبيعة وتأليف الكلمة على الإمام، وأهل الشام يدعون إلى التمكين من قتلة عثمان ويقولون : لا نبايع من يؤوي
القتلة.وليس هذا من أمر الخلافة في شيء. وما شاع بين الناس قديماً وحديثاً أن الخلاف بين علي ومعاوية كان سببه طمع معاوية في الخلافة ،وأن خروج معاوية على علي وامتناعه عن بيعته ،كان بسبب عزله عن ولاية الشام،فغير صحيح.
قال إمام الحرمين الجويني (عبد الملك بن عبد الله:419 هجرية- 478 هجرية) في لمع الأدلة : إن معاوية - وإن قاتل علياً- فإنه لا ينكر إمامته ولا يدعيها لنفسه ،وإنما
كان يطلب قتلة عثمان ظناً منه أنه مصيب ،وكان مخطئاً .
وقال ابن تيمية (أحمد بن عبد الحليم:661 هجرية- 728 هجرية): إن معاوية لم يدَّع الخلافة ولم يبايع له بها حتى قتل علي ، فلم يقاتل على أنه خليفة ،ولا أنه يستحقها،وكان يقر بذلك لمن يسأله.
كما لاصحة لأخذ علي أموال معسكر معاوية،ومصادرته شيئاً من أموال البغاة. فذاك مفتعل موضوع.
ولم يكن الجيشان يكفر بعضهما بعضاً،لكن الخوارج في جيش علي كانوا يلعنون ويكفرون الشاميين ،وما لقوا من علي إلا الإنكار والتوبيخ ،ففي حديث زياد بن الحارث الصدائي،قال : كنت إلى جنب عمار بن ياسر(ت: 37 هجرية)فقال رجل : كفر أهل الشام ،فقال عمار: لا تقولوا ذلك ،نبينا ونبيهم واحد ،وقبلتنا وقبلتهم واحدة، لكنهم قوم مفترون جاروا عن الحق .
وسئل علي عن قتلى الفريقين يوم صفين فقال : قتلانا وقتلاهم في الجنة ، يصير الأمر إليَّ وإلى معاوية .
وفي حديث سالم بن عبيد الأشجعي وهو صحابي شهد المعركة،قال: رأيت علياً بعد صفين وهو آخذ بيدي ،ونحن نمشي في القتلى، فجعل علي يستغفر لهم حتى بلغ أهل
الشام فقلت له : يا أمير المؤمنين إنّا في أصحاب معاوية !؟ فقال علي : إنما الحساب عليَّ و على معاوية.
أي إنه يرى نفسه و معاوية مسؤولين عما حدث و هما يُحاسبان على ذلك .
وقد اتفق أئمة الفتوى على أنه لا يجوز لأحد أن يقتصَّ من أحد ويأخذ حقه دون السلطان ،أومَنْ نصبه السلطان لهذا الأمر ،لأن ذلك يفضي إلى الفتنة وإشاعة الفوضى. ولهذا جعل الله السلطان ليقبض أيدي الناس بعضهم عن بعض.
قال ابن العربي(محمد بن عبد الله:468 هجرية -543 هجرية): ولا خلاف بين الأمة أنه يجوز للإمام تأخير القصاص إذا أدى ذلك إثارة الفتنة وتشتيت الكلمة.
ونجد أن موقف الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة،وآثروا عدم قتال أهل القبلة ،هو الأمثل في هذه الفتنة ،وذلك أن الله تعالى إنما أمر بقتال الفئة الباغية وسماهم باغية إذا رفضت الصلح ، ولم يأمر بقتالها ابتداءً .
وبهذا المذهب التزم الإمام ابن حنبل(أحمد بن محمد الشيباني164 هجرية-241 هجرية) وبنى عليه موقفه في رفض الخروج على الدولة العباسية .
** ** **
وبعد أن تم الإتفاق على حادثة التحكيم، اختار معاويةُ عمروَ بنَ العاص،الذي كان بمثابة الوزير الأول له، وكان عمره سبعة وثمانين سنة.
واختار عليٌّ عبدَ الله بنَ عباس(ت:68 هجرية حبر الأمة) فرفضه القوم، وطالبوا أن يخرج عنهم أبو موسى الأشعري (عبد الله بن قيس،ت:42 هجرية) لأنه رفض الدخول في القتال من بداية الأمر،(مع يقينه أن عليًا على الصواب)، ولأنه كان قاضيًا لعلي على الكوفة.ولما ذهب إليه القوم في قريته التي كان معتزلا فيها، قالوا له:إن الناس قد اصطلحوا .قال: الحمد لله.
فقالوا له: وقد جُعلت حكماً.
فقال: إناَّ لله وإناَّ إليه راجعون.
وذلك لأن هذا الأمر أمر صعب،وشاق عسير،لكنه وافق أن يذهب معهم، ويحكم في هذه القضية الشائكة.
** ** **
ولما التقى أبو موسى الأشعري(عبد الله بن قيس،ت:42 هجرية) وعمرو بن العاص (ت:43 هجرية) في (صفين)، اتفقا على كتابة كتابٍ مبدئي يضع أسس التحكيم،فبدأ أبو موسى يملِى الكتاب وعمرو بن العاص يسمع:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما قاضي عليه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين.
فقاطعه عمرو بن العاص قائلا: اكتب اسمه، واسم أبيه، هو أميركم، وليس بأميرنا.
فقال الأحنف بن قيس: لا نكتب إلا أمير المؤمنين.
فذهبوا إلى علي بن أبي طالب، وذكروا ذلك له، فقال: امح أمير المؤمنين، واكتب:
هذا ما قاضى عليه علي بن أبي طالب.
