التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,828
عدد  مرات الظهور : 162,246,863

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > على مرافئ العروبة وفي ساحات الوطن > أحداث وقضايا الأمّة > المقالة السياسية
المقالة السياسية المقالة السياسية عموماً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02 / 05 / 2008, 11 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


جنازة الإشتراكية؟

[align=justify]
وضع المفكرون السياسيون تعاريف عديدة و مترابطة لمفهوم "الدولة" و حددوامقاربات مسهبة الى المفهومحسب ميولاتهم و قناعاتهم، ويربط فريق من الباحثين تطور مفهوم"الدولة" بعصر الأنوار في اوروبا و تحديدا نظرية شارل دو مونتسكيو عن شكل:"الحكومة" و فصل السلط الثلاث الأساسية لكل مجتمع، حيث سعى الفلاسفة الى تنظيم الحياة السياسية عن طريق تنظيف العلاقة بين الحاكم و المحكومين من الإرث التاريخي القاتم، فقد صار مشهورا أن الانسان يتحكم في نزعته الفردانية،( التي أشار اليها القرآن الكريم حين وصف الله سبحانه و تعالى الانسان بالمخلوق الهلوع المائل الى الإيمان المتشدد بأفكاره الخاصة غير المترتبة عن تفاعل جمعي)بسلطة سياسية متماسكة تضمن استيفائه لحقوقه و تنفيذه لمهماته و واجباته.و في سبيل انتاج الدولة المتراصة نظر الفلاسفة الى مذاهب تتجمع في مذهبين أساسيين:المذهب الرأسمالي المتيح للحرية الفردانية التي قاومها الأنواريون و المرتكز على الاستثمار المنتج للطاقة المالية، ثم المذهب الاشتراكي الشيوعي القائم على دينامية الشعب بصفته مصدرا للسلطة و منبعا للشرعية و بصفته أيضا الطرف المستفيد من وجود الدولة و الجيش، فالأولى يجب أن تتحرك لرعاية مصالح الشعب و تحقيق مطالبه الموضوعية، أما الثاني فيدافع عن هذه المطالب و يحصن الهوية و يقي شروط التبادل التجاري و قواعد التفاعل الثقافي للحصول على علاقات خارجية متكافئة تحقق مبدا:"الإفادة و الإستفادة". بروز الأنظمة السياسية الحديثة المتميزة بفصل السلط و توجيه الثروة القومية لخدمة الشعب يعد نتيجة قممية لمظهر الشورى عند المسلمين و التحولات الفكرية التي لامست القطاع السياسي في اوروبا من عصر النهضة الى انطلاق المرحلة الأنوارية التي يعتقد باحثون و مفكرون غربيون أن الغرب لا يزال يعيش تطوراتها. و في نفس السياق يمكن ادماج مفهوم "الديمقراطية" التي تعتبر هدفا ساميا لجميع الأفكار التسييرية السياسية و من ضمنها النظرية الاسلامية القائمة على انتخابات في شكل مشاورات و مفاوضات يعقدها قضاة و مثقفو و علماء الشعب لانتقاء حاكم مناسب. في هذا المفصول أو القاسم المشترك يطفو تشابه تطابقي بين الاسلام و الاشتراكية في اطار يقوي فرضية و جود "اقتباس" متبادل أو أحادي؟

