تنتقل مسرعة في أرجاء غرفة السفرة ، تريد الانتهاء من إعداد مائدة العشاء ، تحادث نفسها بمرح ، أين أضع قالب الحلوى الذي يحبه ؟ سأضعه على يميني وهذه الأصناف اللذيذة التي يعشقها سأوزعها بشكل دائري حتى تكون في متناول يده ، ثم يشرد ذهنها ، أنا لم أدعوه قبل الليلة لتناول العشاء ، هو كان يأتي وحده ، أما اليوم فأنا من دعوته ، ثم تنظر حولها لتتفقد الشموع هل أضيئت بشكل كافي لتنير هذا المساء ، آه يا شموعي الليلة سنتناول العشاء برفقتك ، مع إننا لم نتناوله معك أبدا ً ، ثم أجالت بنظرها إلى المرآة لترى كم هي جميلة الليلة ، فالليلة لا بد أن تسحره بجمالها ، نعم لا بد أن تعوضه عما حصل بالأمس ولكن لا .. لا داعي للتذكر الآن فلقد أرسلت له بطاقة اعتذار ودعوة إلى العشاء وهو لن يقف عند هذا الأمر أبدا .
مرّ الوقت ومضت ساعة على موعد قدومه ، لماذا لم يأتي ؟ هو بالعادة لا يتأخر عن هذه الساعة ، أيعقل أن لا يأتي ؟
قامت إلى المائدة فوجدت الشموع قد بدأت بالذوبان وأصناف الطعام قد ذبلت وتبخرت نكهتها ، ونظرت إلى مرآتها بذعر شديد أيعقل أن لا يأتي ؟
بعد ساعات من الانتظار قامت بترنح شديد إلى مائدتها اليتيمة والى شموعها الغارقة في دموعها تبثها حزنها وانكسارها .
أيا شموعي قفي عن البكاء فقد حان الآن دوري في البكاء وإن دموعي لو سالت على وجنتي فقد حرقت من القهر قلبي ، ثم تناولت ما تبقى من الشموع المتقدة وغرستها في أصناف الطعام الباردة وجلست على أريكتها تنتظر قدوم الصباح علّ الغد يأتي بخبر أجمل.
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: موعد على العشاء
عندما تطفأ شموع الأمل ولا يأتي الذي كان سيأتي .. ينهال الإحباط وتفقد النفس كل رغبة .. حتى الحب يصبح مجرد ذكرى تجلله دموع اليأس و الندم على لحظات عشق مضت و طواها النسيان .
نص يحمل في طياته قمة المعاناة والإحباط .
بورك فيك