(فعمرو بن العاص إنما يتحدث بلسان أهل الشام الذين لم يباعوا علياًّ أميراً للمؤمنين،وإلا ما قاتلوه).
وقبل عليٌّ هذا الأمر؛ حرصًا على جمع الكلمة، ووحدة الصف، وسعة صدرٍ منه،فكتبوا: هذا ما تقاضي عليه علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان: إننا نزل عند حكم الله، وكتابه، ونحيي ما أحيا الله، ونميت ما أمات الله، فما وجد الحكمان في كتاب الله عملا به، وما لم يجدا في كتاب الله، فالسنة العادلة الجامعة غير المتفرقة.
ثم ذهب كل من الحكمين إلى كل فريق على حدة، وكان ذلك في شهر صفر سنة 37 هجرية، وأخذا منهما العهود والمواثيق أنهما (أي الحكمان) آمنان على أنفسهما،
وعلى أهليهما، وأن الأمة كلها عونٌ لهما على ما يريان، وأن على الجميع أن يطيع على ما في هذه الصحيفة.
فأعطاهم القوم العهود والمواثيق على ذلك، فجلسا سوياً، واتفقا على أنهما يجلسان للحكم في رمضان من نفس العام (أي بعد سبعة أشهر من هذا الكتاب )، وذلك حتى تهدأ نفوس الفريقين ويستطيع كل فريق أن يتقبل الحكم أيًّا كان.
وشهد هذا الاجتماع عشرة من كل فريق، وممن شهد هذا الاجتماع عبد الله بن عباس(حبر الأمة،ت:68 هجرية)،وأبو الأعور السلمي(عمرو بن سفيان)، وحبيب بن مسلمة الفهري، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي.
لكن بعد أن قرأ الأشعث بن قيس الكتاب خرج له عروة بن جرير التميمي، وقال للأشعث: أتحكمون في دين الله الرجال ؟!
فغضب الأشعث، وكاد أن يحدث الخلاف، لولا تدخل الأحنف بن قيس وكبار القوم.
لكن طائفة من جيش علي بن أبي طالب أخذت هذه الكلمة، وبدأت تتحدث بها وظنّتها صوابًا، وكان الكثير ممن ردد هذا الأمر من حفاظ القرآن الكريم، وشديدي الورع والتقوى، وممن يكثرون الصلاة بالليل والنوافل، فأخذوا هذه الكلمة وقالوا: أتحكمون في دين الله الرجال؟
وغضبوا لأمر التحكيم وقالوا: لا حكم إلا لله.
واستمرّ مسير علي بن أبي طالب، حتى وصل الكوفة، فسمع رجلا يقول: ذهب عليٌّ ورجع في غير شيء.
وفي هذا لوم له رضي الله عنه على أمر التحكيم.
فقال علي: لََلَذين فارقناهم خيرٌ من هؤلاء.
وكان أكثر من خرجوا مع هذه الطائفة من قرية قرب الكوفة تُسمَّى (حروراء) ،وهم الذين عُرفوا في التاريخ بعد ذلك باسم الخوارج؛ لأنهم خرجوا عن طاعة عليٍّ ، وقد تنبّأ بهذه الطائفة الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي حديث أَبِي سعيد الْخُدْري (سعد بن مالك،ت:74 هجرية) الصحيح قَال: قَال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: تَمْرُقُ مَارقَةٌ عندَ فرْقَةٍ مِنَ الْمسلمينَ يقتلها أَوْلَى الطائفتين بِالْحَقِّ.
** ** **
ثم أرسل معاوية أربعمائة فارس إلى أرض دومة الجندل (جنوب غرب مدينة سكاكا ،إحدى مدن محافظة الجوف في السعودية) معهم عمرو بن العاص ، وكان معهم من رؤوس الناس عبد الله بن الزبير بن العوام، والمغيرة بن شعبة ، وعبد الله بن عمر بن الخطّاب(وكان ممن اعتزل الفتنة، ويرى أن عليًا على الحق، وكان حينئذٍ في الشام، فجاء مع الوفد الذي أرسله معاوية للتحكيم).
وقد تمّ اختيار دومة الجندل للتحكيم،لأنها تقع في مسافة متوسطة بين الكوفة والشام، فهي على بعد تسع مراحل من كلٍ منهما.
ويروي كثير من الباحثين رواية لا أساس لها من الصحة ،أن أبا موسى تقدم ،فحمد الله وأثنى عليه،ثم قال: أيها الناس إنا قد نظرنا في أمر هذهالأمة فلم نر أصلح لأمرها ولا ألمَّ لشعثها من أمر قد أجمع عليه رأيي ورأي عمرو وهوأن نخلع علياً ومعاوية وتستقبل هذه الأمة هذا الأمر ؛ فيولوا منهم من أحبوا عليهم.وأني قد خلعت علياً ومعاوية فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من رآيتموه لهذا الأمرأهلاً.
ثم تنحى، وأقبل عمرو فقام مقامه فحمد الله وأثنى عليه وقال : إن هذا قال ما قد سمعتم وخلع صاحبه وأنا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية، فإنه ولي عثمان والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه. فتنابزا.
ويروي المسعودي(علي بن الحسين:283 هجرية-346 هجرية) أنهما لم يحصل منهما خطبة وإنما كتبا صحيفة فيها خلع علي ومعاوية وأن المسلمين يولون عليهم من أحبوا.وهذا القول أقرب إلى الصواب،وإن لهج كثير من المؤرخين بذكر الأول.

