جحود
@@@@@
كان الأرنب يسـكن بيتاً
في طيــات الأرض يغور
يسكن فيه الأمن ويزهو
يشرب ماء من الصنبور
ينبت فيه الكلأ وينمو
ويجني ثماراً كالعصفور
مر الزمن سريعاً يجري
يقبع صمتاً طـى جحور
ساد زمان بـعد زمان
يرتع كأساً من مخمور
راح يغط غطيطاً مفزع
إن الخمر يخـمد ثور
يطلق زمراً يقرع طبلاً
يحدث صوتاً (كالشنيور )
جاء القدر يخبأ أمراً
ما للقدر تكـون نذور
جاء الليل يفرد ثوبه
غفل الأرنب يحمد ربه
وبات يغني كالشحرور
خلع الثوب يرقص طرباً
فيض الكلاً يعيش دهور
طرقع فرقع وهز الذيل
عند الفجر تجري أمور
هيأ صرحاً أعلى الكوة
وأطلق صوتاً كالسنور
جمع الجمع وهيأ نفسه
وراح يخطب في الجمهور
ملك شاه اسمه جسور
أما الزوجة راحت تنظر
تلطم خداً على المغرور
ويحك جاهل تنكر فضلاً
عند الصبح ستلقى ثبور
ويحك جاهل تركب رأسك
إن الذنب يخــلق بور
دار وَطَنًّ وأصقل سيفه
ونسيَّ الله أوجد رزقه
قم واستغفر رب غفور
ساد القلب ظلام أسود
إن الأرنب بات كفور
راحت تنذر يوماً خسفاً
ما ببعيد يوم نشـور
تمادى الأرنب في طغيانه
مهلاً مهلاً ملك الجور
شق الأرض لدرب جهنم
وشيد قصراً جوف صخور
جاء السيل يسكب زبداً
وضاع الأرنب لحظة جور
نفق الأرنب تحت السيل
وبكت الزوجة على المغرور
بقلم : سيد يوسف مرسي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|