و بعد ميلاد الفكرين الشيوعي و الرأسمالي انقسم العالم المتخلف الى شطرين حسب الموقع الجغرافي و الصلات التاريخية مع قطبي الفكرين المتحاربين، و بعد مرور زمن قصير تعرض الفكر الشيوعي لنكسة عميقة تجسدت في انهيار الاتحاد السوفياتي و التوجه التدريجي لروسيا الاتحادية نحو المنظومة الراسمالية بهدف الاستثمار و توسيع دائرة الحلفاء، خارقة بتطبيق اجراء مماثل مفاد الشيوعية القاضي بقوة الى اشراك الرفاق( أفرادا و دولا و شعوبا) في مناهج التطوير و التحديث دون اعتبار الدين أو القومية أو القيمة الدولية، هكذا انتهت بتصاعد البيروسترويكيين الشيوعيةالمقاربة للأطروحة الماركسية. و ليس مصرع الشيوعية مصفدا بتوقيت سقوط السوفييت، بل ان موقف غرباتشوف رئيس الاتحاد السوفياتي من حرب الخليج الثانية التي قادها النادي الراسمالي ضد صدام حسين كان ايذانا بانتهاء الممارسة الشيوعية الأممية، و بداية دخول مرحلة توظيف الشيوعيةمظهريا للحفاظ على مجد التاريخ بالنسبة للروس و تكريسا للحق في الاختلاف بالنسبة للاشتراكيين العرب الذين خسروا الحصانة السوفياتية التي عززت جمال عبد الناصر حينما هدد السوفياتيون بقصف باريس بالسلاح النووي اذا تزعمت فرنسا حربا ضد مصر، و اذا كان السوفييت قد دافعوا عن مصالحهم ضمن هذا الحدث التاريخي، إلا أنهم في الوقت نفسه برهنوا على تجذر قيم الشيوعية في عقولهم و دواليب ادارتهم، و موقف مشابه يعتبر حجة على توازن الرعب و تراص كلا المتنافسين-الرأسمال و الشيوعية- مما يحدث بيئة ملائمة لتحرير الحكومات المساندة للشيوعيين نسبيا و فتح المجال أمام صناعتها لقرارها السياسي و تمكينها من هامش حرية من أجل اقرار نمط السياسة المطابق لمعتقدها و تقاليدها و معطياتها الاجتماعية.

و بالنظر الى المضمون الجوهري للفكرة الشيوعية المتأسسة على القوات الشعبية و وضع وسائل الانتاج تحت مراقبتها، عبر الانتخابات التي تعد ظاهرة سياسية حساسة و معبرا دقيقا يصنع عبره الشعب دولته المنتجة بشرط أن يوجه الانتاج لخدمة المواطن، و في الحقيقة فان الشعب الثائر لاسترداد انتاجه و ممتلكاته يجعل من الشيوعية أفكارا ثورية لا تقبل الا السلطة العادلة الصارمة، و بالاستعاضة عن مفهوم "الشعب" بكلمة "الرعية" فان النتيجة الحتمية أو الحاصل سيكون بروز نقاط تقاطع جلية بين الإسلام و العقلية الشيوعية من حيث ارتكازها على الشعب و ضمان عيش لائق لأفراده، فالاسلام دعا الى احترام و طاعة أولياء الأمور و مساندتهم ما داموا في المسار السوي ،أما الحكام غير الشرعيون فالإطاحة المبرمجة(تفاديا لخطر الفراغ السياسي بعد اسقاط الطاغية، إذ من الضروري أن ينتخب الثوار حكومتهم قبل البدء في المخطط الميداني)بهم فرض رباني، لست مفتيا دينيا لكن هكذا هو اعتقادي. و يمكن أن نقول ان التقارب الحيوي بين الشيوعية و الاسلام يقودنا الى صوغ فرضية وجود تبادل معرفة ناتج عن بحث علمي بين الفكر الماركسي و الإسلام.

أما الاحزاب الاشتراكية الحالية فهي تماثيل فارغة و نظم جوفاء استخدمت الغطاء الاشتراكي لتسويق الفكر الراسمالي و ترسيخه، و جميع المضطهدين مدركون لسقوط و انهيار الاشتراكية في الزمن الراهن، و السبب الوجيه هو تفسخ العلاقة بين روسيا و الاشتراكيين العرب، الذين فقدوا الحماية منذ الحرب الخليجية الثانية، بل منذ نشوء "البيروسترويكا" حيث سار غورباتشوف بنفسه في موكب جنازة الاشتراكية و حضر مراسيم دفنها.
[/align]


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حماسة نملة عمر باوزير الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 6 13 / 03 / 2014 05 : 10 PM
جنازة نبيل عودة الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 4 28 / 09 / 2012 33 : 10 PM
جنازة الريح حبيب عزيزي قصيدة النثر 0 03 / 08 / 2009 22 : 04 PM
في الإشتراكية هشام البرجاوي هيئة المثقفين العرب (للنقاشات الأدبية والأخبار الثقافية) 1 31 / 03 / 2009 57 : 10 AM
جنازة قدري د. ناصر شافعي قصيدة النثر 2 29 / 03 / 2009 42 : 01 AM


الساعة الآن 57 : 05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|