موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي
قبح الذنب وحسن الاعتذار
[align=justify]
قبح الذنب وحسن الاعتذار
يروى في بعض الأخبار أن ملكا من الملوك أمر أن يصنع له طعام، وأحضر قوما من خاصته، فلما مد السماط أقبل الخادم وعلى كفه صحن فيه طعام؛ فلما قرب من الملك أدركته الهيبة، فوقع من مرق الصحن شيء يسير على طرف ثوب الملك، فأمر بضرب عنقه.
فلما رأى الخادم العزيمة على ذلك عمد بالصحن، فصب جميع ما كان فيه على رأس الملك.
فقال له: ويحك، ما هذا؟
فقال: أيها الملك، إنما صنعت هذا شحّاً على عرضك؛ لئلا يقول الناس إذا سمعوا ذنبي الذي به تقتلني: قتله في ذنب لم يضره، وأخطأ فيه العبد ولم يقصده، فتنسب إلى الظلم والجور؛ فصنعت هذا الذنب العظيم؛ لتعذر في قتلي، وترفع عنك الملامة.
قال: فأطرق الملك مليا.
ثم رفع رأسه إليه، وقال: يا قبيح الفعل، يا حسن الاعتذار، قد وهبنا قبيح فعلك وعظيم ذنبك لحسن اعتذارك، اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى.