http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?p=231734#
هي ملحمة كلمات نثرتها أديبة مرهفة الإحساس صادقة البوح .. بين مدارج قصيدة شعر ،وفوق وردة حلم ، بين طيات صمت نبوءته الرحيل .. بيراع نثري يستمطر من الشعر دلالات رائعة صادقة قد تغيب عن القارئ العادي ، دلالات تجعل القارئ مسافرا محلقا إلى مكان تلتحم فيه الأرواح الطاهرة عبر حوار منسجم عميق ، علّه يجد جوابا لفلسفة الحتف بين القدر والمقدر...!!
حوار يتداخل فيه البوح الشعري مع النغم النثري .. لتكتمل اللوحة الفنية ببداية مشهد حزين ..
مشهد ازدادت قتامته حلكة وسوادا ، بين تصوير شعري يحمل معنى إيحائيا مجازيا للبحر والخيول ( التسول.. النوم ) وبين تأكيد نثري يحمل معنى واقعيا تحت رمزية ( التصيد ... الابتلاع والقتل )..
مع هذا التحول في دلالات الصور ، وهذا الانسجام في السؤال والترابط في التقابل المعنوي ، ومع هذا الاختلاف في الزمان والمكان وهذا التغير في الرؤى ، يظل التوافق باديا في طرح نفس السؤال الإشكالي العميق ..!!
*
لماذا رحلت .. هل كان الرحيل فاصلة أو دمعة؟!
ومن أطفأ الوقت فينا .. ؟! ..
..
سؤال من سؤال عميق .. وسفر يحمل أكثر من علامة استفهام عن حكاية داخل حكاية ؟؟! ...
/ في لحظةِ العشقِ الحميم تقومُ في شباكها تلقي السلامَ على المكانِ
تطولُ سرّتها وتفرطُ في مساءِ الروحِ رمّانَ الزمانِ وتنطوي مثلَ الشراعِ
تلمّ أغنيتي وترحلُ في فضاءِ الروح تأخذني إلى حقلينِ من زهرِ البنفسج
وانتباهِ البحر في فيضِ السلامِ وغصّتي كنتُ الشراعَ وكانتِ الأرضُ
الذراعَ وحقلنا كان انتباهَ الفجرِ لم أحفظ تفاصيل البراري حينَ تنقرني
يداها ثمَّ تأخذني ولم تحمل سوى تفاحتينِ ونقطتينِ ورقصةَ العشاقِ في
فصلِ الشروع بهمسةِ الزمن الجميلْ / ..
توقف واسترجاع لارتباط حميمي بالأرض في فصل حكاية تعتليه تفاصيل همسات حنين ، ورحلة اكتشاف من الأرض إلى الأرض في علاقة كلمات روحية تتسربل بقداسة فَقد و افتقاد ٍ للزمن الجميل ..!!
/على نافذتي كانت الريح تبكي وتتلوى من ألمٍ على زمن عشناه .. تنتحر الحكايات وتنام الصور وحياتنا رواية لا تجد من يكتبها في كتاب الزمن ، فحبر الحياة ماء والدمع ماء والذكريات تتلاشى في الفضاء
هل كان الرحيل فاصلة أو دمعة؟![]
أين تسافر أحلامنا بعد الرحيل .. لطالما سألت المطر ؟!./.
هكذا هو الحوارعلى الوتر الواحد ، فيه تكامل وانسجام في التصوير والبوح للقبض على كوامن الروح وهواجسها ..
حوارٌفي نصين مترابطين منسجمين يحفزان الحرف على الغوص عميقا والتحليق عاليا إلى ما وراء الوراء!! ..
حوار ًٌمتكامل متماثل .. ينطلق من داخل الروح إلى داخل توأم الروح ...
حوار يجعلك تقف طويلا عند بداية كل سطر شعري / نثري عند انتهاء كل فقرة ...حيث يحملك النص الأول إلى لحظات السلام الأخير ، إلى مكان الصمت والموت ، إلى زمان تتداخل فيه كل الأزمنة بذاكرة استرجاعية متوازنة حالمة صادقة جد حزينة وقد يوصلك إلى معبر الماوراء .. ،
لتعود عند بوابات النص النثري وبين دفتيه حيث تلتقط الأنفاس بعد لهاث ما بين الروح الشعري والجسد النثري ..
ما أجمل هذا التكامل بين الروح والجسد ، بين الشعر النثر ، بين الصمت والكلام بين الموت والحياة بين الزمان والمكان ،!!
السلام على الزمانِ على المكانِ
على المكانِ .. على الزمانِ ..
على المكانْ …
بتاريخ ء24-03-2018