التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,848
عدد  مرات الظهور : 162,315,556

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 04 / 2008, 43 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

أشواق

[frame="10 98"]
[align=justify]
الخطوات على الرصيف ذات وقع خاص… الشبابيك المضاءة تسبغ على السكون لونا مميزا.. تمنى أحمد المحمود أبو الشوق أن تنفلت المسافات فجأة ليكون هناك .. عندها، قال محدثا نفسه سيدخل إلى البيت بهدوء، وستكون مثل الوردة بانتظاره.. تقوم إليه .. تحضّر العشاء .. تجلس إلى جانبه وتحدثه عن الأولاد .. عن كل واحد يا أحمد المحمود أبو الشوق.. عن كل واحد.. ويرفع هو يده ويبرم شاربيه بالسبابة والإبهام.. يحدثها عن السوق.. عن حركة البيع.. ويحمد الله.. تسبقه إلى الغرفة حاملة صينية الشاي.. يتحرك خلفها بهدوء ووقار.. لا يحب أحدا في الدنيا كما يحبها.. كان يخبرها بذلك فتضحك .. وتعرف أنه يحب مدينة عكا أكثر منها، يعشق كل شارع، كل زاوية، كل رصيف.. وحين تقول له ذلك، يمد الضحكة ويرسلها لتملأ كل فضاء عكا..
هل كان عليك يا أحمد المحمود أبو الشوق أن تتركها ؟؟ يضرب جبينه بألم .. لم يتركوا فسحة من البقاء لأحد.. كان الموت ينتظر في كل زاوية.. "الموت أشرف يا أحمد المحمود أبو الشوق" يهز رأسه، لا أحد كان يعرف وقتها أن الغربة ستمتد إلى هذا الحد.. "يلعن الغربة وساعتها" .. لا يدري كيف قطع المسافات والدم يلاحقه.. تركها هناك.. كان يظن أنها ستتبعه .. لكنها فضلت عكا حبيبته الأولى عليه.. أصرت على تحدي الموت.. غريبة زوجته.. ترك السوق ومضى.. رأى بركة الدم تتسع .. كانت الحياة تناديه.. هل ذبحوها هي والأولاد؟؟.. كثيرا ما سأل.. حاول أن يعرف.. لكن دون جدوى.. كيف مضت السنوات.. كيف مرت لا يدري.. بقي هكذا بين الإقامة والانتظار.. يغمض عينيه، فيرحل مباشرة إلى هناك.. يعيش مع الزوجة والأولاد، ثم تصدمه بركة الدم.. يفتح عينيه، فتأخذه شوارع المخيم إليها، وتمتد صور الشهداء على الجدران.. يحاول أن يقتل الوقت بزرع خطواته على الأرصفة.. يراقب الأضواء.. ينظر إلى الصور ينتظر..
مرة واحدة حاول أن يذهب إلى هناك.. قال: أحمد المحمود أبو الشوق عليه أن يعود.. لم يخبر مخلوقا بذلك.. على قدميه سار.. لا يدري كم من الوقت مر.. وحين اقترب من الحدود البعيدة، اندلق مثل طفل وأخذ يبكي.. يمرغ وجهه بالتراب ويبكي.. يعمر بكفه حفنة وراء حفنة ويبكي.. وقتها شعر أن زوجته والأولاد ينتظرون هناك.. كأنه رجع إلى سنوات شبابه الأولى.. قام، استنشق الهواء بتلذذ، ومشى..لا يدري كيف انقضّت عليه الكلاب وطاله الرصاص.. كل ما يدريه إنه كان يركض.. وأنه صحا في المشفى بغد زمن، وعرف إن الحياة قد ماتت في يده اليسرى.. تماسك.. هزّ رأسه وبقي صامتا".. ترك المشفى ومضى.. ولم يحاول مرة أخرى.. بقي أحمد المحمود أبو الشوق يسير في المخيم.. يتأمل الصور والأضواء والأرصفة.. وينتظر..
الخطوات على الرصيف.. الشبابيك مضاءة.. يسعل فيشعر كأن الرئة تتمزق.. أخذوه إلى مستوصف الوكالة، فأعطاه الطبيب شرابا يوقف السعال.. وما توقف السعال ولا يحزنون.. أخذوه إلى طبيب آخر، والسعال يتحدى الجميع.. كان أحمد المحمود أبو الشوق يعرف أنها النهاية.. أقنعوه أن السعال لا يقتل.. ورفض أحمد المحمود أبو الشوق أن يصدق.. كان يعتقد اعتقادا راسخا أنها النهاية.. قال: "كنت أريد أن أراها للمرة الأخيرة" لم يعرفوا أكان يقصد عكا أم زوجته.. سألوه مستفسرين.. قال: "هي… أريد أن أراها" وأخذ يسعل.. تماسك ومضى.. نادوه.. كان يهز رأسه ويزرع الأرصفة.. يراقب الأضواء والصور وينتظر.. يتخيل أن المسافات تنفلت تحت قدميه، يدخل إلى بيته في عكا بهدوء.. يجلس فتجلس إلى جانبه.. يرفع يده ويبرم شاربيه.. يضحك.. فتضحك .. تمشي، فيمشي خلفها بهدوء ووقار..

[/align]
[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أشواق النخل الشاعر الصارخ الشعر العمودي 2 26 / 02 / 2018 14 : 10 PM
أشواق زين العابدين إبراهيم شعر التفعيلة 12 16 / 02 / 2012 29 : 03 AM
أشواق مبعثرة هدير الجميلي الخاطـرة 2 28 / 01 / 2012 55 : 11 PM
{{ أشواق متناثرة }} أميرة عبد الله الشعر العمودي 2 14 / 09 / 2009 15 : 09 PM
أشواق طلعت سقيرق الشعر 0 10 / 06 / 2008 07 : 10 PM


الساعة الآن 59 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|