والحادثة ،على شهرتها ،تالفة الإسناد، وجاءت من طرقِ عدَّة تدور على الضعفاءِ والكذابين والمتروكين.

فالطريق الأول:

أخرجه ابن سعد فى "الطبقات الكبرى" ( 4/256)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر فى "تاريخ مدينة دمشق"

(46/172) عن محمد بن عمر، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ،عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عمرو بن الحكم.
وأبو بكر بن عبد الله بن أبى سبرة: ضعيف منكر الحديث، اتهم بالوضع.

وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: متروك ،ذاهب الحديث.

والطريق الثاني:
أخرجه الطبري فى "التاريخ" (3/112) من طريق أبي مخنف، عن أبي جناب الكلبي.

وأبو مخنف :هو لوط بن يحيى، إخباري تالف.

وأبو جناب الكلبي:هو يحيى بن أبي حية الكوفي، ضعيف ،في أحاديثه مناكير.

والطريق الثالث:

أخرجه البلاذري فى "أنساب الأشراف" (1/336) عن عباس بن هشام ، عن أبيه ، عن أبي مخنف لوط بن يحيى ، وعن عوانة فى إسنادهما.

وهشام :هو ابن محمد بن السائب الكلبي ،متروك.

وأبو مخنف لوط بن يحيى: إخباري تالف.

والطريق الرابع:

أخرجه عبد الرزاق فى "المصنف" ( 5/452) والطبرى فى "التاريخ" (3/105) عن الزهري به.
فهو مرسل ضعيف، ومراسيل الزهري ليست بشيء ،هي بمنزلة الريح.

فالخبر باطل موضوع،وإسناده يدور على الكذابين والضعفاء، ورواية الزهري قبض الريح.

وقول عمرو فيما زعمواعليه: ( وأثبت صاحبي معاوية ) لايخلو من أمرين:
الأول أنه ثبته في الخلافة كما كان أولاً ،وهذاهو المتبادر من لفظ التثبيت،وهو باطل ؛ لم يقل به أحد أنه كان خليفة قبل التحكيم حتى يثبته حَكمه فيها بعده .
الثاني أنه ثبته على إمارة الشام كما كان من قبل،وهذا هو المتعين دراية وإن لم يصح رواية ،وهو تحصيل الحاصل! فأي دهاء امتاز بهعمرو بن العاص على أبي موسى في تحصيل الحاصل؟بل أي تغفيل يوصم به أبو موسى مع هذا العبث؟ وهل زاد به معاوية شيئاً جديداً لم يكن له من قبل؟وهل نقص به علي عما كان له قبل؟
قال القاضي أبو بكر بن العربي(محمد بن عبد الله 468 هجرية- 543 هجرية): قد تحكم الناس في التحكيم فقالوا فيه مالا يرضاه الله ،وإذا لحظتموه بعين المروءة دون
الديانة رأيتم أنها سخافة حمل على تسطيرها في الكتب في الأكثر عدم الدين، وفي الأقل جهلٌ متين، وقال : وزعمت الطائفة التاريخية الركيكة أن أبا موسى كان أبله ضعيف الرأي مخدوعاً في القول،وأن ابن العاص كان ذا دهاء وأرب حتى ضربت الأمثال بدهائهتأكيداً لما أرادت من الفساد،اتبع في ذلك بعضُ الجهال بعضاً وصنفوا فيه حكايات،وغيره من الصحابة كان أحذق منه وأدهى ، وإنما بنوا ذلك على أن
عمراً لما غدر أبا موسى في قصة التحكيم صار له الذكر في الدهاء والمكر، ثم ذكر الأسطورة باختصار وقال : هذا كله كذب صراح ما جرى منه حرف قط ، وإنما هو شيء أخبر عنه المبتدعة ووضعتهالتاريخية للملوك ؛ فتوارثه أهل المجانة والجهارة بمعاصي الله والبدع .
** ** **
ومع ذلك، فلم يصل كلا الحكمين، بعد مشاورات كثيرة، إلى شيء.فاتفقا على أنْ يُترك أمر تحديد الخلافة إلى مجموعة من الصحابة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، وهم أعيان الصحابة،(فيهم علي بن أبي طالب ؛لأنه من السابقين الأولين)، وليس فيهم معاوية بن أبي سفيان، ولا عمرو بن العاص؛ لأنهما ليسا من السابقين، على أنْ يُستعان برأيهما إن أراد القوم ذلك.
كما اتفقا،بحضور الشهود،على أن يكون لهم اجتماع آخر في العام المقبل في دومة الجندل، بعد تشاور الأعيان، لفعل الأوْلى، فيحكم خلال ذلك كلاهما ما تحت أيديهما . وبعد تعيين الخليفة الجديد على الجميع طاعته (سواء رأى قتل قتلة عثمان أو رأى تأخير القصاص).
ومن الواضح أن الحكم في ظاهره هو لصالح علي بن أبي طالب، خاصة أنَّ معاوية وعمرو بن العاص خرجا من الأمر، ولا رأي لهما في اختيار الخليفة الجديد.
وقد تفرق المسلمون على هذا الأمر،وهم راضون تمامًا،حتى يجتمع كبار الصحابة لتحديد الخليفة، ولما وصل الأمر إلى علي بن أبي طالب رضي به، كما رضي به معاوية.
لكن الرواية الكاذبة تقول: إن عليًا لما بلغه هذا الأمرغضب، وجهَّز الجيوش لمحاربة معاوية ومن معه، وهذا ما لم يحدث.


















توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معاوية, خلافة, سفيان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراءة في قصيدة ماذا جرى ؟ للشاعرة رجاء بنحيدا بقلم أ. سفيان أنوار د. رجاء بنحيدا قصيدة للنقد والدراسة 2 24 / 07 / 2022 58 : 11 AM
هل انصف التاريخ يزيد بن معاوية ؟ سراج منير جمهورية كلّ العرب 0 07 / 05 / 2018 36 : 12 AM
هذا تاريخنا 00 يزيد بن معاوية سراج منير جمهورية كلّ العرب 0 06 / 05 / 2018 13 : 10 AM
خلافة يزيد بن معاوية واستشهاد سيدنا الحسين د. منذر أبوشعر تنقيح وتوثيق التاريخ 1 16 / 06 / 2013 15 : 07 PM
وصفة لعلاج البعد عن الله..........للطبيب سفيان الثوري فيصل بن الشريف الاحمداني شهر رمضان و المناسبات الدينية 1 25 / 10 / 2009 31 : 03 AM


الساعة الآن 42 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|